كيف اتصالح مع نفسي … يسعى جميع الشخصيات للتصالح مع أنفسهم للوصول لحالة من التوازن والسّلام الداخلي، وفي الحقيقة أنّ ذلك ليس بالأمر العادي لكن هو تحدي جسيم يفتقر لبذل المزيد من الجهد، يقول العالم ماركوس أوريليوس “من يسكن في وئام مع ذاته يقيم في وئام مع العالم”، ومقال اليوم سوف يقدم إجابة مُرضية لمن يفتش عن كيفية التصالح مع نفسه.
ما معنى التصالح مع النفس؟
التصالح مع النفس هو العري أمام الذات بما يعني أنّ يتقيل الشخص ذاته مثلما هي بما فيها من خير أو شر، غير صحيح أو صواب، فالتصالح مع النفس هي زوج للتوازن الداخلي، ومن أبرز النُّظُم لأجل أن يتصالح الشخص مع نفسه هو أنّ تكون أولويته ذاته ومصلحته غير أن بالتأكيد دون ظلم أو تعدي على فرد آخر فالأولوية هي سعادة الذات، وهنا لا ننسى القاعدة الأهم وهي التسامح مع النفس دون محددات وقواعد والتوقف عن لومها والتوقف عن الإحساس المطرد بالذنب
علامات تدل أنك بحاجة للتصالح مع نفسك
قبل أنّ نتعرف على الطرق والخطوات التي تجعل الواحد يتصالح مع نفسه، لا بدّ أن نتعرف أولًا على العلامات الشائعة التي توضح على الشخص وتبرهن أن حاجته للتصالح مع ذاته، وتلك العلامات هي كما يلي
تدني الثقة بالنفس
فالأشخاص الغير متصالحين مع أنفسهم عندهم ثقة منخفضة بالنفس أو حتى انعدام الثقة، وذلك يُشعر الواحد بأنه غير باستطاعته أن منفعة عمره بشكل جيد أو التصرف مع المشاكل والصّعاب التي يواجهها أثناء حياته، لهذا من الهام البحث عن أساليب لاكتساب الثقة بالنفس وهذا سبيل للتصالح مع الذات.
مقارنة اجتماعية سلبية
فالشخص الذي يضع ذاته بمقارنة اجتماعية مع غيره هذه علامة تدل بأنه غير متصالح مع ذاته، لهذا نجده ينخرط بمقارنة نفسه مع أفراد آخرين يكون عنده اعتقاد بأنهم أفضل منه، وهنا لا ننكر بأن عدد محدود من المقارنات الاجتماعية من الممكن أن تكون سبب بأنّ يُحسن الفرد من ذاته ويدفعها للأمام.
انعدام السيطرة
فغالبًا الشخص الغير متصالح مع ذاته يتجلى أعلاه انحفاض مقدرته على التحكم وإحكام القبضة على الموضوعات التي يواجهها في وجوده في الدنيا ولذا المسألة نابع من شعوره بعدم مقدرته على إحراز تغيير في ذاته أو في العالم، وعدم تمكنه على حل أي إشكالية تجابهه.
الضغط النفسي
فالشخص الغير متصالح مع ذاته يقيم في موجة من القلق تتحكم في وجوده في الدنيا، ولذا الإجهاد النفسي يؤدي أنّ يحس الواحد بأنه دومًا اتخذ القرار الخاطئ، كما يسوقه للتشكيك في آرائه وخياراته وهذه يجعله غير مُتمسكًا بها.
الخوف من الفشل
بما أنّ الشخص الغير مُتصالح مع ذاته يفتقد للثقة مثلما ذكرنا، هذا يوجهه لتشكيكه بقدرته على تقصي وجهة نظر توفيق أو إنجاز وهذا يعني بأنه يخشى الفشل، مثلما يميل عادةً إلى تجنب خوض أي تحدي مثلما أنه سريع الاستسلام.
الحديث الذاتي السلبي
فالشخص الغير مُتصالح مع نفسه يركز دومًا على عيوبه ونقاط ضعفه مقابلًا من التركيز على نقط قوته، فنجده دومًا يملك شيء سلبي يقوله عن نفسه، فحينما تحدث متشكلة ما فإنه يبدأ بلوم نفسه ويُلقي علة تلك المتشكلة على مقدرته أو شخصيته أو حتى شكله.
محاولة إرضاء الآخرين
فالشخص الغير متصالح مع ذاته يسعى دومًا إرضاء غيره على حسابه وهذا يعني إهمال احتياجاته المختصة لإرضاء الآخرين.
تنبؤات سيئة
فعدم تصالح الواحد مع ذاته يؤدي لسيطرة أحاسيس اليأس فوق منه، فنجده غير متفائل أي أنه يستبعد أنّ يكون المستقبل أحسن، وهذه يُشعره دومًا باليأس والإحباط.