لقد حدثنا القرآن الكريم في العديد من قصص الأنبياء عليهم السلام وأهلهم، لكن سيرة الرسول التي وردت في القرآن بكل تفاصيلها هي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. الله موسى عليه السلام مع بني اسرائيل.

لأنها تحتوي على دروس وحكمة نتعلم منها، كما في هذا المقال سنتحدث عن قصة بقرة بني إسرائيل وما الدروس التي نتعلمها منها

قصة بقرة بني اسرائيل

سنلخص قصة بقرة بني إسرائيل في الفقرات التالية

  • وتجدر الإشارة في البداية إلى أن هذه القصة حدثت بعد أن غادر بنو إسرائيل مصر وعبروا البحر إلى سيناء بعد أن أنقذهم الله من فرعون.
  • يروي الطبري في قصته، خلال حديثه عن قصة بني إسرائيل مع البقرة: أنه كان هناك شيخ من بين بني إسرائيل، وكان هذا الرجل ثريًا جدًا، ومال كثير، وهو يمتلك أراضٍ لا تحصى وماشية وذهبًا، لكن القدر الإلهي يريد أن يكون هذا الشخص قاحلًا، وليس لديه أطفال، أي ليس لديه أطفال يرثون هذا المال.
  • كان للرجل قريب، وفي إحدى القصص كان لديه ابن أخ يعتقد أنه الوريث الوحيد للرجل بعد وفاته.
  • كما أن هذا الرجل جشع جدًا رغم أنه الوريث الوحيد لهذا الرجل العجوز، لأنه كان يتطلع إلى وفاته ليأخذ هذا المال الغني ويستمتع به.
  • عندما نفد صبره ولم يعد بإمكانه انتظار وفاة قريبه القديم لأسباب طبيعية، بدأ يفكر في قتله وخطط الجريمة بعناية.
  • وبعد أن أنهى خطته المخادعة، نفذها بقتل قريبه القديم دون ترك أي أثر له ثم إلقاء الجثة على مفترق طرق.
  • بعد ذلك بحث عن قريبه القديم وبدأ يسأل الناس عنه واستمر في البحث عنه حتى وردت أنباء عن مقتله وأن جثته ملقاة على جانب الطريق.
  • ثم أظهر أنه حزين عليه وأنه يريد أن يجد القاتل وينتقم منه، لأنه لن يترك الجاني بلا عقاب.

انظر من هنا: قصة القديم والبحر

قصة بقرة بني اسرائيل

حيث نواصل في هذه الفقرة سرد قصة البقر وبني إسرائيل:

  • ثم حدث للقاتل أنه سيذهب إلى نبي الله موسى مع مجموعة من بني إسرائيل ويطلب منه مساعدتهم في العثور على القاتل.
  • صلى موسى عليه السلام إلى ربه وطلب منه أن يخبره عن قاتل الشيخ.
    • وهكذا أنزل الله على موسى ليأمر شعبه من بني إسرائيل بذبح بقرة.
  • وعندما عاد موسى عليه السلام وأخبر قومه أن الله يأمرهم أن يذبحوا البقرة غضبوا عليها.
  • فقالوا لموسى: “لماذا تسخر منا؟ نريد أن نعرف القاتل، وتريدنا أن نذبح البقرة”.
    • فأجاب موسى عليه السلام أنه يطلب الخلاص من الله من الجهلاء، فلم يكن في ذاته الاستهزاء بالناس.
  • ونتيجة لعناد بني إسرائيل وعصيانهم لأنبياءهم، طلبوا من موسى أن يسأل ربهم عن وصف البقرة التي ينبغي أن يذبحوها، مع أن الله طلب منهم ذبح أي بقرة يريدون.
  • عاد موسى للحديث مع ربه ليسأله عن صفات البقرة، فكشف له ربه أنها بقرة صغيرة وليست صغيرة وليست كبيرة وكبيرة.
    • لكن بني إسرائيل لم يقتنعوا وسألوا موسى عن لون البقرة.
  • دعا موسى ربه ليسأله عن لون البقرة المراد ذبحها.
    • ثم كشف له ربه أن البقرة التي يبحث عنها كانت ذات لون أصفر ناصع يرضي كل من ينظر إليها.
  • لم يكتف بنو إسرائيل بهذه الأسئلة، فرجعوا وطلبوا من موسى وصفًا أكثر تحديدًا للبقرة.
  • وهكذا أخبرهم نبي الله موسى أن البقرة التي سُئلت تتميز بأنها بقرة حرة غير مهينة.
    • ويأخذه للحرث ولا يأخذ للسقي.
  • في ذلك الوقت، تمكن بنو إسرائيل من العثور على بقرة، لكن ثمنها كان يساوي وزنها ذهباً.

