من هو إبراهيم رئيسي السيرة الذاتية .. أعرب التلفزيون الإيراني، غداة اليوم يوم الخميس، مكسب إبراهيم أساسي بالانتخابات الرئاسية في إيران، إذ كسب مرشح التيار المحافظ في إيرانفي الانتخابات الرئاسية بحصوله على 62% من أصوات الناخبين حسبما أظهرته النتائج الأصلية غير النهائية، فمن هو إبراهيم رئيسي؟

 

من هو إبراهيم رئيسي السيرة الذاتية

 

الحياة الشخصية

ولد سيد إبراهيم رئيس الساداتي، المعلوم باسم إبراهيم رئيسي، في 14 ديسمبر 1960، في حي نوغان العتيق بمدينة مشهد عاصمة محافظة “خراسان رضوي”.

كان أبوه رجل دين من منطقة دشتك في مدينة زابُل من داخل محافظة سيستان وبلوشستان، عاش في مرأى وتوفي حالَما كان إبراهيم في الخامسة من حياته، دخل أساسي الحوزة الدينية في قم قبل الثورة بفترة وجيزة، وكان وقتها في سن الخامسة 10، وهناك تتلمذ العلوم الدينية من خلال شخصيات مثل علي مشكيني، وحسين نوري همداني، ومحمد فاضل لنكراني، وأبو القاسم الخزعلي، ومحمود هاشمي شهرودي.

إبراهيم رئيسي متزوج من ابنة رجل الدين المتعصب أحمد علم الهدى، إمام جمعة بلدة مرأى، وقرينته جميلة دراية الهدى حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة تربية المعلمين، وهي أستاذة في العلوم التربوية في جامعة بهشتي في طهران، لديهما ابنتان وحفيدان.

السجلات

عُيِّن إبراهيم أساسي مدعياً عاماً إلى مدينة كرج عام 1980، وقتما كان يبلغ من السن 20 عاماً لاغير، وبعد بضعة أشهر عُيِّن مدعياً عاماً لمدينة بلدة كرج غرب طهران، وفي سنة 1982 احتفظ بمنصبه السابق وعُين من قبل مدعي عام الثورة آية الله قدوسي، في منصب مدعي عام بلدة همدان، وبعد مرحلة نقل إلى الادعاء العام في همدان، وظل في ذاك المنصب حتى عام 1984، وفي سنة 1985، صار نائب المدعي العام في العاصمة طهران، وظل في ذاك المنصب حتى عام 1990، على أن صار المدعي العام في طهران بأمر من رئيس السلطة القضائية آنذاك محمد يزدي.

متدرب شاب في مقتبل العمر

أصبح رئيسي أحد أعضاء “لجنة الوفاة” عام 1988، حينما لم يكن قد وصل الثلاثين من العمر، وأسهَم في توثيق مصير وافرة آلاف من السجناء الساسة بالإعدام.

في هذا العام 1988، أصدر المرشد المؤسس للنظام الخميني، على نحو مستقل عن القضاء، ثلاثة أحكام خاصة “للتناقل مع المشاكل القضائية” في بعض المحافظات، بما في هذا لورستان وكرمانشاه وسمنان، وبعد ذاك، أحيل غفيرة وثائق قضائية مهمة إليه وإلى حاكم الشرع حسين علي نيّروي.

ومن أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإعدامات الجماعية للسجناء في صيف 1988 والتي لعب فيها إبراهيم أساسي دورا بارزا في مجال إنتاج أحكام الإعدام، وتشكلت وقتها وبناء على نصائح المرشد الأضخم خميني، لجنة عرفت باسم “لجنة الموت” حددت مصير الآلاف من السجناء الساسة الذين حكم عليهم بالإعدام. وضمت اللجنة المدعي العام مرتضى إشراقي، وحاكم الشرع حسين علي نيّسقي، والقاضي الديني ونائب المدعي العام إبراهيم أساسي، وممثل وزارة المخابرات مصطفى بور محمدي، واستقرت اللجنة في سجن إيفين. وأصدرت اللجنة أحكاما جماعية بالإعدام في مواجهة سجناء سياسيين أغلبهم في الدرجة الأولى من مجاهدي خلق وايضاً من التنظيمات اليسارية، وأصدرت بحقهم أحكام بالوفاة في حين كانوا يقضون في حينها أحكاما سابقة بالحبس، وكان الكثير منهم على وشك التسريح من السجن بعد اختتام مرحلة الحكم.

