عودة المقيمين إلى السعودية بعد كورونا .. أوضحت وزارة الداخلية المملكة السعودية أنه “وفقاً للنشاطات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية في المملكة العربية السعودية، وضمن مشقاتها السريعة للسيطرة على فيروس كوفيد 19 المستجد (Covid 19) وحظر دخوله وانتشاره، ولأهمية المحافظة على الوضع الوبائي والصحة العامة في المملكة، ترغب وزارة الداخلية أن تنشر أنه تقرر تعليق السماح بدخول المملكة ـ لغير المدنيين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهم ـ مؤقتاً للقادمين من.. ” وعدد البيان أسماء 20 جمهورية.
عودة المقيمين إلى السعودية بعد كورونا
ولفتت الوزارة حتّى “المرسوم يشمل القادمين من دول أخرى، إذا كانوا قد مروا بأي من هذه الدول طوال الـ (14) يوماً الماضية لطلب الدخول إلى المملكة”.
وبدأ تطبيق القرار من عشية اليوم التالي، الـ3 من الشهر نفسه، واستُثني منه الدبلوماسيون والممارسون الصحيون وعائلاتهم.
لم يكن طارق، وهو مصري يبلغ من السن 36 عاما ويعمل بإحدى مؤسسات القطاع الخاص بالمملكة العربية السعودية، يدري أن هذا المرسوم سوف يكون له أثر حاد أعلاه.
على الرغم من هذا الأمر التنظيمي خرج من طارق السعودية – حيث تسمح السلطات حينئذ بالمغادرة فحسب – عائدا إلى مصر ليمضي عطلته السنوية ولذا في مستهل آذار/ آذار، متوقعا أن ينتهي منع السفر إبان عطلته التي تطول عادة لشهرين أو ثلاثة في أفضل الأوضاع.
لكن في أعقاب مضي صوب ثمانية أشهر وحتى كتابة ذاك التقرير لم يقدر على طارق من العودة لعمله، نتيجة لـ حظر السفر.
ولا يعتبر طارق حالة استثنائية، حيث من الممكن يعاني المشكلة ذاتها مئات من أبناء مصر العاملين بالمملكة.
وتشير تقديرات على أن نحو 2.5 مليون مصري يعملون في تخصصات متباينة بالسعودية، التي تحتل المرتبة الأولى من ضمن دول مجلس الخليج العربي العربية التي يسافر إليها المصريون طلبا لفرص الجهد.
ومنذ قرار تحريم السفر تقوم السلطات المملكة السعودية بالتجديد الفرضي لإقامات العاملين المواطنين المصريين وآخرين، الذين غادروا المملكة ولم يتمكنوا من العودة.
“لقاح غير موثوق”
عقب عودته من المملكة العربية السعودية حرص طارق على تلقي لقاح كورونا في بلده جمهورية مصر العربية، وحقا إستلم جرعتين من اللقاح الصيني سينوفارم – الذي يشكل العمود الرئيسي في عملية الإخصاب ضد الآفة في جمهورية مصر العربية – وتسلم الجرعة الأولى في 17 من أيار/ مايو، لكنه فوجئ بعدها بأيام بإعلان وزارة الصحة السعودية عن توثِيقها وافرة لقاحات مضادة للوباء، ليس من ضمنها سينوفارم الصيني
وقد كانت الأمصال التي اعتمدتها المملكة هي فايزر، أسترازينيكا، موديرنا، وجونسون أند جونسون.
حرص طارق عقب ذاك على تلقي واحد من تلك الأمصال، وتمكن عقب مشقة من تلقي لقاح جونسون في مستهل أيلول/ سبتمبر، أملا في السفر للمملكة حينما يكمل رفع تحريم السفر.
