هل يجوز الاحتفال بالاسراء والمعراج … الاحتفال بالإسراء والمعراج من الأشياء البدعية التي نسبها الجهال إلى الشرع، وجعلوا هذا سُنَّة تتم إقامة في جميع سَنة، وذلك في ليلة سبع وعشرين من رجب، وتفننوا في ذلك بما يأتونه في تلك الليلة من المنكرات وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروباً عديدة، كالاجتماع في المساجد،وإيقاد الشموع والمصابيح فيها، وعلى المنارات، والإسراف في ذاك، واجتماعهم للذكر والقراءة، وتلاوة رواية المعراج المنسوبة إلى ابن عباس، والتي جميعها أباطيل وأضاليل، ولم يصح منها سوى أحرف عددها قليل، وايضاً حكاية ابن السلطان الرجل المسرف الذي لا يصلي سوى في رجب، فلما وافته المنية ظهرت فوق منه إشارات الصلاح، فسئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( إنه كان يجتهد ويدعو في رجب )). وتلك حكاية مكذوبة مفتراة، تحجب قراءتها وقصتها إلا للبيان

هل يجوز الاحتفال بالاسراء والمعراج

وايضا ما يفرشونه من البسط والسجادات وغيرهما، ومنها أطباق النحاس فيها الكيزان والأباريق وغيرهما، كأن منزل الله تعالى منزلهم، والجامع إنما جعل للعبادة،لا للفراش والرقاد والأكل والشرب،وأيضا اجتماعهم في حلقات، كل حلقة لها كبير يقتدون به في الذكر والقراءة، وليت ذلك لو أنه ذكراًَ أو قراءة،لكنهم يلعبون في دين الله سبحانه وتعالى، فالذاكر منهم على الأرجح لا يقول (( لا إله سوى الله )) لكن يقول:لا يلاه يلله. فيجعلون بدل إتلاف الهمزة ياء وهي 1000 قطع جعلوها وصلاً، وإذا تحدثوا سبحان الله يمطونها ويرجعونها، حتى لا تكاد تفهم، والقارئ يقرأ القرآن فيزيد فيه ما ليس فيه، وينقص منه ما هو فيه، على حسب تلك النغمات، والترجيعات التي تشبه التطريب الذي اصطلحوا أعلاه على ما قد علم من أحوالهم الذميمة.

ثم في هذه الليلة من الأمر العظيم أن القارئ يبتدئ بقراءة القرآن والآخر ينشد الشعر، أو يود أن ينشده، فيسكتون القارئ، أو يهمون بذاك، أو يتركون هذا في شعره، وهذا في قراءته، من أجل تشوف بعضهم لسماع الشعر وتلك النغمات الموضوعة أكثر.

فهذه الأوضاع من اللعب في الدين، أن لو أنه خارج المسجد منعت، فكيف بها في المسجد ؟!.

ثم إنهم لم يقتصروا على ذاك، لكن ضموا إليه مؤتمر النساء والرجال في الجامع، مختلطين فى الظلام، وخروج الإناث من بيوتهن على ما يعلم من الزينة والكسوة والتحلي.

ووقتما يحتاج بعضهم إلى قضاء الحاجة فإنه يفعل هذا في مرجأ الجامع، وبعض النساء يستحين أن يخرجن لقضاء حاجتهن فيدور عليهن إنسان بوعاء فيبلن فيه، ويعطينه على ذلك شيئاً، ويخرجه من المسجد، ثم يعود كذلك مراراً، والبول بالمسجد في صندوق حرام، مع ما فيه من القبح والشناعة. وبعضهم يطلع إلى السكك القريبة من المسجد فيفعلون ذاك فيها، ثم يجيء الناس إلى صلاة الصبح، فيمشون إلى الجامع فتصيب أرجلهم النجاسة أو نعالهم، ويدخلون بها المسجد فيلوثونه، ودخول النجاسة بالمسجد فيها ما فيها من ضخم الإثم، وقد ورد في النخامة بالمسجد أنها خطيئة، ذاك وهي طاهرة باتفاق، فكيف بالنجاسة المجمع أعلاها.

إلى غير هذا من الموضوعات الكبيرة جدا التي ترتكب باسم الدين، ودعوى تعظيم عدد محدود من الأمور التي يزعمون أن تعظيمها دليل محبة للرسول عليه الصلاة والسلام

وهذه الاحتفالات في ليلة سبع وعشرين من رجب- مهما كان طرازها-، والتي يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج باطلة من أساسها، لأنه لم يثبت أنه أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة بالذات.