عيد استقلال الكويت فبراير ..تطلّ اليوم الخميس الذكرى الـ60 لاستقلال الكويت، (العيد الوطني)، والذكرى الـ30 للتحرير، في وجودّ تقدمات سياسية واجتماعية، أكثرها أهمية تولي زعامة جديدة للبلاد ممثلة بالأمير الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى القيادة بعد وفاة الأمير السابق الشيخ غداة الأحمد في 29 أيلول (سبتمبر) 2022.

عيد استقلال الكويت فبراير

ووسط تجاذبات سياسية بين السلطتين القانونية والتنفيذية، أقدم أمير الكويت على تنشيط المادة (106) من التشريع، بإصدار أمر تنظيمي أميري كلف بإرجاء انعقاد اجتماعات مجلس الأمة (مجلس الشعب) لمدة شهر، في محاولة مقصد لتخفيف الاحتقان السياسي وإعطاء رئيس السُّلطة إمكانية لاستحداث كابينته الوزارية.
وعشية ذكرى العيد الوطني الـ60 استقبلت القوى السياسية البارحة أمر تنظيمي كرسي القضاء الدستوري الكويتية برفض جميع الطعون الواجهة ببطلان انتخابات مجلس الأمة 2020 مما يبقي على خريطة التمثيل النيابي والقوى السياسية المشكلة للمجلس على وضْعها، في وقت كانت بعض القوى تطمح أن يأتي المرسوم ليبطل المجلس الحالي لإعادة الانتخابات لِكَي تعزيز مواقعها، في لعبة التجاذب مع السُّلطة بما يختص مجموعة من القوانين والأعمال التجارية.
وتحلّ ذكرى ذاك العام، مع نقاشات متجددة بما يختص مستندات الاقتصاد والفساد وتعزيز الشفافية، وقانون العفو العام، وهي القضايا التي غالباً ما تعتبر الحراك السياسي في البلاد.
ومع تفشي مصيبة «Covid 19» المستجد «كوفيد – 19» في البلاد، خسر الاحتفال بالعيد الوطني تهديد التحرر هذا العام بريقه الزاهي، بعد أن كان يشهد كل عام احتفالات فنية وشعبية واسعة مع استعراضات في الميادين العامة وأمسيات فنية، وللعام الثاني على التوالي، قامت بإلغاء الحكومة الاحتفالات بالعيد الوطني. مع رجوع الرضوض بالفيروس للصعود من جديدً، الشأن الذي جعل رئيس إدارة الدولة صبيحة خالد الغداة، ينشر في مواجهة المجلس المنتخب أن الكويت تجابه وضعاً «قلقاً»، وقرر مجلس الوزراء إقفال المنافذ البرية والبحرية، وحظر الوجود داخل جميع أنواع صالات المطاعم والمقاهي، ونصحت الحكومة من أنها قد تلتجئ لمزيد من التشديد لمواجهة البلاء. في وقت تسجل البلاد رضوض يومية تدنو من الألف حالة، وهي أعلى الكدمات في دول مجلس الخليج العربي. وبلغ مجموع الكدمات بفيروس «كوفيد 19» في الكويت 186 ألفا، في حين بلغ عدد حالات الوفاة جراء الخبطة 1057 وضعية.
على مصر العليا الخليجي، نجحت الدبلوماسية الكويتية، في الدفع قدماً لحل الحالة الحرجة الخليجية بين دول الرباعية العربية (التي تضم المملكة السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) وبين قطر، والتي بدأت في الـ5 من حزيران (حزيران) 2017.
وأرست أوج العلا في السابع من يناير (كانون الثاني) المنصرم، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومتابعة وريث الحكم وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المصالحة الخليجية التي شددت مكرراً وحدة الصف الخليجي، وتصالح الأشقاء.
وتتمتع الكويت بعلاقات ذات مواصفات متميزة مع شقيقتها المملكة، وهي علاقات راسخة تنبسط لأكثر من 130 عاماً، إذ تعتبر الكويت من أوائل البلاد التي زارها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، حيث بُنيت عبر عقود من الوقت الروابط المملكة العربية السعودية الكويتية على أسس متينة، قلَّ شبيهها بين أي من بلدان العالم، وتأكد ذلك التلاحم في وقوف المملكة بقيادة الملك فهد في العام 1990 للدفاع عن حقّ الكويت في الإعتاق والاستقلال من الغزو العراقي، واحتضان قيادة وشعب الكويت الأخ.
ايضاً تحظى الكويت بعلاقة فريدة مع ملك السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إذ يعززان مع سياقة الكويت ممثلة بالأمير الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد، روابط البلدين القائمة على الشراكة الاستراتيجية في الجوانب السياسية والعسكرية واللوجيستية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وكما تتميز العلاقات الرسمية بين البلدين بالشدة، فإن صلات الشعبين ايضا تمتاز بالدفء والحميمية، لهذا يشارك السعوديون مع أشقائهم الكويتيين في الاحتفال بذكرى التحرر وذكرى الاستقلال، مثلما شاركوهم أحزانهم طوال العدوان على الكويت.
يذكر أن الكويت حصلت على استقلالها من المملكة المتحدة يوم 19 حزيران عام 1961، وهو التاريخ الحقيقي لاستقلالها من الانتزاع البريطاني حين حدث صاحب السمو الأمير المسافر الشيخ عبد الله السالم الصباح الوالي الـ11 للكويت وثيقة الإعتاق مع المندوب السامي الإنجليزي في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن حكومة بلاده، وقام بإلغاء الاتفاقية التي وقعها الشيخ مبارك الغداة الحاكم السابع للكويت مع المملكة المتحدة في 23 كانون الثاني عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية.
وفي 18 مايو (مايو) عام 1964 تقرر تحويل ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير (شباط) الذي يصادف ذكرى قُعود صاحب السمو الأمير الواحد من أفراد الرحلة عبد الله السالم الغداة، تكريماً له ولدوره المشهود في استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذاك الحين والكويت تحتفل بيوم استقلالها في 25 شباط من كل عام.
وعرفت الكويت أول قانون مكتوب ومجلس شورى في السنة 1921، وقد كان الكويتيون أول شعب خليجي يشكل مجلساً تشريعياً بالانتخاب وهذا في العام 1938، كما عرفت الكويت بنظامها البرلماني