موعد بدء الصوم الكبير ٢٠٢٢ التقويم الغربي … أما وفق الجو التابع للشرق يبدأ يوم الاثنين. وتستمر مرحلة الصيام المسيحية إلى حوالي ستة أسابيع قبل عيد القيامة. الغرض التقليدي من الصوم العارم هو تجهيز المؤمن عن طريق الدعاء، والتوبة من المعاصي، والصدقة واعتياد أداء أعمال الرحمة. تُقام أعراف الصوم العظيم من قِلكن العديد من الكنائس المسيحية منها الكنيسة الأنجليكانية، والكالفينية، واللوثرية، والميثودية، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية وفي تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية. تمارس اليوم أيضًا بعض الكنائس المعمدانية والإنجيلية الصيام الكبير .

موعد بدء الصوم الكبير ٢٠٢٢ التقويم الغربي

يتواصل زمن الصيام المسيحي خمسين يومًا، (أربعين يومًا هي أيام الصيام التي تسبق أسبوع الآلام فضلًا عن أسبوع الآلام بما فيه سبت النور فضلا على ذلك أربعة أيام تعويضية عن أيام الآحاد التي يكمل الإفطار فيها ولذا هو المعروف ومتفق عليه في أكثرية الكنائس)، ولا تتشابه تقاليد الصوم المسيحي على حسب الطوائف والطقوس والليتورجيات؛ ويحتسب يوم أربعاء الرماد والذي يستمد تقاليده من الطقوس المسيحية الغربية، أول أيام الصيام النصراني حيث تعيش جميع من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والكنيسة اللوثرية، الأنجليكانية، الميثودية والمشيخية طقوس دينية تتخلها صلوات ورسم إشارة الصليب بالرماد على الجباه.

تتنوع تقاليد الصوم العارم في الكوكب القبطي بين الامتناع عن الأكل ساعات محددة أو الامتناع عن ألوان معينة من الأكل؛ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيرها من الكنائس المسيحية الغربية تفرض على أتباعها انقطاع عن اللحوم ومنتوجات الحليب والأجبان يومي الاربعاء ويوم الجمعة، فيما أنّ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وغيرها من الكنائس ذات التقاليد المسيحية الشرقية تفرض انقطاع عن اللحوم لوقت أربعين يومًا.

بقرب النداءات والانقطاع عن القوت تقام رتب وأعراف خصوصا في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بمناسبة الصيام العظيم منها منزلة درب الصليب وهي مرتبة طقسية تقام في زمن الصيام الكبير، وفي أسبوع الآلام، في الكنيسة أو على الطرقات العامة، وتقرأ فيها نصوص صلب المسيح على أربع عشر فترة من العهد الجديد بقرب قليل من المراحل المأخوذة من التقاليد المسيحية. وترفق كل مدة من المراحل بتلاوة دعاء الأبانا، وتأمل اجتماعي أو روحي معيّن. يقام درب الصليب في الكنيسة الكاثوليكية، وهناك ممارسات شبيهة عند الطوائف الأخرى.

فصوم يونان، أو صوم نينوى يسبق الصوم الهائل بأسبوعين، ويكون بنفس الأحوال الجوية تقريبًا وبنفس الألحان، حتى يتنبه الناس لقدوم الصوم العارم ويتحضرون له بالتوبة التي هي صميم صيام نينوى. وكما اهتمت الكنيسة بضبط خيارات أولادها للصوم الهائل، هكذا يقتضي علينا نحن ايضا أن نلاقيه بنفس الانتباه.

وإن كان السيد المسيح قد صار هذا الصوم عنا،

وهو في غير عوز إلي الصوم، فكم يلزم أن نصوم نحن في مسيس الاحتياج إلي الصيام لأجل أن نكمل كل بر، كما إجراء المسيح. ومن انتباه الكنيسة بذاك الصوم أنها أسمته الصوم الكبير.

فهو الصوم الكبير في مدته، والكبير في قدسيته.

إنه أكبر الأصوام في مدته التي هي خمسة وخمسون يومًا. وهو أكبرها في قدسيته، لأنه صوم المسيح له المجد مع تذكارًا لآلامه المقدسة. لذا فالخطية في الصوم الهائل أكثر بشاعة.

حقًا إن الخطية هي الخطية. إلا أنها أكثر بشاعة في الصوم الكبير مما في بقية الأيام العادية. لأنّ الذي يخطئ في الصيام عمومًا، وفي الصيام الضخم خصوصًا، هو على أرض الواقع يرتكب خطية مزدوجة: بشاعة الخطية ذاتها، يضاف إليها الاستهانة بقدسية هذه الأيام. إذن هما خطيئتان وليس واحدة.

والاستهانة بقدسية الأيام، دليل علي قساوة القلب.

فالقلب الذي لا يتأثر بروحانية هذه الأيام المقدسة، لاشك أنه من الناحية الروحية قلب قاس يخطئ في الصيام، ينطبق فوق منه قول السيد المسيح “لو كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون” أي إن كانت هذه الأيام المقدسة المنيرة مدة للظلام، فالأيام العادية كم تكون؟!

وقد اهتم الآباء الرهبان القديسون بالصوم الكبير.

حياتهم جميعها كانت صومًا. غير أن أيام الصيام العظيم كانت لها قدسية خصوصا في الأجيال الأولي، إذ كانوا يخرجون من الأديرة في الأربعين المقدسة ويتوحدون في المناطق الجبلية. ولعلنا نجد مثالًا لذا في حكاية القديس زوسيما القس ولقائه بالقديسة مريم القبطية التائبة. وبالتالي كان أيضًا نفس المراعاة في رهبنة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وفي كثير أثيوبيا.

فلنهتم نحن أيضًا بهذه الأيام المقدسة.

أن كنا لا يمكن لنا أن نطوي الأيام مثلما كان يفعل السيد المسيح له المجد فعلي الأقل فلنسلك بالزهد الجائز، وبالنسك الذي نستطيع أن نحتمله. وأن كنا لا يمكن لنا أن ننتهر الشيطان ونهزمه بقوة مثلما فعل الرب، فعلي الأقل فلنستعد لمقاومته. ولنذكر ما قاله القديس بولس الرسول في رسالته إلي العبرانيين معاتبًا “لم تقاوموا عقب حتى الدم مجاهدين مقابل الخطية” . مفروض إذن أن يجاهد الإنسان حتى الدم في معارضة الخطية. إن كانت ثلاثة أيام صامتها أستير وشعبها، وقد كان لها مفعولها الشديد؛ فكم بالأولى خمسة وخمسون؟