هل يجوز صلاة عيد الفطر في البيت .. أكدت دار الإفتاء المصرية أن تضرع العيد سُنَّة مُؤكَّدة، ويستحب أن تكون في جماعة مع الإمام سواء في المسجد أو الخلاء، فإذا وُجد مانع من مؤتمر الناس مثلما هو الشأن حاليا من انتشار الكارثة القاتل الذي يتعذَّر بصحبته مورد رزق الجماعات؛ فإنه يجوز أن يُصلي المسلم العيد في البيت منفردًا أو مع أهل بيته، ومن الممكن معيشة تكبيرات العيد بصورة عادية كما لو كانت صلاة العيد في المساجد.

هل يجوز صلاة عيد الفطر في البيت

وكشفت الإفتاء المصرية طريقة دعاء العيد في المنزل بأنها تكون بنفس ملمح صلاة العيد المعتادة، فيُصلي المسلم ركعتين بسبع تكبيرات حتى الآن تكبيرة الإحرام في الأولى قبل القراءة، وخمس تكبيرات في الثانية بعد تكبيرة القيام قبل القراءة، ثم يجلس للتشهد ويُسكون، ولا خطبة في أعقاب تأدية الصلاة.

ويبدأ وقت صلاة العيد من وقت ازدياد الشمس، أي: حتى الآن شروقها بنحو ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي: قبيل وقت الظهر.

وأضافت، أنه على المسلم ألا يحزن ويخاف من خسارة الأجر في حين اعتاد فعله من العبادات بل حجبه العذر؛ ولذا لأنَّ الأجر والثواب حاصل وثابت حال العُذر، بل إنَّ الجهدُّد في المنزل في ذلك الزمان الذي نتكبد فيه من تفشي الآفة يوازي في الأجر التعبُّد بالمسجد.

وقالت دار الإفتاء: “على المسلم أن يَعْلَم أنَّ الأجر والمكافأة حاصلٌ وثابتٌ لما تعَود فعله من العبادات لكنه عَدَل عنه لحدوث العذر؛ فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة، فقال: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ»، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة! قال: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؛ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ».

فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أَنَّ للمعذور مِن الأجر مثل ما للقوي العامل؛ لأنهم لما نووا الجهاد وأرادوه وحبسهم العذر كانوا في الأجر كمن قطع الأودية والشعاب مجاهدًا بشخصه”.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ الْعَبْدُ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، فَشَغَلَهُ عَنْهُ مَرَضٌ أَوْ سَفَرٌ، كُتِبَ لَهُ كَصَالِحِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مُقِيمٌ». أخرجه أبو داود في «السنن»، وابن حبان في «الصحيح»، والحاكم في «المستدرك»، وصَحَّحه. وفي رواية: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» أخرجه الإمام البخاري في «الصحيح» عن أبي موسى أيضًا.

ولفتت على أن الأجر والمكافأة لا يتحدد ويتوقف على حصول العبادة فعليا، بل بنيتها أيضًا، ففي حوار يسير بن سعد الساعدي صرح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نية المؤمن خير من عمله» رواه الطبراني في «معجمه الكبير».

وأشارت الدار إلى أن الله تعالى شرع تضرع العيدين الفطر والأضحى إبداءًا للسُّرور بما تمَّ قبلهُما من عبادتي الصوم والحج، وجمعًا للمسلمين في هذين اليومين على الفرح بهاتين العبادتين؛ فعن أنس رضي الله عنه صرح: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟»، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: «إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر».

ونبهت دار الإفتاء في فتواها إلى أنَّه في حضور الظروف الاستثنائية التي يتجاوز بها من انتشار فيروس (كوفيد-19)؛ ينبغي على المسلمين الالتزامُ بإرشادات الجهات المسؤولة التي ارتأت تعطيل صلاة العيد في جميع المســـاجد والساحات، والاكتفاء ببث دعاء العيد من أحد المساجد الكبرى مع وحط مختلَف الأفعال الاحترازية التي تصون سلامة حياة الناس والحفاظ على أرواحهم؛ وهذا لما تَقَرَّر في النُّظُم مِن أَنَّ «درء المفاسد مُقدَّم على جذب المصالح»