سبب إخراج بني النضير من المدينة … ذلك هو المشهور في كتب السيرة، والمتأمل في السيرة النبويّة وتاريخ اليهود، يفهم دومين غدرهم، وخيانتهم، وعدائهم للإسلام والمسلمين، ولكن ما هو الصحيح في دافع إجلاء يهود بني النضير من المدينة؟ ذلك هو نص مقالتنا اللاحقة، عن بنو النضير، وسبب إخراجهم من المدينة، وأحداث الغزوة.

من هم بنو النضير

هم أناس من اليهود يقطنون بجانب البلدة المنورة، وقد كان بينهم وبين المسلمين اتفاق أمان، غير أن طبيعة اليهود المجبولة على الغدر والخيانة والدَت لكن تحملهم على نقض العهد الذي بينهم وبين المسلمين، مع العلم أن اليهود ليسوا من أهل الموقعة والمواجهة، ولكنهم من أهل الدسائس والمؤامرات والحيل، فكانوا يحاولون إيقاع المسلمين من خلال حياكة أبشع المؤامرات، غير أن بلا أن يقوموا بالتصارع أو القتال.

وبعد حرب أُحد، ظهرت لديهم العداوة والغدر على نحو علني، فأخذوا يتصلون بالمنافقين والكفار من أهل مكة، ويعملون معهم بحياكة المؤامرات مقابل المسلمين، على أن وصل بهم الشأن إلى التآمر على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم

سبب إخراج بني النضير من المدينة

الشهير والمعلوم في كتب السيرة أن سبب إخراج بني النضير من البلدة هو تآمرهم على الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءهم يطلب منهم المساعدة على صرف ديّة قتيلين من بني عامر الّذين قتلهما عمرو بن أميّة الضمري، فأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه موافقون على تلبية طلبه، ثم اجتمعوا مع بعضهم البعض والرسول صلى الله عليه وسلم يملكون جالس، واتفقوا على الغدر به، فطلبوا من رجلٍ من بينهم، أن يصعد أعلى المنزل ليُلقي صخرة على النبي ليقتله، فوقع الاختيار على عمرو بن جحش بن كعب، فوافق على طلبهم، وصعد عمرو بن جحش أعلى البيت ليُلقي بصخرته على النبي، فجاء كلفٌ من السماء يخبر الرسول الكريم بما يُحاك له، فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم، ثم حاصرهم بجيشٍ من المسلمين، حتى تمّ إجلاؤهم إلى بلاد الشام، وإخراجهم من البلدة المنورة. روى هذا ابن إسحاق عن يزيد بن رومان في خطبة مرسل، أورده الألباني رحمه الله في الأحاديث الضعيفة

اقراء ايضا : ما هي عاصمة اليونان واهم المعلومات السياحية والتاريخية عنها

الصحيح في سبب إجلاء بني النضير

وقد جاء مبرر إخراج بني النضير من المدينة بسند صحيح متصل، صرح الحافظ بن صخر: “وروى ابن مردويه رواية بنو النضير بإسناد صحيح إلى مَعْمر عن الزهري أفاد: أخبرني عبدالله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفاد: كتب كفار قريش عبدالله بن أُبي وغيره ممن يعبدون الأصنام قبل معركة بدر، يهددونهم لإيوائهم النبي وأصحابه ويتوعدونهم بغزوهم، فأراد أُبي ومن معه قتال المسلمين، فنبههم الني من ذاك، وأخبرهم بأنها حيلة من منافقين وكفار قريش، فتراجعوا عن أمرهم، وبعد معركة بدر، كتب كفار قريش إلى اليهود يخبرونهم بأنهم أهل السلاح والمال والحصون يتهددونهم، فأجمع بنو النضير على الغدر بالمسلمين.