زكاة الفطر نقود ام حبوب … يتساءل القلائل عن إمكان تجزئة زكاة الفطر على نحو نقدي أم حبوب، مع اقتراب عيد الفطر المبارك لسنة 2021، الموضوع الذي نرصد الإجابة فوقه طوال السطور الآتية، بعد أن شددت الأوقاف وجوب إخراج زكاة الفطر، أنه يجوز إخراجها نقدا كما يجوز إخراجها طعاما فمن أخرجها طعاما أجزئه ذلك ومن أخرجها نقدا أجزئه ذاك.

زكاة الفطر: الأيسر على الغني والأنفع للفقير

من جانبه صرح الشيخ حسن عبدالبصير، وكيل مديرية أوقاف مطروح، إن المنبع في زكاة الفطر «اليسار على الغني والأنفع للفقير»، لافتًا إلى أنه في زمن النبي والصحابة الكرام، الحبوب هي اليسار وبها تقوم حركة البيع والشراء بالمعاوضة، لقلة وجود الإنتقاد فأمر النبي بها «عَن ابْنِ عُمَرَقَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

وأضاف عبدالبصير لـ«جديد اليوم »، أن النقد الإسلامي تبين رسميا في عهد الجمهورية الأموية في فترة حكم عبد الملك بن مروان، وهذا ما التفت إليه الإمام أبوحنيفة فأجاز إخراج المال كزكاة الفطر مراعاة للمقصد الرئيس من الزكاة وهو إسعاد الفقير.
الزكاة ليس إشتراطًا أن يكون حبوبا

وشرح أن رسول الله قال: «أغنوهم عن الأمر في هذا اليوم»، لافتًا إلى أن الإغناء لا يكون بالحبوب ليس إلا لأنها لا تقوم بشراء كسوة ولا تقوم بشراء لحما ولا تدخل السعادة على الأطفال.

وتابع: لذا نجد دار الافتاء تفتي بجواز إخراج القيمة لأن الفقير يتطلب طعاما وكسوة للعيد، ويحتاج أن يكون ابنه في ذلك اليوم كسائر أبناء الأغنياء، وأعلاه نفتي بإخراجها حبوبا وجواز إخراجها ملكيةًا ونقدا بالنظر لصالح الفقير، مشيرًا على أن دار الإفتاء حددته بمبلغ 15 جنيها، وهو الحد الأقل المقبول ويجوز أكثر وهو أثوب.

لماذا شرعت الزكاة على الفقير؟

شدد الشيخ حسن عبدالبصير، أن الزكاة شرعت على الفقير لأنه صائم ويحتاج لتطهير صيامه، وربما شرعت على الفقير حتى يتذوق لذة العطاء ويتحقق فيه «واليد العليا خير من اليد السفلى»، فيتحول من الكسل إلى النشاط وإلى الجد والاجتهاد، ويبتعد عن ذل الأمر إلى لذة العطاء وهذه الزكاة تلفت الانتباه أن الأعياد لدينا مرتبطة بالإحسان الفقير، ففي العيد الكبير تكون الأضحية لإطعام الفقير.

ووضح أن في الفطر لا بد أن ندخل السرور على قلب المتعسرين والضعفاء بزكاة الفطر، حتى يتحقق المعنى النبوي: «أغنوهم عن السؤال في ذاك اليوم».