هل ليلة القدر يوم 27 رمضان .. بدأ المسلمون تحقيق ليلة القدر منذ دخول العشر الأواخر من رمضان السبت الماضي، إذ كان يوافق ليلة اليوم العشرين، واليوم تحل ليلة 27 رمضان والتي يعتبرها القلة أوج سنام العشر الأواخر والليالي الوترية منها، وتوقع القلائل أنها كانت ليلة 23 من رمضان 2022

فيما تنبأ آخرون أنها كانت ليلة 25، لكن تواصل ليلة 27 من رمضان هي الليلة المرجحة لدي كثيرون سواء اعتيادا على ذاك أو وفقا لبعض أحاديث السلف الصالح واجتهادهم، في محاولة إثبات أن ليلة القدر هي ليلة 27 من رمضان، في وجود تأكيد العديد من العلماء أنها متغيرة في العشر الأواخر والليالي الوترية منها، فهل تكون الليلة هي ليلة القدر؟، وما علاماتها؟، التقرير التالي يقوم بإطلالة على ذاك الموضوع.

خير من ألف شهر

ويحرص العديد من المسلمين على نيل ثواب ليلة القدر والتي تعد خيرًا من ألف شهر، كما ورد في قول الله -تعالى- في سياج القدر: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)».

دوافع أصحاب ليلة 27 رمضان

اعتمد عدد كبير من المسلمين على عدد محدود من الشواهد التي ترجح كون ليلة 27 رمضان هي ليلة القدر والتي يمكن تلخيصها في 6 مؤشرات وهي:

1- قول أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في لَيلةِ القَدْرِ: «واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ».

2- عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدْرِ عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ. فقال: «أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟» رواه مسلم.

وشِقِّ جَفْنَةٍ: أيْ: نِصف قَصعةٍ؛ قال أبو الحُسَينِ الفارسيُّ: أيْ: ليلة سَبْع وعِشرين؛ فإنَّ القَمَر يطلُع فيها بتلك الصِّفة والله أعلم.

دلائل ابن عباس

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أن ليلة القدر توافق ليلة السابع والعشرين من رمضان، مؤكدًا رأيه بالأدلة العددية التي وردت في سورة القدر، التي منها قوله -تعالى-: «سَلَامٌ هِيَ» فالضمير «هِيَ» هو الكلمة السابعة والعشرون من السورة، وكلمات سورة القدر ثلاثون كلمة، والسابعة والعشرون «سَلَامٌ هِيَ».

5- سأل سيدنا عمر بن الخطاب الصحابة -رضي الله عنهم-، والصحابة مختلفون في ليلة القدر متى هي؟، فكل واحد ذكر له شيئًا فسأل ابن عباس وقال له: لماذا لا تتكلم؟ فقال له: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، فأمره أن يتكلم، فقال: السبع – بناءً على أي شيء قال ذلك ابن عباس؟ – قال: رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا، وخلق الإنسان من سبع، وبرز نبات الأرض من سبع، فسأله عمر عن بعض تفصيل هذا ووافقه عليه.