حكم افشاء السلام …. فإلقاء السلم سنة لدى متابعين العلماء، وهو سنة عين على الأوحد، وسنة كفاية على الجماعة، والأرقى السلم من جميعهم لتحصيل الأجر، وأما رد السلم ففرض بالإجماع.
حكم افشاء السلام
قال الذري رحمه الله في المجموع: وأما جواب الأمان فهو إلزام بالإجماع، فإذا كان السكون على واحد، فالجواب: تكليف عين في حقه، ولو كان على جميع فهو إنفاذ كفاية، فإذا أجاب شخص منهم أجزأ عنهم، وسقط الحرج عن كلهم، وإن أجابوا عامتهم كانوا كلهم مؤدين للفرض، سواء ردوا جميعاً أو متعاقبين، فلو لم يجبه واحد من من بينهم أثموا كلهم، ولو رد غير الذين سلم عليهم لم يسقط الإلزام والحرج عن الباقين.
وقال أيضاًً: أفاد أصحابنا: يشترط في ابتداء الطمأنينة وجوابه إعزاز الصوت بحيث يحصل الاستماع، ولابد من يرفع صوته رفعاً يسمعه المسلَّم عليهم، والمردود عليهم سماعا محققاً، ولا يزيد في رفعه على ذاك، فإن شك في سماعهم زاد واستظهر.
وقد دل على استحباب إلقاء الاطمئنان كلامه صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السكينة بينكم. رواه مسلم.
ودل على وجود الرد قوله إيتي: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].
فأمر بالاستجابة بمثلها أو بأحسن منها، والمنبع في المسألة أن يكون للوجوب ما لم يوجد صارف إلى الندب ولا صارف هنا. ولا شك أن ابتداء السلم مأمور به أيضا، إلا أن حمل المشجعين المسألة فيه للندب، وتنفيذ الحنفية بظاهره فأوجبوا إلقاء السلام، وهو قول للمالكية والشهير عنهم موافقتهم للجمهور.
اقراء ايضا : ماهو حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته
آداب السلام
إنَّ للسلامِ عددٌ من الآدابِ، وفي تلك البندِ من مقال ما هو حكم افشاء الاطمئنان، سوف يتمُّ ذكر هذه الآدابِ، وفيما يصدر:
أنَّ السلمَ يكون من الضئيلِ على الضخمِ، ومن المسافرِ على الماشي، ومن الماشي على القاعد، ومن اليسير على الكثير.
أن لا يكملَّ تخصيصَ واحد منٍ بالسلامِ دون صويحبه؛ لما في هذا من تشكيل الضغينةِ والحقدِ بينهم.
أن ينهيَ تعميم الطمأنينةِ على من يعرفه المسلمَ وعلى من لا يعرفه.
أن يكملَّ إلقاء الطمأنينةِ على الصغارِ في حالِ لم يتبتدؤوا هم الأمان؛ لما في ذلك مت تدريبٌ لهم على آدابِ الشريعةِ الإسلامية.
أن يكملَّ الأمان على القومِ حتى عند الخروج من المجلس.