كيف وجد بنو اسرائيل البقرة الصحيحة؟

سنشرح في هذه الفقرة لماذا اشترى بنو إسرائيل بقرة تساوي وزنها ذهباً:

  • في ما يرويه الطبري، كان لرجل من بني إسرائيل زوجة صالحة أنجبت له ولداً.
    • كان هذا الصبي لطيفًا جدًا مع والديه وكان القدر يريد أن يموت والد الصبي.
    • يترك بعض الأراضي والماشية، ومن بين هذه المواشي بقرة صفراء زاهية مميزة.
  • وبعد وفاة والده اعتنى الصبي بوالدته ورعاها دون أن يخالف أمرها.
  • ذات يوم احتاج الصبي إلى القليل من المال للقيام بعمله.
    • استشار والدته لبيع البقرة الصفراء لحاجته لسعرها، فوافقت والدته على شرط ألا يبيع البقرة بأكثر من ثمانية دنانير ذهبية.
  • أخذ الصبي بقرة إلى السوق ليبيعها، فأرسل الله ملاكًا في صورة بشر ليختبر بر الصبي مع أمه.
    • دفع الملك للصبي عشرة دنانير مقابل البقرة.
    • لم يوافق الصبي على بيعها حتى تشاور مع والدته في أخذ أكثر مما أوصت به.
  • وافقت الأم على عشرة دنانير، فرجع الولد، ثم رفع الملك الثمن إلى 12 ديناراً، ولا يبيع الصبي حتى يستشير أمه، وعندما عادوا وأكد الملك عدالة الصبي لأمه، قال له الحقيقة.
    • وأنه ملاك أرسله الله ليختبر عدله مع أمه، وطلب منه ألا يبيع البقرة إلا وزنها ذهباً.
  • عاد الغلام وأخبر والدته القصة ونصحته بعدم بيع البقرة إلا وزنها ذهباً.
  • وكان هذا الثمن أجرًا للصبي على بره أمام أمه وعقابًا من الله لبني إسرائيل على عصيانهم وعصيانهم لأمر ربهم عندما طلب منهم ذبح البقرة.
  • ونتيجة لهذه اللعنة جعلهم الله قساة وجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً للبقرة.

إقرأ أيضاً: قصة إدريس عليه السلام

نهاية قصة بقرة بني إسرائيل

سنصف في هذه الفقرة كيف انتهت قصة بني إسرائيل من البقرة:

  • بعد أن بحث بنو إسرائيل عن بقرة صفراء صغيرة تحرث الأرض ولا تقبل الري، أرادوا شرائها من الصبي.
  • لن يبيعها الصبي إلا إذا كانت تساوي وزنها ذهباً.
  • حاول بنو إسرائيل تخفيض السعر مع الصبي، لكنه أخبرهم أن ذلك كان بإرادة والدته.
  • كان على بني إسرائيل أن يدفعوا هذا الثمن ثم أحضروا البقرة إلى نبي الله موسى.
  • جمع موسى بني إسرائيل وأتى بقريب القتيل، ثم ذبح موسى عليه السلام البقرة.
    • ثم أخذ قطعة من لحمها وضرب بها جثة الرجل العجوز، وحدثت معجزة.
    • فلما رد الله على الشيخ روحه وقال إن من قتله هو قريبه الصغير، ثم قتله الله مرة أخرى.
  • عندما علم نبي الله موسى بالقاتل الحقيقي قتله انتقاما لما فعله.

دروس مستوحاة من قصة بقرة بني إسرائيل

بعد أن نكشف عن قصة بني إسرائيل والبقرة، يمكننا أن نستخلص الدروس التالية:

  • أول هذه الدروس أن الرجل لا يسأل عما لم يُسأل.
    • خاصة وأن السؤال ليس لغرض التعليم، ولكن بسبب العناد والغطرسة، عندما أطاع بنو إسرائيل أمر ربهم وذبحوا أي بقرة.
    • كما قال لهم موسى عليه السلام متى اضطروا لشراء بقرة تساوي وزنها ذهباً.
  • الدرس الثاني هو أن أجر بر الوالدين عظيم عند الله في الدنيا قبل الآخرة.
    • من أجل طاعة الصبي لأمه، أعطاه الله هذا المبلغ الكبير من المال، حيث لا يمكن احتسابه.

شاهدي أيضاً: قصة العصفور الجريح

لذلك ذكرنا في هذا المقال قصة بقرة بني إسرائيل بشيء من التفصيل حيث ذكرنا الدروس والمواعظ العظيمة التي يمكن أن نتعلمها من هذه القصة العظيمة التي تسمى أطول سور في القرآن. .