رأيت اني ارضع طفله ليست طفلتي .. تعتبر بصيرة الرضاعة من الرؤى التي يكثر حولها الجدل، فلقد انقسم الفقهاء لفرقتين في سبيل الوصول للتفسير الأفضل
ولذا التفاوت سوف نستعرضه عند ذكر دلالات تلك المشاهدة، هذه الرؤية التي جلَد دلالات متنوعة لتنوع التفاصيل والحالات التي تحملها، فقد تكون الرضاعة لطفل ذكر أو أنثى، وقد تكون البنت الصغيرة جميلة أو قبيحة، وقد تكون الطفلة غير بنت الرائية.
رأيت اني ارضع طفله ليست طفلتي
تعبر مشاهدة الرضاعة عن العبء الذي يعوق المرء عن الحركة، والأثقال التي يحملها في سفره وترحاله، والقيود التي يعجز عن الاستقلال منها.
وتحتسب هذه الرؤية ذات دلالة كذلكً على الالتزامات والواجبات التي من الشاق الهروب منها، والمسؤوليات التي يُطالب من الواحد التقيد بها، والموارد التي يدعم توفيرها دون تقصير.
أما عن تفسير بصيرة إرضاع بنت في الرؤيا، فهذه المشاهدة توميء إلى المشكلات والهموم البسيطة، والتغلب على الفقر، والفرج القريب، وتجاوز محن وشدائد متعاقبة.
وإذا رأت السيدة أنها ترضع طفلة، فذلك يكون دال على الفائدة التي تنالها البنت الصغيرة منها، والأموال التي تدخرها لها حتى تكبر، والانشغال الدائم بأمر الغد.
وترمز تلك البصيرة أيضاً إلى التيسير عقب التعثر والضيق، والعوض بعد الضياع، وانتهاء شِدة ومحنة كبيرة، وزوال خطور كان يتوعد الرائية والطفلة، والتخلص من أوضاع قاسية عانت بسببها بكثرةً.
توضيح منام إرضاع بنت أنثى لابن سيرين
يرى ابن سيرين في تفسيره لرؤية الرضاعة، أن الرضاعة سواء كانت لذكر أو أنثى تثبت أن قضية تشغل البال، وإشكالية
تستعصي على الحل، وهموم يكثر التفكير فيها، ومأزق من الصعب الذهاب للخارج منه.
وتعبر تلك البصيرة ايضاً عن القيود التي لا يمكنه المرء الإعتاق منها، والواجبات والمهام التي تُحتم فوق منه سرعة الانتهاء
منها، والدخول في فترة عسيرة على حجم ما يغادر منها بمنافع مُتعددة، على معدل ما تسلب منه شخصيته القديمة وتجبره على التخلي عن أشياء عزيزة على قلبه.
ويذهب ابن سيرين إلى القول بأن رضاعة البنت خير للرائية من رضاعة الولد الذكر، فرضاعة الذكر تشير إلى الهموم العنيفة والمسؤوليات الثقيلة، والمتاعب والجهود المُضاعفة.
أما رضاعة البنت الصغيرة فتكون دالة على الفرج بعد الضيق، واليسر بعد العسر، وتجاوز العوائق والصعوبات التي تبدل بينها
وبين مُبتغاه، وانتهاء مدة حرجة سلبت منها الراحة والطمأنينة.
وفي حال رأت أنها ترضع غلام، وقد كان ثديها يدر باللبن، فذلك يكون دال على التضحيات التي تقوم بتقديمها، والاستمتاع بقدر
موفور من الصحة والحيوية، والتنازل عن سعادتها من أجل سعادة الآخرين، وانتهاء الطريق الصحيح.
وفي حال كانت تحس السيدة بالضيق لدى رضاعة الطفلة، فذلك يكون مؤشر على استنزاف الجهد دون طائل، والتشتت بين
أكثر مقصد، والتخلي عن هدفها وطموحها الخاص، وعدم تذكر ما كانت تُتدابير له في المنصرم.
شرح رؤيا إرضاع طفلة أنثى للعزباء
ترمز بصيرة الرضاعة في منامها إلى البلوغ والنضج وتقدم غريزة الأمومة بداخلها، والاستعداد لحدث كبير في حياتها، وخوض مسعى جديدة لم يسبق لها خوضها من قبل.
وتحتسب هذه البصيرة ذات إشارة كذلكً على الزواج في القريب الفوري، والخلاص من هم ومسألة كانت تؤرق منامها، وإتمام
مشروع قد تبطل مؤخراً، وانقضاء هاجس كان يعبث بها.
أما عن شرح مشاهدة إرضاع طفلة في المنام للعزباء، فهذه الرؤية تثبت أن تقصي أمنية غائبة، وزوال عقبة كانت تحول بينها
وبين رغبتها، واستقبال خبر سوف يكون له أثر كبير على المُمتغيرات الطارئة على حياتها.
وتشير هذه البصيرة أيضا إلى تحمل مسؤولية أو تكليفها بإتمام مهام قد نجاح إستطاعتها، والمرور بفترة تشهد فيها العديد من
التبدلات التي تستغرق فيها كامل زمانها وجهدها، والخوف من أن تفشل في تنفيذ ما وكل إليها.
وإن رأت أنها ترضع صبي ذكر، فهذا يشير إلى الزواج من منحى، ومن منحى آخر يرمز إلى الأحاديث التي تُسيء إليها،
والأقوال التي يكون الغرض منها إفساد شكل سُمعتها وسيرتها بين الناس.
توضيح حلم إرضاع طفلة أنثى للمتزوجة
إذا كانت السيدة أهلاً للحمل، فإن بصيرة إرضاع فتاة في الحلم للمتزوجة تبرهن أن الحمل في القريب السريع، واستقبال اختلافات جمة لم تشهدها من قبل.
وتعبر تلك المشاهدة ايضاًً عن الأثقال التي تعيقها عن التحرك بسلاسة، والعناء الذي تجده عند قضاء حاجتها ونيل هدفها،
والصعوبات العديدة التي تعطلها عن الوصول لمُراده، خسر تتأخر كثيراً في الوصول إلى المقصد المنشود.
أما عن توضيح رؤيا إرضاع فتاة صغيرة للمتزوجة، فهذه البصيرة تعبر عن الفرج القريب والعوض الكبير والتسهيل، وزوال العقبات وذهاب اليأس، وحلول الأمل والبركة، والسير رشُطى ثابتة وصولاً باتجاه مُبتغاها، والشعور بمقدار من السكون والهدوء.
وتدل تلك البصيرة أيضا على خلاص الطفلة من عدم أمان كان يحدق بها، والتحصين ضد التهديدات التي تخترق مستقبلها
وتُشعرها بالقلق، وتجنب مواضع الشُبهة، والبعد عن الفتن الدائرة.
وفي حال كانت السيدة عاقر، فإن هذه الرؤية تشير إلى كفالة اليتيم، وتقديم المؤازرة لمعارفها من الأمهات، ومساعدة
الأطفال الصغار أو التبني، وقد تكون المشاهدة تعبير عن الأمل بعد اليأس، والولادة في القريب.