ما مصير سوريا في هذا العام ٢٠٢٢ … يظهر وكأنه قد مرّ وقت طويل، منذ أن أجريت الانتخابات الرئاسية في الجمهورية السورية في الـ3 من حزيران (يونيو) 2014. شؤون وفيرة تغيرت في الإقليم، ونشأت تحالفات وانتهت أخرى. وتغيرت سياسات ونوايا من كانوا يعتبرّون حلفاء للنظام السوري ومن هم اللاعبون الأساسيون على الساحة السورية اليوم

ما مصير سوريا في هذا العام ٢٠٢٢

 

تشابكت المصالح وتعقدت لدرجة أنه حتى الحلفاء غرقوا في المستنقع السوري، فتبدلت أدوارهم ليتحولوا إلى منافسي يتناتشون الجبنة السورية، ما سوف يكون له إنعكس تأثيره على مستقبل نسق العاصمة السورية دمشق عاصمة سوريا السورية بسوريا ووحدة الشام السورية، علماً أن الكثيرين من السوريين الموجودين بالخارج والداخل، لا يعولون على تحويل جذري قد يحصل في الانتخابات القادمة.
المسودة الروسية

تعد الانتخابات الأخيرة التي أجريت 2014 أول انتخابات متنوعة المنتخبين منذ وصول حزب البعث إلى السلطة في انقلاب 1963، ووفقاً لقانون الانتخابات، على حسب التشريع الجديد، الذي اعتمد بعد استطلاع الرأي الدستوري السوري 2012، ولقد تغيّرت طبيعة الانتخابات الرئاسية من استطلاع رأي إلى اقتراع متنوع المنتخبين، ووفق ذاك التشريع الذي اعتمده مجلس الشعب السوري في أوائل عام 2014، يقصر الترشح على الشخصيات الذين عاشوا في الشام السورية على دومين السنين

 

العاشر السابقة، بالتالي يحظر المنفيون من الترشح، وقد كانت مسودة المشروع التابع لدولة روسيا للقانون الأساسي السوري (2017) قد حددت نُظم لانتخاب رئيس الدولة السورية وبقائه في السلطة، تتيح للرئيس الحاضر، بشار الأسد، باستلام وتعهد ذلك المركز الوظيفي، نظرياً، حتى عام 2035. ويعني ذاك نظرياً أن الرئيس السوري الجاري، الذي يضطلع بـ منصبه منذ عام ألفين وتمت إسترداد انتخابه عام 2014 لسبع أعوام أخرى، يمكن له، استناداً للمسودة الروسية

 

أن يشغل محل للجلوس الرئيس إثنين من المرات أخريين كحد أدنى، أي أن يضطلع بـ ذلك المركز الوظيفي حتى عام 2035 في حال فعل انتخابات رئاسية في سنة 2021، أي حينما تنتهي صلاحياته، استناداً لقواعد القانون الذي قامت بإعداده دولة روسيا. وتعقد الانتخابات القادمة بين 16 نيسان (أبريل) و16 أيار (مايو) 2021، ومن الأسماء التي أفصحت عن ترشحها بشار الأسد، مرشح حزب البعث، وجمال سليمان، ممثل ومرشح تيار الغد السوري، وفهد المصري، مرشح منفصل، وعبدالله الحمصي، مرشح منفصل.

 

وقد كان نائب وزير الخارجية التابع لروسيا سيرغي فيرشينين قد أفاد في الـ4 من كانون الثاني (يناير) الجاري، أن مطالبات قليل من الدول لعدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقررة ذاك العام في الجمهورية السورية، تقوض التأدية المستقر للشركات الأصلية في تلك البلد، وأكمل في كلمة لوكالة “نوفوستي”، “بصرف النظر عن الأسباب الهدامة والقيود المفروضة جراء فيروس كوفيد 19، تستمر الجهد في جنيف اللجنة الدستورية المخصصة بسوريا”، وتابع، “إبان هذا

 

تبدو إفادات في عدد محدود من المحافل العالمية بخصوص التبني السريع لدستور عصري، وعدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية القادمة في جمهورية سورية. وذلك يقصد عملياً حرمان السوريين من حق انتخاب قيادتهم، وفي ذات الوقت يقوضون استقرار عمل شركات البلد السورية”.
الثوار والنظام كلهم خسروا

في موضوع للكاتب جورج مالبرونو في جرنال “Le Figaro” بتاريخ 12 كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، تحت عنوان “أنقذ بشار الأسد سلطته، لكنه يقضي حقلاً من الإتلاف”، يطرح مالبرونو أسئلة متعددة، “هل ستتخلى موسكو عن الأسد؟ هل يمكن لها إيران الانسحاب؟ وهل سترد تركيا على الإجراءات العقابية الأميركية الأخيرة ببدء

 

وإطلاق إنقضاض حديث على خصومها الأكراد السوريين؟ قبل 6 شهور من الانتخابات الرئاسية في العاصمة السورية دمشق عاصمة سوريا السورية بسوريا تواصل الحلقات المسلسلة الدرامية السورية في تأجيج التوقعات”، يتحاور أثناء النص مع المعارض السوري ميشال كيلو (82 سنة) اللاجئ في دولة الجمهورية الفرنسية، ويخلص إلى نتيجة أن عام 2021 هو عام التحديث لبشار الأسد، ما لم تجد دولة روسيا خلفاً، ولذا احتمال صغير، فسوريا بلد ينبغي أن يوجد أسفل الهيمنة، يقول كيلو، “الثوار والنظام سوياً خسرنا، رفض النسق الحل السلمي في مطلع الثورة، وفقدت الثورة وحدتها

 

قوضها تأثير الإسلاميين. جاؤوا بأسلحتهم، وامتصوا ثورة الحرية لقيادة ثورة مضادة”، وبرأي المعارض السوري أنهم كانوا “ساذجين”، “كان لا مفر من العثور على حل مع الإطار، قبل أن يصبح المناحرة بين الأطراف السورية جزءاً صغيراً من الموقعة”، “بل النسق لم يكن يرغب ذاك بأي حال من الأحوالً، وقد كان من العصيب دراية الموضوع، وأعتقد الناس أن الأميركيين سيتدخلون”.

ويردف قائلاً، “في الخاتمة، لم نفهم نحن ولا الإطار أن قوى المعارضة التي ننخرط فيها ستختفي بتدخل قوى عظمى مثل الاتحاد الروسي وتركيا وإسرائيل وإيران والقوى الإقليمية”، واستمرت الموقعة منذ ذاك الحين، غير أن بهدف لا شيء، غير ممكن للنظام ولا لنا نحن، المعارضين، أن نقرر ما نرغب، تركيا تم اتخاذ قرار عنا وفيما يتعلق للنظام من يتخذ قرار هو إيران وروسيا، ولو أنه الرئيس السوري قد سحق الثوار فذلك بفضل مؤازرة إيران وروسيا لاغير.