أترى عندما أغمض عينيك هذه الكلمات من قصيدة “لا تطرح” للشاعرة “أمل دنكل” وأعادت الشاعرة سرد هذه القصيدة في مجموعة “أقوال جديدة في حرب الباسوس”.

وهي تتكون من عشر فقرات وتحكي عن الوضع العربي المعاصر وحزن الشاعر على إخفاقات العرب، وللاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القصيدة راجع موقع جديد اليوم.

شاهد عندما أغمض عينيك

الشاعر محمد أمل فهيم محارب دنكل من مواليد محافظة قنا بقرية القلعة ومتزوج من الصحافية السيدة عبلة الرويني. فيما يلي مقتطفات من تلك القصيدة:

الجزأين الأول والثاني

استمد الشاعر كلمات هذه القصيدة من الوصايا التي أعطاها كليب لأخيه الزير سالم، وحثه على عدم الموافقة على السلام، وهنا المقاطع الأولى والثانية من القصيدة:

(1)

لا مصالحة!

إذا أعطوا الذهب

شاهد عندما أغمض عينيك

ثم ضع جوهرة في مكانها ..

هل ترى

هذه أشياء لا يمكن شراؤها

ذكريات الطفولة بينك وبين أخيك،

فجأة شعرت بشجاعتك

ذلك الحياء الذي يكبح الشوق .. عندما تعانقها،

أن تصمت – تبتسم – لتوبيخ الأم

مثلك

هم لا يزالون أطفال!

هذا السلام الأبدي بينكما:

ان السيفين يهلكانك

صوتان

عندما تموت

الله رب البيت

وللطفل – الأب

هل سيصبح دمي ماء بين عينيك؟

انسى ثوبي الملطخ

هل تلبسون ملابس مطرزة بالقصب في دمي؟

حربه!

يمكن أن تزن القلب

لكنك عار العرب

لا مصالحة

ولا تحاول الهرب!

(2)

كانت مناسبة هذه القصيدة زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى مدينة القدس، ونتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في ذلك الوقت، أعاد الشاعر صياغة هذه الكلمات على النحو التالي:

لا تتسامح مع الدم، حتى الدم!

لا مصالحة! حتى لو قيل على الجبين

هل الرؤوس تأكل نفس الشيء؟

تحويل الغريب إلى قلب الأخ؟

هل عيناه عيون أخيك؟

هل اليد متساوية؟ كان سيفها لك

هل جرحتك بيد سيفها؟

سيقولون:

لقد جئنا لحقن دمك

أحضرنا لك. كن – يا أمير – قاضي

سيقولون:

نحن هنا أبناء عمومة

قل لهم: لم يحسبوا عامة الناس من بين الذين هلكوا

واجعل السيف قدام البرية

حتى لا يجيب شيء

كنت لك

فارس

وشقيقه

والد

والملك

أنظر أيضا: شعر الحب القصير

الفصلين الثالث والرابع

وأعربت الشاعرة أمل دنكول عن أسفها لإخفاقات الدول العربية، خاصة ما حدث في ذلك الوقت في مصر بعد الحروب، وحثت العرب على عدم تحمل دول الحرب والدمار.

(3)

لا مصالحة

واذا منعتك من النوم

صرخات الندم

و تذكر

(عندما يكون قلبك ملكًا للنساء اللواتي يرتدين السواد وأطفالهن، تحارب بابتسامة)

ابنة أخيك اليمام

زهرة زاحفة – في سنوات الشباب –

ملابس الحداد

سأفعل عندما تعود

الجري على درجات القصر

امسك ساقي عندما أنزل

حملتها – ضاحكة –

فوق ظهر الحصان

هي صامتة الآن

خيانة اليد المحرمة

من كلام الاب

ارتداء الملابس الجديدة

من أن يكون – في يوم من الأيام – أخ

من والدها يبتسم في حفل زفافها

تعود إليه عندما يغضبها زوجها.

وعندما يزوره، يندفع أحفاده لعناقه.

تلقي الهدايا

يلعبون بلحيته (ويبدو)

والعمامة مشدودة

لا مصالحة

ما هو خطأ تلك الحمامة؟

فجأة ترى عشًا محترقًا

هل هي جالسة على الرماد؟

(4)

لا مصالحة

وعندما يتوجونك بتاج الإمارة

كيف تطأ جثة الأب؟

كيف تصبح ملكا؟

فرحة اقترضت على وجوههم؟

كيف تنظرون إلى يد المصافحين؟

لا ترى الدم

في كل كف؟

طار نحوي سهم من الخلف

سيأتي اليك من الف

أصبح الدم – الآن – رمزًا وأيقونة

لا مصالحة

وعندما يتوجونك بتاج الإمارة

عرشك سيف

اسمك سيء

إذا لم تزن – بغبائك – لحظات فخر

والرفاهية التطبيقية

الفصلين الخامس والسادس

وهنا ينصح الشاعر الحكام بعدم الانخراط في الأفكار التي تتحدث عن السلام مع المعتدين، مما يؤجج لهيب الحرب، وهذا ما يلي:

(5)

لا مصالحة

وعندما قال عن المال أثناء القتال،

“ليس لدينا القوة لمحاربة الخسماس”.

