تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين .. فالكثير من الأفراد يقدّموا زكاة الفطر قبل يوم العيد بيوم أو يومين، وبعضهم أيضًا يقدّم زكاة الفطر منذ أول الشهر، فما هو السليم بوقت تقديم زكاة الفطر على حسب العلماء المسلمين، ذاك سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين

اختلف العلماء المسلمين في أول وقت في إخراج زكاة الفطر، على عدّة أقوال هي:

القول الاول

تحدثوا: إنه يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو بيومين، وهو مذهب المالكيّة والحنابلة، واستدلوا بروايتهم هذه على حديث عبدالله بن عمر قال: (وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ)[2]، وقال بعضهم يجوز إخراجها قبل العيد بثلاثة أيام، أفاد مالك أخبرني نافع: أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده الزكاة قبل عيد الفطر بيوم أو 48 ساعةٍ، وتحدث بذلك الشيخ ابن باز.

القول الـ2

صرحوا: بجواز إخراجها من أول شهر رمضان، وصرح بذلك الحنفيّة والشافعيّة، وعللوا ذلك: لأن علة صدقة الفطر الصوم والفطر عنه، فإذا وجد واحد من السببين جاز تعجيلها، كما يجوز تعجيل زكاة الملكية عقب ملك النصاب قبل تمام الحول.

القول الثالث

أفادوا: أنه يجوز إخراجها منذ أول الحول، وهو قول الحنفيّة وبعض الشافعيّة، وعللوا هذا: بأنها زكاة، فأشبهت زكاة المال في جواز تقديمها مطلقًا، وقالوا: أن المقصود من زكاة الفطر هو الإغناء بوقت معين، فلا يجوز تقديمها قبل الزمان

حكم إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع

أفاد العلماء: بأن إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع غير مُجزئ، وعلى المسلمين الذين قاموا بإخراجها قبل في حينها المحدد إسترداد إخراجها، سوى لو كان المزكّي قد أعطاها للجمعيات الخيريّة أو للشخصيات حتى ينوبوا عنه في دفعها، فتقوم تلك الجمعيات بأخذا الزكاة وإيصالها إلى مستحقيها في الدهر المحدد فهذا محتمل

في هذه الوضعية الزكاة صحيحة، فيجوز للمزكي دفع الزكاة لمن ينوب عنه من جمعيات أو شخصيات ونحوه منذ مطلع الشهر، إلى أن يشترط المزكي على الوكيل أن يخرجها قبل العيد بيوم أو 48 ساعةٍ، لأن أداء الزكاة القانوني هو إعطاؤها لمستحقيها من المفلسين والمساكين، الموضوع الذي قيّدت لأجله الشريعة وقت صرف الزكاة بيوم أو 48 ساعةٍ قبل العيد

هل تسقط زكاة الفطر بخروج في حينها

زكاة الفطر واجبة ولا تسقط عن المسلم بخروج في وقتها، ويجب إخراجها قبل تضرع العيد، فقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بإخراجها قبل الذهاب للخارج إلى تضرع العيد، ومن تملأّد تأخيرها عن الدعاء فقد وجبت فوق منه التوجه لله تعالى والاستغفار، والحملة إلى إخراجها بمجردًا

وتحتسب له صدقة من الصدقات ولا تمثل زكاة، وأما الواحد الذي نسي إخراج الزكاة بسبب عدم التذكر أو النوم أو ما شابه فهة معذور، إلا أنها أيضًا لا تسقط عنه بخروج وقتها، لأنها وجبت في ذمته لمن هي له وهم مستحقوها، فهي دين لهم في ذمة المُزكّي لا تسقط عن المسلم إلا بأدائها لأنها حق للعبيد، أما حق الله تعالى في التأخير عن في حينها فلا يُجبر سوى بالاستغفار والندم على ذلك