موعد بدء الصوم الكبير 2022 في سوريا .. إذ يمتنع فيه الصائم عن تناول المأكولات ذات الأصل الحيواني، كاللحوم و البيض و الألبان و الأجبان، ليعمد إلى غذاء الخضراوات و الفاكهة، أو ما يعلم بالأكلات المطهوة بالزيت في مواقيت محدّدة يعلم بالقطاعة .

و يكون ذاك الصيام متضمناً ثلاثة أصوامٍ مجتمعة، و هي :

1- أسبوع الاستعداد . و يلقب كذلكً مقابل السبوت .

2- صوم السيّد المسيح . و الذي تكون مدّته 40 يوماً، تشبّهاً بصيام السيّد المسيح .

3- أسبوع الأوجاع . و يطلق أعلاه أيضاً جمعة الآلام أو يوم الجمعة العظيمة .

موعد بدء الصوم الكبير 2022 في سوريا

و قد قامت الكنيسة بتوزيع أيّام الصّوم الضخم إلى أسابيع سبعة، و حدّدت لجميعّ أسبوع إسماً خاصّاً أو عنواناً يدري فيه و يوميء لخصوصيّته، مع التآلف و الارتباط ببعضها . و حاجزّدت كلّ أسبوع يبدأ بداية من الإثنين، و ينتهي مع عاقبة يوم الاحد .

و كون أيّام و أسابيع الصوم و حدة متكاملة، غايتها تقريب الصّائم من التوبة التي يقبلها المخلّص، و مساهمته الفقير و المحتاج في طعامه المتقشّف، خسر وافقّت الكنيسة أنّ :

الأسبوع الأوّل : عنوانه الكنوز، أو ما يعلم بهداية المؤمن إلى ملكوت الله . حيث تحاول الكنيسة لتوجيه أبنائها لعبادة الله خلفاً عن عبادة الثروة، عن طريق قول السيّد المسيح (( لا تعبدوا إلهين… الله و الملكية ))، ليتحقّق قول المسيح بأن كنوزهم في السماء لا على الأرض .

الأسبوع الثّاني : عنوانه المحاولة . و تعرف فيه الكنيسة المؤمن كيف يتجاوز محاولات إبليس، و يحاربه، و لا ينصاع لإغراءاته و إملاءاته و شهواته، فينتصر بالأعلى متخذاً السيّد المسيح عبرةً له كلما تعرّض لمسعى لثلاث مرّات من قبل الشرّير، حينما أغواه في المآكل و كان صائماً، و أغواه بامتلاكه المعمورة كلّها في حال إستحسانه بالسجود له، كما كلفه بأن يطرح نفسه من أعلى الجبل ما دام أنّ الله ينجيه .

الأسبوع الثّالث : عنوانه الابن الضّال . فتعلّم الكنيسة المؤمنين أن مثال الابن الضّال الذي خاطبهم به السيّد المسيح خير دليل على مسامحة الله للخطأة التائبين و قبوله لهم مرة ثانية.

الأسبوع الرّابع : عنوانه السّامريّة . فتعلّم الكنيسة أبناءها على أن أجود سلاحٍ للخاطئ هو كلمة الله المحيية .

الأسبوع الخامس : عنوانه المخلّع . انطلاقاً من أعجوبة شفاء السيّد المسيح للمخلّع، الذي أقعدته الخطيئة، كونها هي السّبب اللازم في الأمراض الرّوحيّة منها و الجسديّة .

الأسبوع السّادس : عنوانه التجديدات . و ذاك الأسبوع هو تأكيد إلى أنّ المعموديّة لا بدّ منها لأنها الاستنارة الحقيقيّة، و الولادة الثّانية بالرّوح للمؤمن، انطلاقاً من المعجزة التي أداها السيّد المسيح بشفاء أعمى أريحا حيث أعاد له النظر .

الأسبوع السّابع : عنوانه الشعانين . و هي تذكير للمؤمنين بيوم دخول السيّد المسيح إلى أورشليم – باحتفال شعبي – على متن أتان، قبل أن يعاين الأوجاع و الصّلب و الموت، ليقوم ممجداً صباح يوم يوم الاحد الجديد الذي يعلم بأحد الفصح المجيد .

و لأنّ فترة الصوم هي مدة مقدّسة، مقصدها القيادةّ الرّوحي للفرد بعيداً عن الشعور البدنيّ، فمن لا يستفيد من هذه الفترة في تعزيز إيمانه و روحه سيتعذر له النفع من وجوده في الدنيا في أيّامٍ من المحتمل تكون بعيدة عن الرّوحانيّة، أو عددها قليل، كونه من أولى درجات الصيام .

و قد ارتأت الكنيسة بأنّ الصيام تكليف و أساسي على المؤمن النصراني، بواسطة معجزة شفاء لم يتمكن من تاديتها طلبة السيّد المسيح لرجل مسّه الجنّ، ليقول لهم المسيح ” إنّ ذلك الجنس لا يخرج سوىّ بالصوم و الدعاء ” .

و لأنّ الصّوم يعني الامتناع عن التغذية و الانقطاع عنه، فإن مدد الانقطاع في الصّوم العارم تتباين باختلاف الصّائم من حيث السنّ و نوع الشغل و ايضاً نمط الداء، فيكون للكاهن الدّور في الإرشاد و التوجيه وفق التجاوزات المسموح فيها في الكنيسة، و لو أنّ الكنيسة قد وضعت نظاماً زمنياً موحّداً إذ تبدأ مدة الانقطاع عن الغذاء و الشّراب من الرّابعة صباحاً و تنتهي في الرّابعة عشيةً . و لأنّ الصيام يعني التقشّف و الزهد تشبّهاً بصيام السيّد المسيح، فإنّ الصّائم لا يتيح له بأكل اللحوم و جميع البضائع الحيوانيّة، و بصرف النظر عن أنّ غذاء السّمك يتيح فيه في الصوم الصغير الذي يسمى صيام الميلاد، إلاّ أنه حرام في الصوم الهائل، إلاّ في يوم عيد البشارة الذي يوافق 25 مارس من كل عام فهو مسموح به .

عادة ما يتفاوت يوم طليعة الصّوم الكبير وفق السّنة الميلاديّة، نتيجة لـ أنّّ الكنيسة تعتمد التطوير الغريغوري الذي لا يشبه فيه عدد أيّام السنة، و عادةً ما يوافق عيد قيامة السيّد المسيح في أوّل شخص من في الحال في أعقاب عيد الفصح في الديانة اليهوديّة، فيكون الجمعة هو ذكرى مصرع السيّد المسيح حتى الآن صلبه، و يكون يوم الاحد هو يوم قيامته .