انتخابات البحرين 2022 … شدد ممثلو جمعيات سياسية أن حظوظهم في الانتخابات النيابية القادمة التي تشهدها البحرين في العام 2022 عددها قليل، سوى أنهم أكدوا أنهم سيخوضون غمار الترشح بشدة للمسابقة على مقاعد البرلمان في فصله القانوني السادس.
انتخابات البحرين 2022
وتباينت وجهات نظر المشاركين في مؤتمر «الوطن»، فيما يرتبط خيار الناخب في انتخاب المترشح في الاستحقاق الانتخابي القادم بين من يرى أن الناخب لايزال يؤْثر مرشح الجمعيات السياسية لما يمتلكه من برامج مدروسه، وطرف أجدد يرى أن المترشح المستقل خصم قوي في الانتخابات لعدم انتمائه لأي تكتل.
وشكا المشاركون من تأثير المال السياسي الذي يلجأ له بعض المترشحين للتأثير على أصوات الناخبين، مثلما تطرقوا إلى قام بالتوجه بعض الجمعيات للدفع بمترشحين بطريقة غير علنية أوحتى دعم مستقلين في الخفاء لِكَي إدماجهم للجمعية في أعقاب التفوق بمقعد الدائرة.
وأشترك في مؤتمر «حظوظ الجمعيات في الانتخابات النيابية والبلدية القادمة 2022» كل من ممثل رئيس منظمة تجمع الوحدة الوطنية لأمور الموارد الإدارية والمالية محمد الرفاعي، وعضو مجلس المنفعة بجمعية العلاقة الإسلامية علي العمران، وأمين عام ممنهجة الصف الإسلامي عبدالله بوغمار، وعضو اللجنة المركزية بجمعية المنصة التقدمي عبدالجليل النعيمي… وفيما يلي نص الندوة:
طليعة، قيموا لنا واقع الشغل السياسي في البحرين؟
– العمران: واقع العمل السياسي في البحرين أو الجمعيات السياسية بدأ منذ العام 2001، مع المشروع الإصلاحي لحضرة ذو السمو الملك تقدير بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبعدها بعام جرت الانتخابات النيابية والبلدية، ووقتها حصلت مقاطعة للانتخابات النيابية من قبل بعض الجمعيات، ومع ذلك كانت المساهمة جيدة.
جمعيتنا من الجمعيات التي دعت إلى المساهمة في الانتخابات استجابة لميثاق الشغل الوطني ودستور البحرين، وفي 2006 حدثت تطورات في المجهود السياسي وانعكست على نسبة الإسهام فكانت تضيف إلى مدة لأخرى حتى وصلنا لآخر انتخابات في 2018 كانت نسبة الإسهام عالية بلغت 67%، وأقدم المواطنون على صناديق الاقتراح.
فنحن بدأنا المبادرات منذ مطلع مشاركة ولم ننقطع ونحث طول الوقتً الناس على المساهمة في الخير لأجل صالح الوطن والمواطنين ومن مبدأ الوصول بالوطن إلى دومين الدول المتقدمة في تجارب المجهود السياسي.
ومنذ ذاك الزمن نشارك في جميع المحافل وفي جميع الأعراس الانتخابية ولم ننقطع عن أي دورة لإيماننا النابع بأهمية ترسيخ الجهد السياسي للبحرين، فعلى الرغم من النواقص الحاضرة، لكن التقدم الموجود في كل دورة ينتج ذلك تغييراً، فيوجد قدوم للتمثيل البرلماني والكتلة الإسلامية موجوة في البرلمان وكان لها دور في هذا الوقت.
– الرفاعي: الشغل السياسي كان موجوداً بكيفية غير علنية قبل العام 2002، حيث كان هناك شخصيات يعملون لإصلاح الوضع السياسي في جميع العقود السابقة، إلا أن مع رؤية سيادة الملك المفدى في المشروع الإصلاحي وجدت طفرة حديثة في الشغل السياسي ونقلت التجربة للعمل الجماعي، وعمل الجمعيات السياسية، وفتحت الفرص للذين يرغبون الانضمام حسب انتمائه أو الفكر الذي ينتسب له، وبدأت الجمعيات السياسية بأسلوب شبه مثالية بل بشكل متدرج تقهقر نشاط الجمعيات السياسية.
– بوغمار: في السنة 2007، أنشأنا هيئة الصف على أمل أن تأخذ الجمعيات السياسية دورها في جميع المشاركات بغض البصر عن صغر الجمعية أو كبرها، إلا أن في 2017، أي عقب مرور عشرة أعوام من عملنا المتتابع سواء كانت مشاركات أو مؤتمرات أو مؤتمرات كانت الجمعية فرحانة لمشاركتها.
