ما هو مرض حساسية الجلوتين ؟ … يعتبر الجلوتين خليط طبيعي عويص غير ذائب في الماء يتواجد في عدد محدود من أنواع النباتات كحبوب القمح والشوفان والشعير، ويتكون هذا الخليط على نحو ضروري من بروتيني الغليادين والغلوتينين واللذان يعتبران حجر الأساس في إحداث مظاهر واقترانات حساسية الجلوتين ويشكل الجلوتين 90% من مجموع البروتينات الحاضرة في حبة القمح، وبالرجوع إلى التجميع الكيمياوي الأولي للجلوتين فإن ثمة العديد من أنواع الجلوتين المتنوعة والتي يرجع اختلافها إلى محتوى الكبريت والوزن الجزيئي داخل خليط الجلوتين، ومن أسباب اختلاف أنواع الجلوتين من نبات لآخر هو الاختلاف في فئة الغليادين الراهن داخل المزيج، ومن الصفات الأخرى للجلوتين أنه يعد مستقر حراريًا بحيث لا يتأثر بدرجات السخونة العالية
أهمية الجلوتين الصحية
مثلما هو معروف فإن الجلوتين مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقمح وبالعديد من الأغذية الشهيرة والغالب في نظرة الناس صوب الجلوتين هو نظرة سلبية قائمة على الصورة التي تنقلها الفضائيات والمواقع والصحف المتغايرة والتي تتمحور حول حساسية الجلوتين وتركز على خطورة مظاهر واقترانات حساسية الجلوتين وما يلحقها من مضاعفات إلا أن الصورة الحقيقة هي عكس ذاك ويتضح الموضوع في قليل من البحوث التي نُشرت بذلك الصدد ومنها
في سنة 2017 أُجريت دراسة على 100000 شخص تجريبًا وكان هؤلاء الأشخاص صحتُهم جيدة ولا يتكبدون من أي مرض يصبح على علاقة بالجلوتين، وقد كانت خلاصة تلك الدراسة أنه لا يوجد ارتباط بين استهلاك الجلوتين طويل النطاق وبين أي خطورة على صحة القلب، وذلك أيضًا يبين خطورة ترك الجلوتين على صحة القلب.
قليل من الأبحاث أوضحت أن هنالك ارتباط بين استهلاك القمح وبين نتائج صحية غير سلبية حيث إنتهت المقارنة بين الشخصيات الذين يستهلكون معدلات عارمة من القمح المحتوي على الجلوتين، والأشخاص الذين يتناولون أحجام ضئيلة من القمح ذاته وكانت النتيجة أن المستهلكين لكميات كبيرة من الجلوتين لديهم إِمكانية خبطة أصغر بأمراض القلب والجلطات والسكري وحتى حالات الوفاة من غيرهم.
يحتسب الجلوتين من المواد التي تحث تطور البكتيريا النافعة في القناة الهضمية، حيث إن نخالة القمح تشتمل على مادة الأرابنوكسيلان السكرية والتي تحث تزايد البكتيريا الهادفة في القولون، ومما يجب الحيطة إليه أن تلك البكتيريا يتبدل سلوكها ومعدل نموها في عدد محدود من الأمراض.
حساسية الجلوتين
تجسد حساسية الجلوتين وضع عام من حالات الاستجابة الذاتية (سواءً كانت مناعية أم لم تكن) التي يظهرها البدن وينتج عنها مظاهر واقترانات حساسية الجلوتين التي توضح على جسد المريض كالحكة وغيرها، وهذا ينشأ في حال احتواء التغذية على مادة الجلوتين ومن أشهر الأمثلة القمح والشوفان والشعير، وتكمن المتشكلة في قليل من أنواع حساسية الجلوتين في تمكنها على إحراز ضرر على الزغابات المعوية Villi وهي الزوائد التي تبقى على جدار الأمعاء الدقيقة مما يحجب امتصاص العدد الكبير من المواد الوظيفة وهناك فئة آخر لا يترك تأثيره على خلايا جدار الأمعاء وإنما يكون سببا في ظهور عدد محدود من المظاهر والاقترانات الهضمية دونما التأثير على بنية الأمعاء الدقيقة ويدعى هذين النوعين على التتابع الداء البطنيأو ما يعرف بالداء البطني celiac وحساسية الغلوتين غير المتعلقة بالداء البطني
الداء البطني
يعتبر ذلك المرض واحد من الأمراض المرتبطة بظهور مظاهر واقترانات حساسية الجلوتين، حيث ينشأ ذاك المرض نتيجة لـ رد فعل مناعية غير طبيعية للجلوتين وللمواد التي تحتوي على الجلوتين ويتسبب ذاك المرض بشكل خاص بإحراز ضرر على الزغابات المعوية Villi حيث يحجب ذاك الأمعاء الدقيقة من امتصاص عدد محدود من المواد الغذائية المهمة لعمل الجسم مما يكون السبب في سوء القوت وانخفاض كثافة العظام والإجهاض والعقم وقد تكون تلك الإشكالية هي نقطة طليعة لمجموعة الأمراض العصبية وحتى قليل من أشكال السرطانات.
حساسية الغلوتين الغير متعلقة بالداء البطني
عدم اتزان جسدي متعلق بعرض مظاهر واقترانات حساسية الجلوتين وهو من الأمراض المكتشفة عصريًا المرتبطة بالجلوتين، وتكمن الإشكالية الأساسية في صعوبة شرح آلية حدوث المرض حيث لم يكمل التأكيد على مساهمة مركبات القمح في إحداث الداء وبالرجوع إلى وضعية جدار الأمعاء لا يظهر فوق منه أي من مظاهر واقترانات حساسية الجلوتين المعروفة، بعض الأفكار المقترحة تشير إلى دور مثبطات إنزيم الأمليز تريبسين في حث جهاز المناعة الفطري هذا التحفيز يؤدي إلى ظهور المظاهر والاقترانات.
تشخيص حساسية الجلوتين
تتنوع الوسائط التشخيصية المتعلقة بحساسية الجلوتين، ويكمن مقصد التشخيص اللازم في تحديد المسبب الأساسي للمرض وبذلك تحديد طبيعة الظرف المرضية بصورة دقيقة وذلك لضمان الدواء الصحيح للحالة، قد يتبادر للقارئ أن تلك تخطيطية طبيعية لتشخيص أي مرض إلا أن وجب التنويه لهذا تمدد أسباب حساسية الجلوتين وتفرّعها.