بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم … في الـ21 من شباط من كل عام، تحتفل دول العالم بفعالية اليوم الدولي للغة الأم، والذي يقصد بأسلوب أساسي إلى تدعيم الوعي بقيمة التنوع اللغوي والثقافي وتعدد اللغات.

تاريخ اليوم الدولي للغة الأم:

في الـ17 من تشرين الثاني لسنة 1999، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن فعالية اليوم العالمي للغة الأم لأول مرة، ومن الممكن القول إن تلك الموقف استُلهمت أساسا من دولة بنجلاديش، حيث أن يوم الـ21 من شباط لعام 1952 يوافق ذكرى نضال مواطني بنغلاديش من أجل الاعتراف باللغة البنغالية؛ وفي الـ29 من شباط من العام نفسه، صارت اللغة البنغالية اللغة الحكومية الثانية في جمهورية باكستان.

يشار على أن الاحتفال بهذه الموقف على صعيد العالم بدأ منذ عام ألفين.

اللغة الأم واللغات المهددة بالانقراض:

مثلما هو معلوم، فإن اللغة الأم هي اللغة الأولى التي يتكلم بها الفرد، وهي تعين بصورة عامة في تحديد هوية كل شخص منا، وفيما يتعلق للمغتربين عن أوطانهم ويعيشون في دول لا يتحدث مواطنوها لغتهم الأم، فإن اللغة الأم تصبح في تلك الوضعية باعتبار وسيلة للبقاء على اتصال بوطنهم وثقافتهم وتراثهم.

يشار إلى أنه من بين ما يقارب 6 آلاف لغة في العالم، فإن نسبة تصل إلى 43% من تلك اللغات تعد “مهددة بالانقراض”، بما يتضمن أنها يمكن أن تختفي مستقبلًا.

وهنالك أسباب متعددة من شأنها أن تجعل لغة ما من لغات العالم “مهددة بالانقراض”، ومن أكثر أهمية هذه العوامل على سبيل المثال أن قليل من اللغات ببساطة تُستبدل بلغات أخرى ينهي التحدث بها على نطاق ممتد، فضلا على ذلك أنه توجد لغات لا يشطب تعليمها للأجيال العصرية من الأطفال، إلى جانب أن هناك لغات في وقتنا القائم لا يتحدثها سوى واحد فرد فحسب، وحالَما يموت ذلك الفرد تموت لغته أيضًا.

تشير إحصائيات إلى أن لغة من اللغات الأم تختفي كل أسبوعين تقريبًا، وبحدوث هذا يختفي برفقتها موروث ثقافي كامل.

وفيما يتعلق إلى أكثر اللغات المهددة بالانقراض فهي هذه التي تتحدثها مجتمعات الأقليات، ومن قلب تلك المجتمعات قبائل “بابوا غينيا القريبة العهد”، وقاطني أستراليا الأصليين، والأهالي الأصليين في الأمريكتين، والشعوب الأوربية المهمشة مثل شعب “الباسكيون”.

يذكر أنه في أمريكا الشمالية، على سبيل المثال، كان هنالك في حين سبق المئات من اللغات المتنوعة، واليوم لا يبقى سوى نحو 194 لغة باقية؛ ونظرًا لأن الكمية الوفيرة من اللغات صرت تحتضر فإن اللغويين يحاولون تعلم العديد عنها قدر المستطاع، وهكذا فإنه حتى لو اختفت لغة ما لا يختفي بصحبتها الموروث الثقافي والمعرفة المخصصة بها، ومن ثم فإن التعلم واكتساب معرفة عن اللغات قبل اندثارها تمامًا يحتسب كلفًا أساسيًا للحفاظ على الثقافة والتاريخ.