اول سيارة في العالم اين صنعت … صناعة السيارات من أهم الصناعات تشعبًّا، فلا بد وأنك ترى كل هذه المؤسسات والأنشطة التجارية التي تتداخل وتتشابك مع تصنيع السيارات، بما في ذلك تصنيع مركبات المركبات، وقد يوضح المسألة مربكًا، ولكن تصنيع السيارات تقوم بالغالب على التجميع، أي ربط مكونات السيارة اللازمة ببعضها البعض وتنصيب أجزائها مثل المحركات وجسم السيارة، بالإضافة إلى الإطارات والبطاريات، لهذا تتقدم عليها تصنيع أخرى وهي تصنيع تلك الأجزاء وتشكيلها.

ولصناعة المركبات بضائع لازمة، وأخرى جانبية أو ثانوية لا تعد الأصل الأساسي لاستمرار التصنيع، والسلع الرئيسية لتلك الصناعة هي؛ مركبات الراحلين والسيارات الرياضية والحافلات أو الشاحنات الخفيفة، أي كل ما هو شخصي ولا يمكن وضعه تحت فرز الصناعات الثقيلة، أما البضائع الثانوية لصناعة المركبات فتشمل المركبات التجارية؛ كشاحنات التوصيل وشاحنات النقل الهائلة، وهذه العربات العارمة وبصرف النظر عن أهميتها للصناعة، إلا أنها ثانوية، فلا يعد المردود الجوهري من خلفها ضخمًا ولا تؤثر عديدًا على شكل صناعة المركبات ولا على تطورها.

اول سيارة في العالم اين صنعت

صنعت أول عربة في الدنيا في مدينة مانهايم في دولة ألمانيا، ومقر صناعة السيارة الأولى قد نختلف فوقه نظرًا لعدم تشابه أنواع المركبات وأسلوب وكيفية عملها، إلَا أن براءة الاختراع، ورقمها 37435، والتي نالها كارل بنز في 29 كانون الثاني عام 1886 يمكن اعتبارها شهادة ميلاد السيارة الأولى، وسيارة بنز موديل رقم شخص ذات الثلاث عجلات والتي تعمل بمحرك يعمل بالغاز خرجت في أول سَفرة لها على الطرقات في نفس العام، تحت حفظ بنز لصناعة المركبات.

وأول سيارة حقيقية صنعها بنز كانت ذات محرك بنزين راسخ وكانت متمثل في وحدة ذات شوط فرد وأسطوانة واحدة وقد شُغلت لأول مرة في ليلة رأس السنة عام 1879، وبعدها عمل بنز على صنع عربة أكثر تزايدًا، فصنع مركبة لها مقعدين، وأكملها في سنة 1885، فكان لها محرك مدموج عالي السرعة أحادي الأسطوانة وصاحب أربعة أشواط وأحزمة مثبتة أفقيًا في الخلف، وكان لها ثلاث عجلات بكابلات، ولمحركها تمكُّن قدرت بحوالي 0.75 جواد، واعتبرت تلك المركبة أول عربة في الكوكب، وتحدثت عنها الصحف في أعقاب رحلتها في طرقات دولة ألمانيا في عام 1886

تطور صناعة السيارات عبر الزمن

اهتم العلماء والمصنعون بابتكار السيارة في غفيرة أماكن ولكل مصنّع من بينهم شغفه الذي لاحقه، فعلى الرغم من أن السيارة نشأت في أوروبا في أواخر القرن الـ9 عشر، بل الولايات المتحدة الامريكية عمت بالكامل على تصنيع العربات العالمية خلال النصف الأول من القرن العشرين بواسطة اختراع تقنيات تعين على تضخيم الإصدار، أمّا في النصف الـ2 من القرن نفسه، فتغير الشأن بشكل كبير وملحوظ، فأصبحت دول أوروبا الغربية واليابان منتجة ومصدرة أساسية للسيارات.

