ماذا حدث في الخامس عشر من شعبان … هو سؤال لا بدَّ من تسليط الضوء على إجابته، وبيان أسرار هذه الليلة، فإنَّ شعبان هو الشهر الفضيل الذي يأتي قبل شهر رمضان مُباشرة، يتحضر فيه المُسلمون لاستقبال شهر الصوم والقيام

ويُكثرون من الصيام فيه التزامًا بسنّة الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى يد سطور ذاك الموضوع سنقوم بتسليط الضوء على فعاليات ليلة النصف من شعبان، وحكم صيامها وقيامها والاحتفال بها.

ماذا حدث في الخامس عشر من شعبان

ليلة الـ5 عشر من شعبان هي الليلة التي تمَّ فيها تغيير القبلة من منزل المقدس إلى الكعبة الشريفة، ولذا بعد اتخاذ منزل المقدس لوقت ست عشر شهرًا، وقد نزل في ذلك تصريحه تعالى: “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”، والله اعلم .

حكم قيام ليلة النصف من شعبان

ورد في تخصيص ليلة النصف من شعبان ببعض العبادات والأفعال الكمية الوفيرة من الأحاديث الضعيفة أو المنكرة والتي لا يصح حكايتها عن رسول الله صلَّى الله أعلاه وسلَّم، وعلى هذا فإنَّه لا يجوز تخصيص هذه الليلة بقيام أو ذكر أو ما شابه هذا

إلا أن وإنَّ اللقاء في المساجد لأحياء تلك الليلة هو قضى مكروه ويُعتبر من البدع التي تُؤدي إلى الضلالة، وقد ذهب إلى ذلك القول مذهب الحنفية والمالكية، والله أعلم

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

إنَّ الصيام في شهر شعبان بشكل عام هو أمرٌ صاحب ميزة عارم وهو من السنن الواردة عن رسول الله صلَّى الله أعلاه وسلَّم، ولقد كان يصومه كلَّه سوى بسيط، مثلما ورد أنَّه كان يصومه كلّه، لكنَّ تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصيام والتعبّد بهذا اعتقادًا بفضلها وشأنها الرفيع هو قضى غير جائز، أمَّا لو أنه صيامها تبعًا لصيام أغلب الشهر أو لعادة في الصوم اعتادها المرء وصادف ذاك ليلة النصف فلا حرج أعلاه في ذاك، والله أعلم.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

إنَّ الاحتفال بانتصاف شهر شعبان أي في ليلة الخامس عشر منه هو قضى غير جائز، وقد أجمع أهل العلم على عدم جواز تخصيص تلك الليلة بفضل أو عبادة

كما إنَّ هذا يُعتبر من البدع ومُستحدثات الأشياء في الشريعة، وإنَّ كل ما ورد عن ميزة هذه الليلة وفضل العبادة فيها هو غير صحيح، ولا يُعتدُّ به، ولقد أتمَّ الله سبحانه وتعالى على المُسلمين الدين، وأوضح لهم كل العبادات والأعياد التي يقتضي أن يحتفلوا بها، وإنَّ استحداث أي كلف ونسبه إلى الشريعة الإسلامية هو بدعة وضلالة، والله أدري.

دعاء ليلة النصف من شعبان

ورد في ليلة النصف من شعبانقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديث حسن: “إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ“

فإنَّ في تلك الليلة مغفرة من الله سبحانه وتعالى لعباده وليس في الحوار دلالة على كون تلك المغفرة تطال من يقوم بنوع مُحدد من العبادة، ولا حرج في الإكثار من الدعاء في هذه الليلة طمعًا برحمة الله تعالى ومغفرته، إلا أنَّه لم يرد دعاء مأثور عن رسول الله يُأفاد في هذه الليلة، ولا صحَّة لحدوث مجموعة من المطالبات التي يقتضي القيام بها في تلك الليلة، والله أدري

 

إلى هنا نصبح قد وصلنا إلى اختتام المقال الذي أجاب عن سؤال ماذا حدث في الخامس عشر من شعبان، والذي بيَّن أنَّها الليلة التي تمَّ فيها تغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المُشرفة، مثلما ذكر حكم الصيام في تلك الليلة وحكم القيام أو الاحتفال