صدر الصورة، AFP
التعليق على الصورة،
يعمل أغلب المواطنين المصريين في السعودية في مهن طفيفة أهمها قطاع البناء والإنشاءات (صورة أرشيفية)
محددات وقواعد صعبة
وحقا حدثت انفراجة لأزمة هؤلاء العمال في الرابع والعشرين من آب/ آب، حين أفصحت السعودية عن السماح للمقيمين من جمهورية مصر العربية وغيرها من الدول التي ينطبق فوق منها التجريم بالسفر إلى المملكة على نحو مباشر، لكنها وضعت شرطا صعبا وهو أن يكون القاطن قد إستلم جرعتي لقاح عكسي لمرض كورونا داخل المملكة قبل مغادرته لها، وهو ما لا ينطبق على طارق.
مع استمرار الأزمة، لجأ كثيرون من هؤلاء العاملين إلى السفر للمملكة العربية السعودية بطريق غير مباشر، وذلك بواسطة المملكة الأردنية الهاشمية أو الامارات وغيرهما من الدول، بعد قضاء 14 يوما بها.
كانت الإمارات من بين الدول التي حُظر الدخول منها في الـ3 من فبراير/ فبراير 2021، لكن في 29 مايو/ أيار 2021 سمحت المملكة بدخول القادمين من 11 جمهورية من ضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن أصل مسؤول بوزارة الداخلية حينذاك أنه “إنشاءً على ما عرضته ممنهجة الصحة العامة فيما يتعلق الحال الوبائي في مجموعة من الدول المعلنة، الذي أظهر استقراره، وفاعلية السيطرة على الآفة في بعض تلك الدول، تم اتخاذ قرار السماح بدخول المملكة للقادمين” من الدول الـ 11 المشارإليها.
مثلما أكد الأمر التنظيمي تأدية ممارسات الحجر الصحي المؤسسي لفترة 7 أيام، بحق من ينطبق عليهم من القادمين من هذه الدول.
عقب هذا الأمر التنظيمي قام بالتوجه عمار، وهو مصري يبلغ من السن 44 عاما يعمل في مجال الإنشاء والإنشاءات بالمملكة العربية السعودية، إلى دولة الإمارات لأجل أن يدخل منها إلى المملكة.
ويقول عمار : “وصلت إلى مدينة الشارقة يوم 1 تموز/ تموز، وبعد وصولي بيومين فحسب حظرت السعودية دخول القادمين من دولة الإمارات، فعلقت هناك أنا وآلاف من المواطنين المصريين”
وفي الـ3 من تموز/ تموز أعربت السلطات السعودية في إطار قرارات أخرى حظر دخول القادمين من ثلاث دول من ضمنها الامارات – بجوار إثيوبيا وفيتنام – ولذا “في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا (كوفيد ـ 19)، وانتشار سلالة قريبة العهد متحورة من الفيروس”، حسبما صرحت وكالة الأخبار المملكة العربية السعودية.
كان عمار قد سافر إلى الإمارات على يد مكتب للسفر و”تكلفت رحلته 31 1000 جنيه مصري، بما في ذاك ضرائب تأشيرة الدخول والإقامة في فندق وثمن القرميد الصحي المؤسسي الذي كان مقررا في المملكة السعودية”.
ويقول: “بعد الأمر التنظيمي السعودي علقنا في الإمارات، وتواصلنا مع وزارة الهجرة المصرية التي وعدت بإعادتنا إلى مصر، الأمر الذي لم يأتي ذلك”.
ويضيف: “مكاتب السفر استغلت ظروفنا وتفاوضوا معنا، واضطروني لدفع مبلغ ألفي جنيه إضافيين بمقابل عودتي جوا إلى جمهورية مصر العربية”.
إلا أن عقب رجوعه استرجع عمار مبلغ 6 آلاف جنيه من مكتب السفر، وهو جزء من المبلغ المالي الذي كان قد دفعه كمصاريف للحجر الصحي المؤسسي – الذي كان مقررا – في المملكة السعودية. وبذلك تكون رحلته قد تكلفت صوب 27 ألف جنيه مصري.
كان عمار قد إستلم كمية محددة أولى من لقاح أسترازينيكا في جمهورية مصر العربية قبل سفره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد رجوعه منها في 10 تموز/ يوليو تلقى الكمية المحددة الثانية في شهر أغسطس/ آب.