وتصنيع المركبات رغم أنها تصنيع جلية وبسيطة مضاهاة بالعديد من الصناعات الأخرى، بل لها ضرورة استثنائية بسبب آثارها على قوة الدول واستخدامها في الحروب، فعلى الرغم من إنتاج سيارات الطرق التي تعمل بالبخار في مرة سابقة، لكن أصول صناعة المركبات ترجع إلى تحديث محرك البنزين في ستينيات وسبعينيات القرن الـ9 عشر، وخصوصا في دولة فرنسا وألمانيا، وبحلول مستهل القرن العشرين، انضم صنّاع بريطانيون وإيطاليون وأمريكيون إلى المصنّعين الألمان والفرنسيين، وإن إزدهار صناعة المركبات عبر الزمان يعول على نوعها؛ سواء أكانت بخارية، أو كهربائية، أو تعمل بالبنزين، وفي الافتتاح كانت معظم مؤسسات المركبات متمثل في محلات صغيرة، ينتج كل منها عددًا طفيفًا من المركبات المصنوعة يدويًا، وتوقفت أغلب تلك المؤسسات عن الصناعة عقب مدة قصيرة من افتتاحها، أما القلة من المؤسسات التي نجت في عصر الإنتاج الهائل، فكان يمكن تصنيفها في إطار ثلاث أنماط، كالتالي

صانعو السيارات التي تجرها الأفراس: هذه السيارات هي المظهر البدائي والأول لفكرة السيارت، وقد اهتمت متعددة محال متواضعة أو مصانع بإنتاجها مثل جميع من ديورانت وستدي بيكر في أميركا.
صانعو الدراجات: اهتمت غفيرة مؤسسات بتصنيع الدراجات –وهي شكل من العربات-، مثل شركة أوبل في ألمانيا ومنشأة تجارية موريس في المملكة المتحدة.
صانعو الآلات: وهذه الصنف التصنيعية تعد المحطة الأكثر أهمية في سلسلة تقدم المركبات، إذ شملت صناعة الآلات والمحركات وغيرها من الأجزاء الرئيسية واللازمة لتجميع السيارة، وضمت عدد من الشركات التي اهتمت بتصنيع محركات الغاز الثابتة، مثل جميع من؛ مؤسسة دايملر الألمانية، ومنشأة تجارية لانشستر البريطانية، وشركة أولدز أوف الأمريكية، بالإضافة إلى مؤسسة فوكسهول في بريطانيا، والتي اهتمت بصناعة المحركات البحرية.

وكل المراحل السابقة من التصنيع تشمل فترة ما من مراحل تطور صناعة العربات، أما إذا أردنا النظر في السيارة كمفهوم كامل كما نعرفه في الزمن الحالي، فيمكننا القول بأن ثمة استثناءان بارزان للنمط العام وهما “رولز رويس” في المملكة المتحدة و”فورد” في أميركا، وكلتاهما تأسستا كشركات متخصصة في تصنيع مركبات، تقوم على طواقم تجمع ما بين المواهب الهندسية والخبرات المهارية التجارية.

لا بد وأنك قد تساءلت سالفًا عن أول مخترع للسيارة، إلا أن ذاك السؤال ليس له إجابة فورا، أي أنه لا نستطيع الإجابة بأسلوب قاطع عن شخص فرد كأول مخترع للسيارة، لأن تاريخ السيارة غنيّ جدًا، فيعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر حينما كان ليوناردو دافنشي يمنح إستراتيجيات ونماذج مبدئية لما أَطلَق عليه عربات النقل. وهناك الكثير من أشكال المركبات المتنوعة بآلية عملها وتقنياتها في التشغيل، فتتراوح أنواعها بين السيارات البخارية والسيارات الكهربائية وأخيرًا المركبات التي تعمل بالبنزين، بالإضافة إلى أنماط تشغيلية وشكلية لا حصر لها في إطار كل نمط من هذه الأشكال، وذلك التنوع الذي لا حصر له يدفعنا للقول بأن موضوع من اخترع السيارة على وجه التحديد هي قضية وجهة نظر.[٣]

وغالبًا ما كانت الافكار أو الحسابات الماضية تجمع على تم منحه هذا الخصوصية للمخترع “كارل بنز” من ألمانيا، لابتكاره أو تطويره أول سيارة حقيقية خلال الفترة بين عامي 1885 و1886، ومع ذلك، فإن معرفتنا بأول اختراع حقيقي للسيارة تتواصل في التقدم، إذ لا تتشبه المرجعيات مستديمًا، مع اختلاف كل رأي أو معلومة قريبة العهد تبدو لنا، لذا صارت قصة اختراع العربة رواية غنية بالعديد من الشخصيات الأخرى التي لعبت دورًا مهمًا في بلورة فكرتها أو تعديلها، وفيما يلي مجموعة مختارة من التقدمات أو الأحداث البارزة في تاريخ اختراع العربات، والتي تضم عدد من المخترعين وتوضح أثرهم على فكرة السيارة وتطورها

نيكولا جوزيف كونيو (1725-1804): العربة البخارية كانت اختصاص العالم الفرنسي كونيو، فصنع في سنة 1769م، أول مركبة طريق ذاتية الدفع (جرار عسكري)، صنعها كونيو وقدمها للقوات المسلحة الفرنسي، فكانت سيارته بثلاث عجلات ليس إلا، وتسير بسرعة 2.5 تأهب في الساعة.
روبرت أندرسون: المخترع روبرت أندرسون اهتم بالسيارات الكهربائية، لذلك صنع أول سيارة نقل تعتمد على الكهرباء، وذلك في بلده الأم سكتلندا خلال الفترة ما بين عامي 1832 و1839.
كارل فريدريك بنز (1844-1929): أما العالم الألماني بنز، خسر صب تركيزه على المركبات التي تعمل بمحرك احتراق داخلي وتستهلك الوقود أو البنزين، فأول عربة اخترعها وصممها كانت في الفترة ما بين عامي 1885 و1886، وسيارته الأولى كانت بثلاث عجلات لاغير، كل واحدة منها تدور لأربع دورات، وتصميمه كان يشتمل أن يكون محرك السيارة والشاسيه كوحدة واحدة.
غوتليب فلهلم دايملر (1834-1900) وفلهلم مايباخ (1846-1929): نهض الألمانيان ديملر ومايباخ بتصنيع وتركيب أول سيارة بمحرك رباعي الأشواط، إذ صنعا في عام 1886 سيارة تعتمد على البنزين للتنقل وكان لها محرك رباعي الأشواط يُعرف الآن باسم محرك “كانستات ديملر”، نسبةً إلى العالم ديملر الذي ساهم في تحديثه.
جورج بالدوين سلدن (1846-1922): الآن ننتقل إلى أميركا وتحديدًا إلى المرحلة ما بين 1876 ولغاية 1895، ولقد طوّر سلدن شغفه بالمركبات التي تعمل بالبنزين، فصنع قدوةًا لمحرك احتراق داخلي مدموج مع عربة، ونال عن نموذجه ذاك براءة اختراع، وجدير بالذكر أن ذلك العبرة إنتظر واستمر على الورق، أي لم يصنّعه سلدن قط، على الرغم من أنه حاول جمع التبرعات والأموال لذلك ولكن لم يصنع الهيكل الذي رسمه سلدن في في وقتها.
تشارلز إدغار دوريا (1862-1938) وفرانك إدغار دوريا (1870-1967): وكان اختصاصهما تصنيع مركبات البنزين، فصمم الشقيقان أول سيارة ناجحة تعمل بالبنزين في أميركا الأمريكية، وقد كانت ضمن المواصفات اللاحقة؛ قدرة 4 حصان، ومحرك ثنائي الأشواط، وبعد فوز نموذجهما لسيارات البنزين عام 1893 دشن الأخوان دوريا أول مؤسسة أمريكية لتصنيع المركبات.