وأثر علينا أمر تنظيمي إيقاف الدعم الذي قطع الشريان اللازم للجمعية، مثلما أننا نعاني من إنعدام وجود متبرعين، وبعثنا 35 برقية لجميع المصارف والمؤسسات والشركات، ولم يتبرع لنا واحد من.
المؤازرة الذي كانت تقدمه لنا السُّلطة بالكاد يغطي الإيجار والكهرباء، أما المصروفات الأخرى كالقرطاسية، فندفعها من جيوبنا، حتى الشاي والقهوة، أضف إلى ذلك ازدادت علينا كشوف حساب الكهرباء والماء.
هل تتوقع أن تتواصل البلد تدعمكم بلا نهاية، خصوصاً وأن جميع الجمعيات والأحزاب بالدول الأخرى تستند على نفسها؟!
– بوغمار: أنت تتكلم عن أحزاب أعضاؤها بالملايين، ولا يمكن قياس ذلك الوضع على جمعياتنا.
-النعيمي: التشييد السياسي في البحرين هو الأفضل في المكان، ولكن التقدمات الاقتصاية والسياسية والاجتماعية في المكان تتحرك بأسلوب متعجل، فنحن بدأنا بقوة، ولكن تراجعنا للعديد من عوامل منها تدهور الحركة السياسية.
وفي المقابل يتحرك الجهد في الدول المجاورة بقوة، ما يشير إلى أننا إذا استمررنا على نفس الحال سنجد أنفسنا بالمؤخرة بعد أن كنا بالمقدمة.
نتطرق إلى العون، يلزم أن يكون من الطليعة للجمعيات السياسية كجزء من الإنشاء السياسي للبلد، فالدولة مهتمة بمساندة هذه الشركات مثل جميع الشركات الأخرى، حيث إن العامل المصيري الذي يعيق عمل الجمعيات السياسية هو المؤازرة ويجب أن يكون هناك خيارات.
ألا يمكن القول إن مساندة الجمهورية للجمعيات، يستلزم أن تصادر الدولة مواقفها وقراراتها؟
– النعيمي: من المفترض أن هذا الدعم يجيء من موازنة البلد، ويكون غير مشروط، بل حق سياسي للشركات السياسية، ولو كان كذلك فلن يترك تأثيره على استقلالية الجمعيات.
فأي دعم يمكن أن يترك تأثيره على استقلالية التنظيم السياسي يقتضي أن يرفض، وإلا لن يكون بسبب وجود ذاك التنظيم السياسي معنى فالدعم يساعد من الناحية النقدية إلا أن يسقط أمام الجماهير.
سأتطرق إلى أهم مشكلات الجمعيات السياسية، إذ إن المكان المتوفرة للعمل السياسي في الأعوام الأولى للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى كانت عظيمة، مما سمح بازدهار الحياة السياسية في البحرين حتى ترسخت كتقليد في الشغل السياسي.
لماذا تعزف عدد محدود من الكفاءات عن الانضمام للجمعيات
– النعيمي: الديمقراطية مدرسة يلزم أن تعلم أن مشاكل الديمقراطية أو مصاعب النمو في الديمقراطية عالج بمزيد من الديمقراطية، وإذا كانا نريد النهوض بالعمل السياسي علينا أن ندفع بأفضل الكوادر، لا أن نجعلهم يعزفون.
– الرفاعي: نود أن نستقطب الشباب، وفئتهم فيها اللاعب والاجتماعي، وجميعهم ممنوعون من الدخول في العمل السياسي لأنك لا يمكنها الجمع بين عضوية جمعية سياسية وجمعية مدنية أو ناد رياضي.
المشرع حين رضي بعض القوانين أراد حراسة الشركات الأخرى من التسييس؟
– الرفاعي: يجب تجريم مرتكب المخالفة إن حدثت لا الجميع، بغية لاتمنع الكفاءات من المشاركة وتبعدهم عن المجهود السياسي فمثلاً عدم حظر أعضاء الجمعيات السياسية من التعيين بمجلس الشورى جعل البعض يبتعد عن الإسهام في الجمعيات السياسية.ومن المشكلات وجوب الكشف عن الذمة المالية لأعضاء الجمعيات السياسية، فهذه إحدى عوامل استقالة مجموعة من أعضائنا، بخاصة لو أنه العضو لا صلة له بالأمور المالية.
