كلام عن ثورة ديسمبر 2022 السودان .. خرج مئات الآلاف من السودانيين في العاصمة عاصمة السودان الخرطوم وغيرها من مدن البلاد في احتجاجات للمطالبة بالتحول الديموقراطي وتسليم السلطة للمدنيين، في وقت توافد فيه المئات للتحاق للاعتصام المطرد منذ عدة أيام أمام القصر الجمهوري والذي يطالب بحل حكومة رئيس الحكومة عبد الله حمدوك وتسليم السلطة للجيش.
كلام عن ثورة ديسمبر 2022 السودان
وجاءت طلب الحضور للخروج في مسيرات “مليونية” دعماً للانتقال للحكم المدني من قبل أحزاب سياسية وتيارات نقابية مثل تجمع المهنيين السودانيين وما يدري بلجان الصمود التي برزت طوال الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/ أبريل 2019.
ولم يأتِ اختيار يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول لخروج التظاهرات على نحو عفوي. فقد شهد جمهورية السودان في ذاك اليوم قبل 57 عاماً ثورة أطاحت بالحكم العسكري في البلاد.
فما هي قصة ثورة 21 تشرين الأول/تشرين الأول عام 1964 في دولة السودان؟
تعد تلك الثورة أول ثورة شعبية تطيح بالحكم العسكري في الوطن العربي.
أفصح اسماعيل الأزهري استقلال دولة السودان في أواخر عام 1955
وتعود جذور هذه الثورة إلى يوم 19 كانون الأول/كانون الأول من عام 1955، وقتما اجتمع المجلس المنتخب السوداني ليعلن اسماعيل الأزهري قائد الحزب الديمقراطي الاتحادي من في نطاق القبة استقلال جمهورية السودان، وفي الأكبر من كانون الثاني/كانون الثاني من عام 1956 إعزاز اسماعيل الأزهري مع قائد قوى المعارضة وقتها محمد أحمد المخبأ معرفة الاستقلال على سارية مجلس الشعب.
وتقول دائرة المعارف الإنجليزية إن مكسب الديمقراطية الليبرالية في السودان لم يدم طويلا.
في الطليعة كانت الحكومة البرلمانية تحظى بتقدير ضخم كرمز للقومية والتحرير.
لكن لم يكن مجلس الشعب فعالا، خسر تم إدخاله إلى جمهورية السودان في الزمن الذي كانت فيه النماذج البرلمانية تختفي بسرعة من البلدان الأخرى في الشرق الأوسط.
ولم تكن الأحزاب السياسية مجموعات جيدة التنظيم وذات أهداف مميزة، بل كانت تحالفات فضفاضة مدفوعة بشكل ضروري بالمصالح الشخصية والولاءات لمختلف الفصائل الدينية.
انقلاب عبود
ومع استفحال الانقسامات في نطاق الأحزاب، أصبح مجلس النواب فاقدا للمعنى، ولم يستفد منه إلا السياسيين الذين حصدوا ثمار السلطة والمحسوبية.
وإثر إخفاقة الأمل من تجربتهم الديمقراطية الليبرالية، آب السودانيون مرة ثانية إلى الاستبداد. على حسب دائرة المعارف الإنجليزية.
الفرقة الرياضية عبود الذي قاد انقلاب 1958 في دولة السودان
ففي ليلة 16-17 نوفمبر/نوفمبر من عام 1958، وقف على قدميه الفرقة الرياضية ابراهيم عبود القائد العام للقوات المسلحة السوداني بانقلاب غير دموي، وحل جميع الأحزاب السياسية، وحظر التجمعات، وأوقف صدور الصحف مؤقتا.
مثلما تم تأسيس مجلس أعلى للجيش يتكون من 12 عضواً من كبار الضباط، وحقق حكم القوات المسلحة تنقيحات اقتصادية فورية.
وقد قامت بإلغاء حكومة عبود على الفور التكلفة الثابت للقطن وباعت كل القطن السوداني، وأعادت بناء احتياطي البلاد من الإنتقاد الغير عربي.
وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1959، أبرمت الحكومة اتفاقا مع مصر فيما يتعلق مياه النيل.
إشكالية الجنوب
في جنوب دولة السودان، كانت سياسات عبود أقل نجاحا. فباسم الوحدة الوطنية، أدخل ضباط الجيش العدد الكبير من الإجراءات التي تهدف إلى تيسير انتشار الإسلام واللغة العربية.
صورة أرشيفية لمقاتل من في جنوب السودان
وشغل السودانيون الشماليون مناصب مأمورية في الهيئة والشرطة كما تم تغيير التعليم من منهج اللغة الإنجليزية للمبشرين النصارى، الذين ما دام كانوا مسؤولين وحدهم عن التعليم في الجنوب، إلى منهج عربي إسلامي، وتم طرد المبشرين المسيحيين الأجانب بين عامي 1962 و 1964.
وقد واجهت إجراءات الحكومة المركزية جنوب السودان معارضة متزايدة.
ففي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1962، أدى إضراب فسيح النطاق في المدارس الجنوبية إلى مظاهرات مقاوِمة للحكومة أعقبها هروب عام للتلاميذ وآخرين عبر الحدود.
وفي أيلول/سبتمبر من عام 1963 اندلع تمرد شرقي الولاية الاستوائية وفي مكان أعلى النيل، بقيادة أنيا نيا، وهي منظمة حرب عصابات جنوب دولة السودان كانت تؤمن أن الصمود العنيفة هي وحدها التي ستجعل حكومة النادي عبود يصدق على حل مقبول للجنوبيين. ومن ناحية أخرى ارتفع الرؤساء العسكريون في عاصمة السودان الخرطوم من عمليات القمع.
جنوب السودان: خمسة أشياء قد لا تعرفها
وقد استغل المثقفون في الشمال فشل الحكومة ثمة لمهاجمة الحكم الاستبدادي وإحياء المطالبات بحكومة ديمقراطية.
وبحلول عام 1962، صارت العديد من العناصر الحضرية، بما في هذا المثقفون، والنقابات العمالية، والمنفعة المدنية، وأيضاً التنظيمات الدينية القوية، منفصلين عن الإطار العسكري، وأضف إلى هذا، باتت الجماهير القبلية والبروليتاريا المتنامية لامبالين بالحكومة.
ثورة 1964
وفي الخاتمة، أٌطيح بالنظام كرد إجراء على تقاعسه تجاه متشكلة الجنوب.
ففي 21 تشرين الأول/تشرين الأول من عام 1964، عقد طلاب جامعة عاصمة السودان الخرطوم مؤتمرا، في تحد للحظر الحكومي، من أجل إدانة عمل السُّلطة جنوب دولة السودان والتنديد بالنظام.
وقد وقعت مناوشات بين الطلبة والأمن أفضت إلى مصرع الطالب أحمد القرشي فانتشرت المسيرات مقابل النسق.
وفي 22 أكتوبر/أكتوبر، خرجت مظاهرة حاشدة في جنازة أحمد القرشي.
وأتى المأتم زيادة عن ثلاثين ألف محتج علني يقاد من قبل أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. ورددت المحتجون علنيا شعارات مقوضة للحكومة، كما رِجل أعضاء جمعية التدريس في الجامعة السودانية استقالاتهم، قائلين إنهم لن يقوموا بسحبها سوى في حال انتهى النسق العسكري وتم إنشاء حكومة دستورية من حالها تأمين استقلال الجامعة.
وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر، أصدر حزب الأمة في السودان تصريحا شجب فيه السياسة الاستثمارية للنظام وتزايد تكاليف المعيشة في البلاد، وطالب بدستور ديمقراطي.
استمرت المظاهرات الطلابية وامتدت إلى مدن أخرى، بما في ذاك أم درمان وجوبا وبورسودان بحلول 24 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي اليوم ذاته، حاولت مجموعة من المهنيين بقيادة المحامين تقديم التماس مقابل الإجراءات الشدة التي ارتكبتها إدارة الدولة لعبود، لكن لم يُسمح للمهنيين بالمضي قدما.