خطبة عن شهر شعبان ملتقى الخطباء .. الحمدلله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يرغب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد انتصر فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

حديثنا اليوم في موقع جديد اليوم عن شهر شعبان وهو تمهيد لشهر الفضائل والمكارم لشهر رمضان المبارك نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا رمضان ويجعلنا من صوامه وقوامه إيماناً واحتساباً .

خطبة عن شهر شعبان ملتقى الخطباء

1-الإكثار من الصوم في هذا الشهر ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام في شعبان فعن عائشة رضي الله عنها صرحت ” كان أحب الشهور الى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان ” صححه الألباني وعند أم سلمه رضي الله سبحانه وتعالى عنها تحدثت ” ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان ” صححه الألباني وعن عائشة رضي الله سبحانه وتعالى عنها قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بصيام حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل شهر إلا رمضان , وما شاهدته أكثر صياماً منه في شعبان ” رواه البخاري .

لهذا فإن الراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بصيام أكثر شعبان وليس شعبان كاملاً قال أهل العلم : وصوم شعبان مثل السنن الراتبه قبل لصلوات المكتوبة ويكون تقدمه لشهر رمضان أي أنه كأنه راتبه لشهر رمضان ولذلك من السنه الصيام في شهر شعبان فهو كالراتبه قبل تكليف رمضان والسنه البعديه لرمضان هي صيام ستة أيام من شهر شوال.

-ومن الصوم في شعبان نفع أخرى هي توطين النفس وتهيئتها للصيام لتصير مستعدة لصيام رمضان ويكون سهلاً فوقها لا شاقا فوق منها

قال ابن النعيم رحمه الله : ومن صومه عليه الصلاة والسلام شعبان زيادة عن غيره ثلاث معان أحدهما أنه كان يقوم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فربما مهنة عن الصوم شهراً فجمع ذاك في شعبان ليدركه قبل صوم الإنفاذ .

والـ2 أن ذاك الصوم يشبه سنة التكليف قبلها .

الـ3 : أنه شهر ترفع فيه الأفعال فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم .

2-من أبواب الخير في شعبان أنها ترفع الأفعال الى الله سبحانه وتعالى , فهو ميعاد سنوي لرفع الأعمال الى الله تعالى , صرح العلماء ورفع الأعمال على ثلاث درجات : الدرجة الأولي :- ترقية يومي ويكون ذلك في صلاة الصبح وتضرع العصر وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن والدي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاد : يتعاقبون فيكم الملائكة في ساعات الظلام وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الغداة ودعاء العصر ثم يعرج الذين يأتون فيكم فيسألهم وهو أعرف بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ” .

الدرجة الثانية في رفع الأعمال فهو رفع أسبوعي ويكون الخميس وهذا لما رواه الإمام أحمد عن والدي هريرة رضي الله سبحانه وتعالى عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن ممارسات أبن آدم تعرض كل خميس ليلة جمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم ” حسنه الألباني .

أما الدرجة الثالثة في رفع الأفعال فهو إعلاء سنوي ويكون هذا في شهر شعبان وذلك مثلما ثبت عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟

قال : (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الممارسات إلي رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )” صححه الألباني نسأل

الله عزوجل ان يوفقنا لاتباع سنة النبي الكريم وان يوفقنا للعمل الصالح ويبلغنا رمضان ويوفقنا لصيامه وقيامه .

أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

العرفان لله حمدا عديد طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين واله وصحبه وسلم