ماهو الشرط الرابع من شروط الصلاة … الشرط هو: “ما يتوقف فوقه وجود الشيء، وقد كان خارجًا عن حقيقته أو ماهيته”، وشروط وجوب الصلاة هي التي ينبغي توافرها في الإنسان على أن تجب عليه الصلاة ويُكلّف بها، وفي حين يأتي شرح لهذه المحددات والقواعد:

 

الإسلام

تجب الدعاء على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى، ومن الأدلة حتّىّ الإسلام شرط لضرورة الدعاء وعلى فرضيتها، قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- لمّا أرسله إلى أهل اليمن: “ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا الله، وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ”، فدخول الإسلام يلزم ضرورة التضرع على العبد.

البلوغ

اتفق الفقهاء إلى أنّ البلوغ هو شرط من محددات وقواعد ضرورة الصلاة، فهي لا تجب على الغلام ما لم يبلغ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مُرُوا أولادَكم بالصَّلاةِ وهم أبناءُ سَبعِ سِنينَ، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ” وقد اختلف فقهاء المذاهب الفقية الأربعة في كون المسألة هنا للوجوب أم للندب، فقال الجمهور إنّه للندب، بينما خالف المالكية في هذا وقالوا هو للوجوب؛ أي أنّه ينبغي على الأهل قضى الغلام بالصلاة في تلك العمر،[٥] وقد حدّ قليل من أهل العلم المفاضلة بسبع سنين، والتفريق هو مقابل الصغر، فإذا بلغ الولد الصغير عشر سنوات تأكّد الشأن في حقّه أكثر ووجب التشديد فوقه في وجّه الصلاة

 

العقل

فوجود الذهن هو شرط من محددات وقواعد ضرورة الدعاء على الإنسان، والدليل قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رُفِعَ القلَمُ عن ثلاثةٍ: عن النائمِ حتى يستيقِظَ، وعن الصبىِّ حتى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتى يعقِلَ” فالنائم والناسي للصلاة يقتضي عليهم قضاء الفوائت لدى الاستيقاظ والتذكّر، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا”

 

الخلو من الموانع الشرعية

الموانع الشرعية هي الحيض والنفاس وكون المرأة نفساء أو حائضًا فلا تجب فوق منها الدعاء، سواءٌ كان حصول الحيض من تلقاء ذاته أو بتناول دواء ونحوه مثلما لا يقتضي فوقها قضاء الدعوات التي فاتتها عند زوال العذر، فقد سُألت السيّدة عائشة عن دافع قضاء الحائض للصوم دونًا عن الدعاء فقالت: “كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ”.

اقراء ايضا : متى وقت صلاة الاستسقاء 1443

شروط صحة الصلاة

ما هي علاقة شروط الصحة بشروط الوجوب؟

إنّ شروط صحة الدعاء منها محددات وقواعد وجوب وصحة معًا ومنها شروط صحة فقط، ومحددات وقواعد الصحة هي:

دخول الوقت

لا تصح الصلاة إن لم يعلم المصلّي أنّ في وقتها قد دخل، وذلك العلم إمّا أن يكون علمًا يقينيًا أو توهمّيًا لدى تعذّر التيقّن، فمن صلّى وهو لا يعلم إن دخل الوقت أم لا فلا تصح صلاته حتّى وإن صلّاها في زمانها، والدليل على وجوب دخول الوقت والعلم بذلك قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} أي فرض مؤقتة بزمن معين له بداية ونهاية.

 

النية

النية إشتراط من شروط صحة الدعاء عند الحنفية والحنابلة والقول الراجح عند المالكية، وقد عدّها الشافعية وقليل من المالكية ركنًا من أركان الصلاة أو إنفاذًا من فروضها، ومعناها شرعًا: “عزم القلب على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى” وقد اتفق العلماء على وجوبها في الصلاة لمفاضلة العبادة عن العادة، ولتحقيق شرط وفاء العبادة لله إيتي؛ فلا أقر العبادة بلا الوفاء، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}والصلاة بدون نية لا تصح ولا بحال من الأحوال