عن عمر المختار ومن هو- صفاته | من هو عمر المختار ؟ يعرف المجاهد الليبي عُمر المختار بأنه أحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، حيث حارب الاحتلال الإيطالي لوقت تزيد عن 20 عامًا قبل أن يقبض عليه، كما حارب ببضعة مئات من المجاهدين جيشًا استعماريًا قوامه 20 ألف جندي. سنتعرف وإياكم عبر على السيرة النضالية للشهيد عمر المختار وعلى أكثر أهمية إنجازاته.
من هو عمر المختار
هو السيد عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي الشهير بعمر المختار، والملقب بشيخ المجاهدين، وشيخ الشهداء، وأسد الصحراء. غلام عُمر المختار في عشرين أغسطس آب عام 1858 بقرية جنزور بداخل منطقة الجبل الأخضر ببرقة شرقي ليبيا. والدته هي عائشة طفلة محارب، ووالده الشيخ محمد الذي وافته المنية وهو في سبيله لتنفيذ طقوس فريضة الحج، ليتولى حسين الغرياني شيخ زاوية جنزور السنوسية رعايته بوصية من والده. أدخله حسين الغرياني مدرسة كتاب الله الخاتم في الزاوية.
نضال عُمر المختار في مواجهة الانتزاع الإيطالي
أعربت إيطاليا في 29 سبتمبر من العام 1911 الحرب على السلطنة العثمانية التي شكلت ليبيا جزءًا منها، إذ بدأت البوارج الحربية بقصف المدن الساحلية الليبية، ليعود عُمر المختار عقب هذا إلى زاوية القصور بقصد تحضير حركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي وقتما ساهم في أواخر العام 1911 في معركة السلاوي. تولى المختار عقب ذلك قيادة المجلس الأعلى للعمليات الجهادية، إذ أدار أعتى الاشتباكات العسكرية في تاريخ ليبيا، وخاصةً حتى الآن انسحاب مجموعات الجنود العثمانية من ليبيا في العام 1912 بموجب معاهدة لوزان. ظلت المقاومة بقيادة عمر المختار حتى في أعقاب انسحاب السنوسيون من ليبيا إلى مصر عام 1922، وألحقت دمار فادحة بين جموع مجموعات الجنود الإيطالية.
كيف تم أسر عمر المختار
أسر الايطاليون عُمر المختار في السنة 1931 في واحدة من الاشتباكات العسكرية، ولذا بعد أن أطلقت مجموعات الجنود الإيطالية غازًا خانقًا، وكان يصل المختار من العمر في وقتها 73 عامًا. نقل إلى مرسى سوسة ثم إلى بنغازي على يد البحر، ليودع السجن العارم. كان أسر عمر المختار مفاجأةً يحلم بها الزعيم الإيطالي موسوليني، حيث لم يعلم أن عمر المختار قد حدث في الأسر، بل ظنوه مجاهدًا في صفوفه قبل أن يتعرف عليه أحد الضباط الإيطاليين، ليتم إعدامه شنقًا في صبيحة يوم 16 سبتمبر من العام ذاته.
صفات عُمر المختار
تمتع الشهيد عُمر المختار بقدر مرتفع من الذكاء والفطنة، مثلما عُرف بالحزم والجلَد والاستقامة والجدية، وقد كان ملمًا بشؤون المناخ المحيطة به، ومدركًا لأحوال الوسط الذي يقيم فيه، وللأحداث القبلية وتاريخ حدوثها. فضلاً عن معرفته للأنساب والارتباطات التي تصل جميع القبائل ببعضها القلائل، وبعاداتها وتقاليدها، وكان ماهر ومتمرسًا بطرق ومسالك الصحراء من برقة إلى مصر والسودان في الخارج، وإلى الكفرة والجغبوب بالداخل. مثلما اكتسب المختار خبرةً واسعةً بأنواع النباتات وخصائصها الطبية، وكان على إلمام بأمراض الماشية وبطريقة مداواتها.
المناصب التي تولاها عمر المختار
تولى الشهيد عُمر المختار متعددة مناصب في مستهل عمره، إذ صار شيخًا لبلدة زاوية القصور المتواجدة بداخل منطقة الجبل الأخضر في العام 1897، وقد عرف بحكمته وعدله وإنصافه. انتقل في السنة 1900 إلى بلاد التشاد الأفريقية، إذ قاوم الاستعمار الفرنسي ثمة، وعمل على عرَض تعاليم الدين الإسلامي، مثلما تنقل في أرجاء أفريقيا الشرقية والصحراء الكبرى، وبنى المساجد والزوايا. عمل المختار نائبًا عن المهدي السنوسي لسنوات طويلة في جمهورية السودان قبل أن يعينه السيد المهدي شيخًا لزاوية عين كلكة. خصص عُمر المختار في العام 1906 شيخًا لبلدة زاوية القصور مطورًا بعد وفاة محمد المهدي السنوسي عام 1902.
أشهر أقوال عمر المختار
شكّل عُمر المختار طوال السنين مصدر إلهام للكثير من المجاهدين، وقد حفظت أقوال المختار إلى يومنا ذلك، وأشهر هذه الأقوال:
إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك.
نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت.
يمكن لهم هزيمتنا إذا نجحوا باختراق معنوياتنا.
صاحب الحق يعلو وإن أسقطته منبر الإعدام.
أموالكم تماماً مثل مجدكم ليست خالدة.
الحرب التي تنتصر فيها وحدك، لا تحتفل بها مع الذين تخلوا عنك وأنت تحت ضرب السيوف.
الحكم حكم الله لا حكمكم المزيف.
جائحة القوة استضعاف الغريم.
يمكنهُ المدفع إسكات صوتي، ولكنه لا يستطيع إزاحة حقي، وأنا على يقين أن دنياي ستكون، أطول من حياة شانقي.
كن عزيزاً وإياك أن تنحنى مهما كان الأمر ضرورياً فربما لا تأتيك الإمكانية كى ترفع رأسك مرة أخرى.
عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سوف يكون أطول من عمر شانقي.
لئن كَسَرَ المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
في إنقضاء هذا الموضوع نصبح قد عرفنا من هو عمر المختار الملقب بشيخ المجاهدين، كما تعرفنا على تاريخه النضالي ضد الانتزاع الإيطالي.