عفو 25 يناير 2022 اسماء
لايزال محمد اليماني، ينتابه شعور بالاضطراب حالَما يتجاوز بميدان التحرير، مهد ثورة 25 يناير/كانون الثاني، بين ذكرى مسببة للالم بضياع صديقه بطلق ناري في غضون الاحتجاجات، وذكرى أخرى تجعله فخورا بأنه أسهَم في محو نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك عقب 30 عاما في الحكم.
يتذكر اليماني، اندلاع الاحتجاجات حيث يعيش وسط العاصمة المصرية القاهرة، “كنت في منتصف العشرينات، نزلنا للشوارع للتظاهر.. لم نتوقع أن تجدي ونفرض رأينا ونطيح بالنظام”.
اختلفت الأجواء في الميدان في أعقاب 11 عاما، توسطته مسلة أثرية وأربعة كباش، في أعقاب خضوعه لعملية تطوير في أبريل/نيسان الفائت. “المجال أصبح أنظف وأجمل، بل مطالبنا لم تتحقق في أعقاب”، يقول اليماني وهو في الثلاثينات ومن جيل الثمانينات الذي تصدر الثورة.
لكنه عاد ليقول “كي نكون منصفين ثمة مساعي من السُّلطة لإصلاح الأوضاع خسر مررنا بثورتين ونواجه الآن جائحة كورونا، وهكذا لن يتبدل شيء يوما ما وليلة”.
كان عام 2014، آخر احتفال حاشد في ميدان التحرر بذكرى ثورة 25 كانون الثاني، حين توافد المئات على المجال في أعقاب الإطاحة بالرئيس الماضي الواحد من أفراد الرحلة محمد مرسي وليطالبو وزير الدفاع –آنذاك- عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة الذي ربح بها في يونيو/حزيران من العام نفسه.
نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في تثبيت حكمه لمصر متجاهلا الضغوط الدولية في ميدان حقوق الإنسان
بل منذ ذاك الحين، لم تحدث احتفالات في المجال، مثلما فرضت إدارة الدولة إجراءات أمنية مشددة مستدامة منعا لأي تظاهرات. من جهة أخرى رجع عيد الشرطة المصرية ليسيطر على الأجواء والذي يصادف يوم 25 يناير أيضا.
يقول الدكتور بهيج صادق أستاذ دراية المحفل السياسي بالجامعة الأمريكية في العاصمة المصرية القاهرة لـDW عربية، إن النسق القائم يريد “محو الروح الثورية من الشارع المصري والشباب، في ذات الوقت لم يعتبر الناس يهتمون بمطالب الثورة، بدليل فشل كل مطالبات التظاهر أثناء السنوات الفائتة” ويضيف بأن “المجتمعات في شمال أفريقيا والخليج استبدادية أسوة بالأنظمة الحاكمة”.
أما ياسمين عبداللطيف، خسر عايشت الثورة عن بعد لصغر سنها حينها، وهكذا لا تكترث بكثرة بذكراها، وتقول “كنت مشغولة بدراستي، وتابعت أحداثها من وراء شاشة التلفزيون”. مرت الأعوام وتخرجت الشابة المصرية من كلية الاقتصاد والسياسة بجامعة القاهرة، وهي حالا ترى أن الثورة فشلت في تقصي مطالبها “عيش وحرية وعدالة اجتماعية”التي تراها جلية وصالحة لجميع زمان ومقر.
وتضيف لـ DW عربية “الحريات السياسية لا أتمتع بها ولا أتمكن أعبر عن رأيي، ليس نتيجة لـ تقصير السُّلطة ليس إلا، ولكن كذلك المجتمع متطرف ومنغلق جدا ولا يشجعني على التعبير عن أفكاري”. لذا تشعر ياسمين بالضيق لأنه الوضع لن يتبدل بسهولة.
تعثر الثورة
بعكس عديد من نشطاء الثورة الشبان الذين تواروا عن المرأى المصري، واظب عبد المنعم إمام على الإسهام في كل التفاعلات السياسية، ويترأس حالا حزب الإنصاف ويشغل أمين سر لجنة المخطط والموازنة بالبرلمان المصري. يقول لـDW عربية، إن الموقعة على التطرف المسلح والتداعيات الاستثمارية غير العادية التي مرت بها البلاد أدت إلى تعثر توفيق الثورة على الدرجة والمعيار السياسي في الأعوام الماضية.