ولكن الكشف يكون للجهة الحكومية، وبطريقة سرية، فكيف تردون؟
– الرفاعي: نحن نقول ذاك الخطاب ولكن هناك من لا يريد أن يمنح ذمة مالية.
– العمران: يقتضي التركيز على المجهود السياسي لأنه يعتبر أحد أعمدة المؤسسات لأي دولة عصرية البلد، ويوجد مواثيق عالمية حثت على امتهان الشغل السياسي، وأعطت الإنسان حق المساهمة في مصلحة وجوده في الدنيا، ولا يبقى دول تود تفريغ المحتوى السياسي.
ويجب أن يكون العمل السياسي منظماً حراً، فالسياسة تثقيف لصالح المجتمع لدى وجود الإلمام عند الناس، وأن أساسه الإنماء الآدمية لمنح كل ذي حق حقة وتكريس المساواة والعدالة بين المجتمع.
لعل المشكلة أن المحاولة لم تعط كفايتها بمستوى عال، فلم يكن فيها زيادة وعي أو تثقيف للناس بغض البصر عن انتساب الواحد، فهو لإنشاء الإنسان وتنمية خير وصلاح الإنسان.
فالعمل السياسي هو في الأساسً حديث وتفاهمات وإذا وجدت الثقافة أن ذاك الجهد السياسي لخدمة الناس والمجتمع فممكن أن تتبرع الناس، وكل الدول التي تستند على الإعانات يرجع لتنظيم حياتهم وشؤونهم وتنسيق الأنظمة والقوانين إلى مصلحتهم، فالناس لديهم ضجة في تصور الانتخابات، لأن دور الجمعيات مغيب.
ما أسباب تراجع حظوظ الجمعيات السياسية في الانتخابات؟
– العمران: تبنت أنماط خيار المقاطعة، وضغطت باتجاه ذلك الشأن واتهمت الجمعيات بأنها أفشلت خيار المقاطعة، ودفعت لأن يشطب الإدلاء بصوتهم للمرشحين المستقلين من قبلهم.
-الرفاعي: ترشحنا في الانتخابات الأخيرة بـ4 منتخبين، وفاز منا اثنان، أما في 2014 فكانت محاولة متباينة، حتى أجواء الانتخابات كانت مغايرة، وهنالك طلب للمقاطعة، وكانت لنا أول مسعى، بعدما حشدنا للمشاركة فقمنا بالترشح بأكبر عدد من المترشحين تشجيعا للمساهمة.
واختلفت نظرتنا في 2018، خسر كنا نختار الأسماء بعناية، ونظرتنا في 2022 سوف تكون بنفس الطريقة، فنحن نرى أن الناس يوجهون أنظارهم باتجاه الأسماء البارزة ولا تشاهد إذا كانت تعقب منظمة أو لا، ويجب أن يكون اختيار الأفراد لها دور بين المجتمع والمنطقة التي يترشح بها لتحكم على مجال تفوق الشأن.
– بوغمار: ربحت المرحومة فاطمة سلمان وصباح الدوسري بعضوية المجلس البلدي، أما النيابي فلم يفز منا أحد، وأطالب شخصياً بالتصويت الإلكتروني، حيث لا يعقل إجراء جميع معاملاتنا من البيت، ويتوقف الأمر فقط على الإدلاء بصوتهم، إذا أصبحت الانتخابات إلكترونية فالمشاركة سوف تكون أوسع.
غير أن الإدلاء بصوتهم الإلكتروني يفتح الباب على مصراعيه للطعن في نتائج الانتخابات، فما إتجاه نظركم؟
– بوغمار: اعتقد أن الإدلاء بصوتهم بالحضور الشخصي ينتقص نسبة الإسهام.
– النعيمي: من الممكن أن تكون رأي الانتخابات الإلكترونية طموحة، إلا أن في واقع المسألة حتى الآن مجتمعاتنا ليست مهيئة لهذا المسألة والبلدان المتطورة تعاني منها وترفضها نتيجة لـ صعوبة التيقن من النتائج في حال الطعن فوقها.
وما يزال الناخب يفضل مرشح الجمعية السياسية، فمرشح الجمعية يكون على أساس برنامج سياسي وكذلكً التنظيم السياسي يلزم أن يحقق عملياَ بأن يكون مناسبا للمواصفات الشخصية والسياسية والفكرية للمرشح، فيعطي أفضلية لمرشح الجمعية السياسية الآن النتائج تتدخل فيها أسباب عديدة، ولكن الإشكالية في الثروة السياسي بخاصة في السنوات الأخيرة.