خطب شهر يونيو 2022 .. الحمد لله مُعيدِ الجُمع والأعياد، ومُبيد الأُمم والأجناد، وجامعِ الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف التوقيت، وأشهد ألا إله سوى الله وحده لا شريك له ولا ندَّ ولا مقلوب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خيرة الله من العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه إلى يوم الحشر والتَّنَاد، وسلَّم تسليمًا عديدًا.

خطب شهر يونيو 2022

الله اكبر عدد ما ذكر الله ذاكرٌ وكبّر، الله أكبر كلما صميمّى حاج وكبّر، الله اكبر عدد ما تقدير الله حامد وشكر، الله أكبر ما سطع صبيحة الإسلام وأسفر، والحمد لله على نعمائه التي لا تحصر وعلى آلائه التي لا تقدر، الله أضخم، الله أكبر، الله أكبر ضخمًا.

معاشر المسلمين والمسلمات، اتقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، وراقبوه في السِّر والنجوى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

العيد من أعظم المنن التي امتنَّ الله بها على عباده، لإبانة الفرح والسرور والأنس والحبور: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]. وإن لكل أمة أعيادًا تحتفي بها، وهذا عيدنا الذي يميزنا عن أعياد غيرنا، القائمةِ على الشرك والبدعة والشبهة، فالحمد لله على نعمة التوحيد والسنَّة.

العيد في الإسلام تذكير بنعمة الإخوة في الدين وتأكيد على الاعتصام بحبل الله المتين: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

العيد وئام وسلام، يبذل فيه المؤمنون التهاني والتضرع، وتصفى النفوس من الضغائن والشحناء ﴿ وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴾ [الإسراء: 53].

الْعِيدَ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ وَحْدَةِ الْأُمَّةِ المسلمة؛ تَذُوبُ فيه الْفَوَارِقُ، وَتَتَلَاشَى عصبية الأوردة، فالغني والْفَقِير، وَالْعَرَبِي وَالْأَعْجَمِي يَهْتِفُونَ بِلِسَانٍ وَاحِدٍ:

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

الأضحية شعيرة إسلامية، ومِلَّة إبراهيمية، وسنة مشددة على في الشريعة المحمدية، أفاد أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ»:ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ وَقَالَ: » بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ»؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. فأفضل ما يتقرب به إلى ﷲ يوم النحر إراقة دماء الهدي والأضاحي فإنها سنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الدعاء والسلام.

الْأُضْحِيةَ شَعِيرَة وقربان يقدمها المسلم خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، والْأُضْحِية تحقيق للتقوى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]. فضحوا وافق الله أضاحيكم وطيبوا بها نفسًا.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

أيها المسلمون، ووقت ذبح الأضاحي يبدأ حتى الآن الفراغ من دعاء العيد ويمتد إلى غروب شمس اليوم الـ3 عشر، وكل أيام التشريق ذبح، فأيام الذبح أربعة وعامتها وقت للذبح ليلها ونهارها، والأفضل الذبح ضحى يوم النحر تأسيًا بالنبي ﷺ.