متى اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 2022 … يحتفل كثير من دول العالم، والعديد من المنظمات، وعلى قمتها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المجهود العالمية باليوم العالمى للعدالة الاجتماعية فى العشرين من شهر شباط من كل عام، حيث تصدر تلك المنظمات بيانات تتكلم فيها عن ضرورة العدالة الاجتماعية، مثلما يناقشون الخطط لتلبية وإنجاز العدالة الاجتماعية على يد السعى للقضاء على (الفقر، المفاضلة، البطالة).
متى اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 2022
ثبت مصطلح العدالة الاجتماعية للمرة الأولى فى شهر ديسمبر عام 1784، بتصريح لجلالة الملك الفرنسى لويس السادس عشر عندما صرح: “لن يجرؤ الإقطاعيون على إبراز أنفسهم حتى الآن هذه اللحظة؟ ثمة حقوق مقدسة للبشرية، ومن ضمنها العدالة الاجتماعية”.
ومن ثم انتقل الاصطلاح إلى باقي الدول الأوروبية مع ظهور الثورة الصناعية فى أوروبا عاقبة القرن الـ8 عشر، إذ انتقل المجتمع الأوروبى من النسق الإقطاعى “نسق اقتصادى يقوم على تجزئة المجتمع إلى طبقتين: طبقة عندها الأراضى ولا تعمل، وأخرى تعمل ولا لديها الأرض” إلى الإطار الرأسمالى “نهج يقوم على طبقتين أصحاب رؤوس الثروة، والطبقة الثانية هى طبقة العمال”، حيث بات العمال يتكبدون نتيجة ذاك النظام، فألف الكاهن الإيطالى لويجى تاباريلى (Luigi Taparelli) أزيليو كتاب أَطلَق عليه (العدالة الاجتماعية) فى عام 1840.
وفى أوائل القرن العشرين انتقل إصطلاح العدالة الاجتماعية إلى أميركا الأمريكية، إذ عرضت إدارة الدولة الأمريكية العديد من القوانين لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، مثل تحديد ساعات الجهد بثمانى ساعات، مثلما تقبلت حق انضمام العمال لنقابات العمال، وبعد المعركة العالمية الأولى ظهرت ممنهجة العمل العالمية التى تقبلت فى ديباجة دستورها أنه “لا يمكن تقصي الطمأنينة إلا لو أنه قائماً على العدالة الاجتماعية”.
ظهرت كلمة العدالة الاجتماعية فى أدبيات الأمم المتحدة فى النصف الثانى من ستينيات القرن العشرين، بحملة من التحالف السوفيتى وبتأييد من الدول النامية، إذ اعتمدت العدالة الاجتماعية فى العهد الدولى للحقوق الاستثمارية والاجتماعية والثقافية الصادر عن الأمم المتحدة فى الـ6 عشر من شهر ديسمبر عام 1966 ودخل وقت التنفيذ فى عام 1976.
ولم تتطور فكرة “المساواة الطبيعية” فى القرن الـ7 عشر الميلادى سوىّ على يد المفكر السياسى الأوروبى “توماس هوبز” الذى أكد أن الأشخاص فى الطبيعة متساوون فى الحقوق لأنّهم متساوون فى القوة والجودة، إلاّ أن الفيلسوف “جون لوك” لم يتوقف عند منظور المساواة الطبيعية للشخصيات عند الولادة، لكن زعم بأنّه لابد للشخصيات من التعرض إلى نفس الدستور الطبيعي، والتلذذ بنفس الحقوق الطبيعية. ولكن تلك الأفكار العصرية وضعت الفلسفة السياسية الأوروبية فى مأزق حرج؛ وجعلت المعارضين لهذه الأفكار يتجمعون تحت غطاء الإشكال التالى وهو أنّه: “لو أنه الأفراد متساوين بالحرية والحقوق واقعا”.