تكلم عن عيد الصعود ٢٠٢٢
يذكر سفر ممارسات الرسل في الإصحاح 1: 3 أن يسوع قد مكث على الأرض أربعين يومًا قبل زيادته، يحتفل كلاسيكيًا بيوم الارتفاع في الخميس ؛ بصرف النظر عن أن عدد محدود من الطوائف المسيحية قد نقلت الاحتفال إلى يوم الاحد اللاحق. في الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة الامريكية، يتفاوت يوم الاحتفال وفق المقاطعة الكنسية
الصعود على نطاق المسيح:
للارتفاع له ثلاث أبعاد وهي تمجيده وتساميه على الكون وتمهيد لعودته.
1) الارتفاع تمجيد المسيح السماوي: إن المسيح قبل أن يقيم على الأرض يمكن القول إنه كان عند الله كإبن، و”كلمة”، وحكمة. فصعوده إلى السماء إلى يمين الوالد وإنما هو رجوع إلى العالم السماوي الذي منه في مرة سابقة وهبط من السماء، ملجأ الألوهية (حلم 1: 5) رحمةً بنا ليفتقد الناس (مزمور144:5). بالصعود والهبوط ارتبطت السماء بالأرض (يوحنا 1: 51). واما قُعود يسوع عن يمين الله فيعني أنه قد واصل عمله وأن له سلطاناً وقد توّج ملكاً. والتالي ما إرتفاعه الا تعبير عن مجد المسيح السماوي (أفعال 2: 34). ومن جهة أخرى يوميء ارتفاع المسيح الى الدخول الختامي لناسوت يسوع الى مركز الله السماوي من إذ سيرجع، ويخفيه ذلك المركز في ذلك الزمن عن عيون الإنس. (ت ك 665). وفي الليتورجيا السريانية نجد تلك الدعاء التي عناءّر عن تمجيد المسيح بازدياد الى السماء: “هبط ربّنا بحثًا عن آدم وبعد أن وجد مَن كان ضالًا، حمله على كتفيه وبالمجد أدخله السموات بصحبته (لو15: 4). جاء وأظهر لنا أنّه الله؛ ولبس بدنًا وصرح لنا أنّه إنسان. إنخفض إلى الجحيم ووضح لنا أنّه وافته المنية؛ إزداد وتمجّد وأظهر لنا أنّه هائل. فليتبارك مجده!”.
2) الارتفاع مغزى على تسامي المسيح على الكون والقوات السماوية (1 قورنتس 15: 24) أنه منذ حاليا يجلس على العرش في السماوات ليتقلد السمو على الكون (أفسس 1: عشرين- 21). ويكشف لنا انجيل متى سلطان يسوع الذي يتلذذ به في السماء وعلى الأرض (متى 28: 18)، وشدد لنا بولس الرسول ذاك النصر الذي اكتسبه بالصلب (كولسي 2: 15) وبطاعته (فيلبي 2: 6- 11). ويقول القديس كبريانوس: “لا من لسان بشر ولا ملائكي يمكن له أن يصف مثلما ينبغي عارم الاحتفال والاكرام الذي أصبح للإله المتجسد بصعوده في ذاك اليوم”.
3) الارتفاع تمهيد لرجوع المسيح في مجيئه الـ2: إن “يسوعُ ذاك الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سَيجيء مثلما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء” (ممارسات 1: 11). تلك الفقرة تعيش ارتباطاً عميقاً بين ازدياد المسيح إلى السماء وبين رجوعه ثانية في أجدد الأزمنة، لدى التحديث الكلي الشامل (ممارسات 3: 21) حينذاك سيأتي مثلما انطلق (ممارسات 11:1)، نازلاً من السماء (1 تسالونيكي 4: 16) على الغمام (منام 14: 14- 16)، في حين يرتفع مختاروه لملاقاته، هم ايضاًً على غمام (1 تسالونيكي 4: 17). فالتاريخ يتحرك باتجاه نقطة معينة هي مجيء يسوع المسيح ثانية ليدين العالم، و لديه على كل المسكونة. وينبغي علينا، أن نصبح مستعدين لمجيئه المفاجئ (1 تسالونيكي 5: 2).