فضل شهر شعبان طريق الاسلام .. ينهي غدا يوم الأربعاء استكشاف هلال شهر شعبان لسنة 1443 هجريا، إذ يولد هلال شهر شعبان في الحال في أعقاب حدوث الاقتران عند وصول عقارب الساعة 19:35 غرينتش يوم الأربعاء 29 من رجـب 1443 هـجريا، المتواقت مع الـ2 من شهر آذار لسنة 2022 (يوم الرؤية ).

وفلكيا يكون يوم الخميس الـ3 من آذار هو المتمم لشهـر رجـب 1443 هجريا، وتكون غرة شهر شعبان 1443 هـ فلكيا يوم الجمعة المتزامن مع الـ4 من مارس لسنة 2022.

يُذكر أن نسق التحويل الهجرى يعول على الشهر القمري الذي يتمثل بالمدة الزمنية التي يستغرقها القمر في دورة كاملة بشأن الأرض.

فضل شهر شعبان طريق الاسلام

والتقويم الهجري أو القمري أو الإسلامي هو تطوير يعول على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه عدد مقيد من البلدان العربية مثل المملكة العربية السعودية كتقويم رسمي للبلد، وأنشأه الخليفة عمر بن البيان وجعل هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأكبر (24 أيلول عام 622م) مرجعاً لأول سنة فيه، ولذا هو سبب تسميته “التقويم الهجري”.

إن الشكر لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،

ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70،71].

قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
وفي هذا الحديث فؤائد: أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولًا عنه

وفي قوله: «يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان»، إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقًا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم، وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف.