تنظيم الضباط الاحرار وقيام ثورة 23 يوليو 1952 ..مر القوات المسلحة المصرية منذ نشأته على نحو نظامي في فترة حكم الحاكم محمد علي باشا (1805-1849)، حتى ثورة يوليو 1952، بعدة فترات، تفاوتت بين القيادة والتراجع في تزايد هذا القوات المسلحة.

تنظيم الضباط الاحرار وقيام ثورة 23 يوليو 1952

فبعد ان اعتمد محمد على العنصر المصري في الخدمة العسكرية واهتم برفع عدد افراد القوات المسلحة نلمح ان عباس باشا الذي تولى الحكم خلال الفترة (1848-1854)، قد وقف على قدميه بإنقاص عدد افراده، حتى بدأ وكأنه قد تغير الى حرس خاص، وما ان تولى مبتهج باشا الحكم أثناء المرحلة (1854-1863) حتى آب القوات المسلحة المصرية ليشهد مبالغة في

 

عدد افراده، فبعد ان كان عدده 18 1000 جندي إلى حد ماً، باتَ عدده ثلاثين الف جندي، مثلما شهدت هذه المدة قانوناً جديداً، يجيز للضباط أبناء مصر الدخول في كابل الترقيات والحصول على رتب عسكرية مأمورية في القوات المسلحة

 

وذلك ما ادى الى وصول ضباط وطنيين الى مناصب عليا في القوات المسلحة المصرية طوال مرحلة حكم الخديوي اسماعيل (1863-1879)، والخديوي نجاح (1879-1892)، وبذلك مطالبتهم بأصلاحات دستورية وعسكرية، وبالنتيجة، فأن هذه الروح الوطنية وما رافقها من متطلبات أصلاحية، كانت مثار توتر المملكة المتحدة التي حسمت الحالة عسكرياً، بأحتلالها جمهورية مصر العربية في ايلول 1882. وبعد الانتزاع الإنجليزي لمصر، نهضت المملكة المتحدة بحل القوات المسلحة المصرية

ثم اعيد تشكيله عقب ذاك استناداً للوازم السياسة الإنجليزية، ودخل السياسيون المصريون فترة حديثة لم تعد لهم فيها الريادة، ثم استخدمت المملكة المتحدة القوات المسلحة المصرية في تقصي اغراضها المختصة أثناء الفترة المقيدة بين (1882-1915)، وبصرف النظر عن حصول جمهورية مصر العربية على استقلالها الشكلي اثر إخطار 28شباط 1922

الا ان القوات المسلحة المصرية لم يحقق استقلاله او إستقلاله من الهيمنة الاجنبية. وبعد إمضاء معاهدة 26 اب 1936 بين جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، واجه القوات المسلحة المصرية ضغوطاً تمثلت بالملك وحاشيته من ناحية، والبعثة

العسكرية من ناحية اخرى، إذ فرضت هذه البعثة شكلاً محدداً من التسليح ووضعت نظاماً محدداً لتمرين القوات المسلحة، مظهر عقبة في ارتقاءه.

ومنذ عام 1939 كان ثمة تجهيز محجوب ضِمن القوات المسلحة المصرية، تبلور وتحددت معالمه وارتفع عدد المنضمين اليه بين عامي (1942-1948)، عرف بتحضير الضباط الاحرار، كان هدفهم هو معارضة التواجد الإنجليزي في جمهورية مصر العربية، وقد نهض الضباط الاحرار اللذين اختارو روعة عبد الناصر رئيساً لهم في يناير 1950بتنظيم خلايا سرية ضِمن القوات المسلحة

 

وفي 23تموز 1952، وفي ظروف بيئية من الازمات السياسية، وقف على قدميه الضباط الاحرار بأداء انقلابهم الذي نعت وصور بينما في أعقاب بالثورة.