عندما تملأ الحقيقة قلبك

تشتعل النار عندما تتنفس

ولسان الغدر صامت

لا مصالحة

ولما قيل ما قيل من كلام السلام

كيف تستنشق الرئتان النسيم الفاسد؟

كيف تنظر المرأة في عين؟

هل تعلم أنك لا تستطيع حمايتها؟

كيف تصبح فارسها في الحب؟

كيف تتمنى ان ينام وليد غدا؟

كيف تحلم أو تغني عن مستقبل الصبي؟

وينمو – بين ذراعيك – بقلب مكسور؟

لا مصالحة

ولا تشترك في الطعام مع من قتلوك

وسيشرب القلب الدم

لنسكب التربة المقدسة

إطفاء الأسلاف الذين سقطوا

حتى يتم إعطاء النرد

(6)

لا مصالحة

عندما تتصل بك القبيلة

باسم الحزن الجليل

متجر الدهاء

وأنت تعبر – لأولئك الذين وضعوك في بالك – القبول

سيقولون:

أنت هنا تطلب انتقامًا طويلًا

خذ – الآن – ما يمكنك:

قليلا الحق

لهذه السنوات القليلة

ليس فقط انتقامك

لكنه انتقم جيلاً بعد جيل

نذل

من يرتدي درعًا كاملاً سيولد

أشعل كل النار

يطلب الانتقام

سلالات الاقليم

غير ممكن

لا مصالحة

وعندما يقولون أن المصالحة خدعة

هذا انتقام

انطفأت الشعلة في ضلوعه ..

عندما ولت الفصول. .

ثم تبقى يد العار مشدودة (بخمسة أصابع).

فوق جباه القن

إقرأ أيضاً: كلمات حب مصرية

الفصول السابع والثامن

وبهذه الكلمات الصاخبة يلاحظ الشاعر أنه إذا كان من الممكن إعادة الشهداء والأراضي التي دمرت نتيجة غدر العدو وعدوانه، فلا يمكن إلا هذا السلام، وإليكم ما يلي:

(7)

لا تستسلم، حتى لو حذرتك النجوم

وأعطاك كهنتهم الخبر

سوف أسامح إذا مت

الخيط بين الخيط الصحيح والخطأ

لم يكن لدي غاز

لم أتسلل بالقرب من مضاربهم

أو سافر إلى الخارج

لم اقبض على ثمر الكرم

أنا لم أطوس تربة حديقتهم

قاتلي لم يصححني “احذر”

مشى معي

ثم صافحني

ثم غادر لفترة

لكنه اختبأ في الفروع

فجأة!

النمل بين ضلعين

وارتجف القلب – مثل الفقاعة – وانفجر

وارتديته على ساعدي حتى ولدت

لذلك رأيت: ابن عمي الزنايم

يقف الشفاء بوجه خسيس

لم يكن لدي رمح في يدي

أو الأسلحة القديمة

لم يكن سوى غضبي أشكو من العطش

(8)

لا مصالحة

حتى يعود الوجود إلى دورته:

نجوم في وقتهم الخاص

والطيور لاصواتها

والرمل لذراته

والطفل المقتول المشاهد

كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

الطفولة – فرحة الوالدين – الدوس على الحصان – شكر وتقدير الضيف – طنين القلب عند رؤية برعم في الحديقة

الذبول – الدعاء من أجل الأمطار الموسمية – القلب يتحول بعيدًا عندما يرى طائر الموت

انها ترفرف فوق السياج

كل شيء تحطم في نزوة فاحشة

والشخص الذي قتلني ليس السيد

لقتلي في الإرادة

إنه ليس أشرف مني أن أقتلي بسكينه

إنه ليس أكثر مهارة مني لقتلي بحركته الماكرة

لا مصالحة

السلام ليس إلا معاهدة بين ندين

(على شرف القلب)

لا ينبغي الاستهانة بها

من قتلني فهو لص

سرق الأرض من عيني

والصمت يطلق ضحكته الساخرة

الفصلين التاسع والعاشر

ويختم الشاعر قصيدته بقطعتين يؤكد فيهما أن من يطلب هذه المصالحة ما هو إلا جبان ويتمنى ألا يضل الحاكم.

(9)

لا مصالحة

وان وقفت امام سيفك فحينئذ كل الشيوخ

وامتلأ الرجال بالشقوق

لمن يحبون طعم العصيدة وركوب العبيد

أولئك الذين لديهم عمامة معلقة فوق أعينهم

وسيوفهم العربية نسيت سني المجد

لا مصالحة

عليك فقط أن ترغب في ذلك

أنت الفارس الوحيد في هذا الوقت

وطفرات المسواك

(10)

لا مصالحة

لا مصالحة

شاهد من هنا: أجمل شعر حب نزار قباني

هنا انتهينا من عرض قصيدة “أرى عندما أيقظت عينيك” التي كتبها الشاعرة أمل دنكل عام 1976 م، تحدث فيها الشاعر عن كل المشاعر المؤلمة التي عاشها.

وفيه يؤكد الشاعر على ضرورة السعي لسحب حق البلاد في الحرب، وأن الحرب هي التي تجلب العزة والكرامة للوطن.