كيف تعرف أن ليلة القدر نزلت عليك .. هو السؤال الذي يكثر حرره عادة قبل مجيء شهر رمضان المبارك في وقت قصير، أو على الأرجح أن يُطرح ذاك السؤال مع دخول الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك
وليلة القدر هي ليلة من ليالي رمضان الوتر في العشر الأواخر، وقد اختلف الفقهاء في المعنى المقصود به القدر الذي ارتبطت به تسمية هذه الليلة من حيث اللغة، فالمعنى الاصطلاحي لا يغادر عن المعنى اللغوي الذي من أجله وحط الاسم.
كيف تعرف أن ليلة القدر نزلت عليك
يعلم المسلم أنّه فهم ليلة القدر وقتما يشاهد علاماتها أو أماراتها، ولكن عدم مشاهدتها لا يحجب حصول فضلها لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان، مثلما أمر رسول الله فوقه التضرع والسّلام، وفي حين يجيء سوف يتم إيضاح علامات ليلة القدر
تظهر الشمس في صباحها شبيهةً بالقمر حين يكون بدرًا، حيث لا يكون للشمس شُعاع، وتكون مُستوية؛ ولقد روى أُبيّ بن كعب رضي الله سبحانه وتعالى عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه صرح: “أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا”
ينشرح صدر المؤمن وقلبه في تلك الليلة، ويجد في ذاته نشاطًا إلى العبادة، وعمل الخير.
يتّصف لَيلها بالاعتدال، ولقد نعت وصور الرسول صلّى الله أعلاه وسلّم هذه الليلة في المحادثة الذي رواه جابر رضي الله سبحانه وتعالى عنه عن النبيّ أنّه أفاد: “إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ”، وكلمة بلجة تُفيد معنى أنّها: ليلة تتّصف بالإشراق، ولا حَرَّ فيها، ولا بَرد.
ليلة القدر فردية أم زوجية
وردت الكمية الوفيرة من الأحاديث تصرح بالتماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، أي في الليالي ذلت الأرقام الفردية، وهذه الأحاديث تدل إلى أن ليلة القدر تختص بليالي الوتر دون الشفع
إذا فلا يمكن أن تكون ليلة القدر في الليالي الزوجية من رمضان، ومن الأحاديث التي دلّت حتّىّ ليلة القدر تأتي في الليالي الوترية هي ما ورد في صحيح البخاري عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام أفاد: “تحرَّوْا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وليالي الوتر من الليالي العشر: خمس ليالٍ، وهي ليلة واحدة من وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين
دعاء لرؤية ليلة القدر
ليلة القدر ليلةٌ كبيرة جدا، فيها نزل القرآن الكريم، وفيها الأجر يُضاعف، وفيها الخير الكثير، ويشرع للعباد فيها القيام بالكثير من الأعمال الصالحة، منها: القيام، وقراءة القرآن، والاعتكاف، وفعل الخيرات، والدعاء الصالح، وفيما يجيء عدد محدود من الأدعية التي يمكن الصلاة بها في ليلة القدر:
- اللّهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهّل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر، يا رؤوفاً بعبادك الصالحين، إلهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، اللّهم ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب.
- اللّهم ارزقنا عملاً صالحاً يُقرّبنا إلى رحمتك، ولساناً ذاكراً شاكراً لنعمتك، وثبتنا اللّهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ارحمنا برحمتك، وجُدْ علينا بفضلك ومِنَّتك، واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللّهم إني أسألك صدق التوكّل عليك، وحسن الظنّ بك، اللّهم ارزقنا قلوباً سليمة، ونفوساً مطمئنة.
- يا رب ارزق أمي وأبي فرحاً لا ينتهي، وسعادة تنسيهم هموم الدنيا ومشاكلها، وارزقهم صحة في البدن وراحة في القلب وصفاء في الذهن، اللّهم اغفر لي ولوالدي ولمن أحسن إلي، اللّهم سهّل لنا كل عسير وأرنا في حياتنا ما يسرّنا ويرضيك.
- اللّهم أسكنّا الفردوس بجوار نبيك الكريم، يا رب استودعتك دعواتي فبشرني بها من غير حولٍ مني ولا قوة. اللّهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
- اللّهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، اللّهم اجعلنا لكتابك من التّالين، ولك به من العاملين، وبالأعمال مخلصين، وبالقسط قائمين، وعن النار مزحزحين، وبالجنات منعمين، وإلى وجهك ناظرين.