وفي سنة 2017، عرَض الموقع الموثق والرسمي لآية الله حسن علي منتظري، نائب المرشد الأعلى للنظام في الستينيات، والذي أقيل إثر ضد مع الخميني جراء إعدامات عام 1988، عرَض تسجيلا صوتيا يحتج فيها منتظري على الإعدامات الجماعية، واصفا إياها بـ”أعظم جرم في تاريخ الدولة الإسلامية”، أدلى منتظري بتلك التصريحات في مواجهة أعضاء “لجنة الموت” ومن ضمنهم إبراهيم أساسي.

 

من هو إبراهيم رئيسي السيرة الذاتية

 

وظل إبراهيم أساسي في منصب المدعي العام لطهران حتى عام 1994، عندما عينه هاشمي شاهرودي رئيسا للمفتشية العامة لفترة عشر سنوات، ومع تكليف صادق لاريجاني رئيسا للسلطة القضائية، بات رئيسي أيضا النائب الأضخم له لمقدار عشر أعوام من 2004 إلى 2014.

وفي سنة 2014، بات إبراهيم أساسي مدعي عام إيران، وبعد مصرع سادن مرقد الإمام الرضا واعظي طبسي، عينه خامنئي بدلا منه على رأس أحد أهم المراكز الدينية والاقتصادية التي تحوز المليارات من الوقف يشمل المنشآت والفنادق والشركات الصناعية والزراعية، وتخضع للمرشد الأعلى للنظام، وفي عام 2018 عينه خامنئي مقابل لاريجاني في رئاسة السلطة القضائية، وما زال في هذا المركز الوظيفي ولم يستقل من منصبه على الرغم من ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وخلال تلك السنين، شغل إبراهيم رئيسي كذلك مناصب مثل المدعي العام المختص لمحكمة رجال الدين، وعضو المجلس المركزي لجمعية رجال الدين المناضلين المحافظة، وعضو مجمع تشخيص إدارة النسق.

وبات أساسي عضوا في مجلس خبراء القيادة منذ عام 2006، وهو يشغل في ذلك المجلس الذي يمايز الولي الفقيه أي خليفة المرشد، ويشغل هذه اللحظة مركز وظيفي النائب الأكبر للرئيس في المجلس، ويشار إليه كأحد المؤهلين لمنصب الولي الفقيه بعد خامنئي.

وقد كانت أميركا فرضت إجراءات عقابية على إبراهيم رئيسي جراء سجله في مجال حقوق وكرامة البشر.

واستطردت وزارة الخزانة الأميركية أسماء تسعة مسؤولين إيرانيين إلى لائحة الإجراءات التأديبية، بمن فيهم إبراهيم أساسي، جراء مستندات إعدامات 1988 الجماعية، وقتل المتظاهرين في احتجاجات تشرين الثاني 2019.

إبراهيم رئيسي كان مرشح المحافظين المتشددين الرئيسي في انتخابات 2017 الرئاسية، سوى أنه خسر في مواجهة حسن روحاني، وأثير في تلك الانتخابات دوره في مذبحة عام 1988، وتلك هي المرة الثانية التي يترشح فيها رئيسي لذلك المركز الوظيفي وهو المرشح الأوفر حظا بعد أن رفض مجلس صيانة الدستور أهلية أغلب منافسيه على ذاك المنصب من قبيل الرئيس السابق للمجلس المنتخب علي لاريجاني، ورئيس الدولة الماضي محمود أحمدي نجاد، والنائب الأكبر لحسن روحاني إسحق جهانغيري، وهذه هي المرة الثانية التي يترشح فيها لمنصب رئيس الجمهورية.