خطبة عن الزكاة والصدقة في رمضان .. الحمدلله رب العالمين . اللهم لك الشكر على نعمة الإسلام والايمان .ولك العرفان أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

خطبة عن الزكاة والصدقة في رمضان

يقول الله تعالى في محكم آياته 🙁 وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (24)، (25)المعارج، وتحدث تعالى : (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (19) الذاريات، وقال تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (43) البقرة، وصرح هلم : ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (271)البقرة

إخوة الإسلام

الزكاة والصدقة تم منحهٌ من الإنسان المؤمن يهبها لمن يتطلب لها، فهي براعة صاحبها بحبه للخير والإيمان الصادق، ومن تعَود على إعطاء الصدقة أو إخراج الزكاة فهو لا يدري البخل ولا البغض والكره، بل يكون أعرف الناس بضيق وضعف غيره من المفلسين والمحتاجين، ويبارك الله لماله وذاته وأهله ويحافظ عليه من كلّ شرّ، فهو يعلم أنّ للإنسان الفقير حقٌ في ملكية الغنيّ، ويشارك في إيجاد نوع من التوازن الاجتماعي والاقتصادي.

والزكاة لغةً: هي متمثل في البركة والنقاء والخير والصلاح‏، وسميّت بهذا الاسم؛ لأنّها تعمل على الزيادة في الملكية الذي أخذت منه‏،‏ وتحافظ عليه من الوفاة، مثلما وتحمي الفرد الذي تزكّى من الأمراض ومن كل شر. ويطلق على الزكاة في بعض الأحيان ( صدقة ) ‏، أما الزكاة شرعاً : فهي عبارة عن حصة من الملكية فرضها الله عزّ وجلّ، ويحدثّ تقديرها واعطائها للشخصيات الذين هم أحّق بها، أو هي حجم برفقتيّن في ملكية بصحبتيّن ويحدثّ اعطاؤه لطائفة بصحبتيّنة. أفاد هلم : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (24)، (25)المعارج

وقال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَمقبلُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (43) البقرة، والزكاة تمثل هي الركن الـ3 من الأركان الخمسة للإسلام، وهي إحدى أعمدة الدين، بحيث لا يصحّ الدين إلّا بها، ومن يحظر الزكاة تتمّ مقاتلته، ومن يبتعد عنها ينعت بالكافر‏. ففي الصحيحين، :(عَنِ ابْنِ عُمَرَ – إستحسان الله عنهما – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – عليه الصلاة والسلام – « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » . والزكاة يحتسب صاحبها من الذين يتّقون الله تعالى والذين أفلحوا في عبادته

. وهي تمحي السيئات وتدخل صاحبها الجنة. ويبارك الله في صاحبها ويحافظ عليه. ولا يصيب الحزن صاحبها. وهي تنقي نقود صاحبها وتطهر نفسه. وتحمي صاحبها من شقاء القبر. و تجعل صاحبها متمكناً في الأرض. وللزكاة مصارف محددة ومحددة، بينها الله سبحانه وتعالى في تصريحه سبحانه : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (ستين) التوبة، فالفقراء والمساكين، يعطون الزكاة بهدف سدّ حاجاتهم الضرورية، ويعطون بما فيه الكفاية لأن يلبي حاجاتهم وعيلهم لمدّة سنة. أما العاملون على الزكاة، وهم الذين يجمعون الزكاة من أصحابها ويوزعونها لمن يحتاجها

ويأخذون من الزكاة ما يقتضي المجهود؛ لأنّهم يجمعون الزكاة ويوزعونها كنوع من العمل وليس للحاجة. وأما المؤلفة قلوبهم، وعى الشخصيات الذين تآلفت قلوبهم على الإسلام والمسلمين، فيُعطى الزكاة بهدف تقوية ايمانه. وأهل الرقاب، وهو الرقيق الذي تم شراؤه من ملكية الزكاة ليكون حراً، أو أسير مسلم أسره الكفار فيعطون من ملكية الزكاة من أجل فكّ أسره

وأما الغارم فهو الذي أثقلته الديون، وذلك في حالتين الأولى مشاجرة بين جماعتين فيعطيهما رجلٌ خيّر الملكية بهدف فك الجدل بينهما، أو الفرد الذي فوق منه دينٌ وليس بصحبته الثروة لسدّ هذا الدين، فيعطى من ثروة الزكاة لسد دينه. وأما الجهاد في طريق الله، فيعطى الفرد الذي يقاتل في سبيل الله ثروةً من ملكية الزكاة لما يحتاجه من نفقة القتال والأسلحة. وابن السبيل، هو الشخص الذي كان مسافراً وانقطع به سفره ولم يتبقى لديه الملكية لينفق على حاله، فيعطى من مال الزكاة ليلبّي احتياجاته من أجل لبلوغ المساحة التي يسافر إليها فحسب.