تاريخ 17 فبراير نكبة وطن 2022 … في مثل هذا اليوم 2011م توجهت الى تونس أنا وزميلين من بريطانيا لغرض العثور على وسيلة لا يصال الأدوية وقليل من المستلزمات الجراحية الى ثوار الزاوية والجبل التابع للغرب. لقد تواصلنا مع الهلال الأحمر التونسي وقالوا إنهم يقومون بتجميع العقاقير والمعدات بجنوب تونس قرب جرجيس ويرغبون وسطاء لا دخالها. وصلنا الى هنالك واستقبلونا الاخوة من تونس وقاموا بالواجب وحاولنا أن نرسل أي شيء إلا أن كان كل شيء متعب ولكن بعون الله أمكنه بعض الاخوة من توصيل كمية من الادوية والمعدات وأيضاً جهازي ارسال لقناة الجزيرة.. ما رأيته في هذا الوقت من عمل جماعي وجهد من الكثيرين من الليبين بالخارج والداخل والاخوة من تونس يجعلني متيقن كلياً بأن هذه الثورة هي ثورة شعب وساهم بها الجميع ولا تحسب على أشخاص، كذاب من يقول إنه من قادها أو من يقولون نحن قاد وخطط لتلك الثورة. أنها ثورة عفوائية نتيجة البغي والقهر والذي عان منه الشعب الليبي 42 سنة وأيضاً ما عناه من المدة الأخيرة من حكم الملك والذي تربع على السلطة والثروة نمط محددة ولو بقيت لكانت أشر من القذافي وزبانيته.

تاريخ 17 فبراير نكبة وطن 2022

 

بالفعل ثور 17 فبراير ثورة شعب وليس بها شوائب وخاصة في السنة الاولي من قيامها. عقب عشرة ايام بين الأطراف الحدودية الليبية وجرجيس، عادت الى لندن وقد كان شغلي الشاغل هو دعم تلك الثورة بكل ما يمكننى وتواصلت مع كل من عندهم القدرة على معاونة الشعب الليبي للتخلص من القذافي وزبانيته. تم هذا وبعون الله عقب 9 أشهر وتحررت ليبيا مرة أخري من حقبة كريهة ومهينة لليبيا والليبيين أينما وجدوا. حقبة عان منها العارم والصغير وكل منزل به قتيل أو مسجون أو مبعد أو مرتحل. من الأن يطبلون ويضنون أن حكم هذا الطاغية سيرجع لليبيا وعى يحلمون وعليهم التعايش مع الليبيين وأن القذافي قد أنتهي مثلما أنتهي قبله الملك خمسمائة سنة من الحكم العثماني على هذه الأرض الطيبة من ليبيا السبّاقة. لم يقول أحد أنها مؤمرة أو مصيبة في ذلك الدهر.

هناك من يسمون أنفسهم فبرارين وقفزوا من باخرة القذافي الي باخرة فبراير أو من مركب المعارضة للقذافي الى سفينة المؤيدون لفبراير. كانوا من بعيد ولم يكونوا بأرض الوطن وأبناء ليبيا يصارعون القذافي وقواته وجيشه. كان بعضهم يطل من التلفزيون أم من خلال صفحات التواصل الاجتماعي. كثيرون لم يأتوا الى ليبيا ألا عقب تحرر شارع طرابلس بمصراته يوم 17 أيار 2011م وهم معروفين ونعرفهم سوياً كذلك هنالك الكثيرون أتو بعد إستقلال طرابلس وآخرون بعد مقتل القذافي. هؤلاء ليبيون عاشوا في نطاق ليبيا وقالوا إنهم أنشقوا عن القذافي أو ليبيون معارضون بخارج الوطن وصنف أخري حاضرة داخل الوطن وثبت في أعقاب إعتاق طرابلس وقالا نحن فبرارين. هؤلاء منهم من إستلام وتعهد مناصب عارمة بالدولة الليبية القريبة العهد ومن بينهم من وصل الى مكانة وزير او نائب بالمجالس التنفيذية بالوطن المصاب والذي نهبوه الجميع. هؤلاء جميعهم هذه الأيام يقولون إن شباط مؤمرة. يقولون مؤمرة الغربي وبقيادة فرنسا وبريطانيا لأجل أن يسرقوا رزقنا وأيضا تجميع جماعات التيار الإسلامي في ليبيا حتى يتخلصوا ممن هم ببلدانهم وكذلك من البلدان الأخرى حيث ليبيا جمهورية غنية ومن الممكن أن تستوعبهم معا. يقولون مؤمرة لأن من يقودون ليبيا الأن هم أسفل سيطرة أشخاص محسوبين على دول وجماعات متشددة. يقولون مؤمرة لأن قيادتها كلهم تركوا الوطن بعد ما سرقوه وهم يعيشون في الغرب . يقولون مؤمرة لأنها تخلت عن مبادي هذه الثورة ولا واحد من الى اليوم يعرف مبادي هذه الثورة إذ كما قلنا كانت عفوائية ومن الشعب ولم يجلس الشعب ويكتب مبادي هذه الثورة غير مبدي واحد وهو التخلص من القذافي وزبانيته وحكمه الى الابد وبعدها يفرج ربك. تلك هي مبادي الشعب الليبي حالَما قام بتلك الثورة ووقتما سقط أول ثلاث شهداء بالبيضاء يوم 16 فبراير 2011م ومن بعدها أعربت الثورة بعدة مدن ليبية لتصل في اليوم الثالث الي طرابلس وتأكد الأن أن القذافي حقا كان يعتبر العدة للرحيل الي فنزويلا وضبطت مهاتفة بأنه يود الذهاب الي ثمة غير أن تم توقيفه من عائلته وممن هم حوله.

تلك الثورة ليست مؤمرة وأنماء حقيقة لا يلزم أن ننكرها ومن قادها هم أبناء الشعب الليبي بطبرق والبيضاء وبنغازي والزنتان والرجبان وغريان وطرابلس ومصراته وسبها ونالوت وجادوا والزاوية والخمس وبكل ربوع الوطن. لم تكن مؤمرة على الوطن غير أن من تأمر فوقها هم من قفزوا من السفن الى فلك فبراير وهم كثيرون وهم رحلوا وتركوا الوطن حينما لم يتحقق لهم ما يريدون أو حققوا حلمهم بأنهم وزراء ونواب وزعماء وتحصلوا على ما يرغبون. هؤلاء هم من تأمر على هذه الثورة. أيضا تأمر عليهم بعض من تستروا خلف الدين وخدعوا مصطفي عبد الجليل وجعلوه يقوم بالإستماع لهم وحقق لهم مايريدونه والى فتنهم وما يريدون الوصول اليه بانتهاج المناصب وعدم السماح بتكوين القوات المسلحة والشرطة ولأنشاء أجهزة من المليشيات لحمايتهم وحماية ما تم بنائه وأسفل سيطرتهم وما يودون الوصول اليه. هؤلاء من صنع المؤمرة على هذه الثورة. ايضاً تأمر أعلاها الكثيرون من أبناء ذاك الوطن بتحالفهم مع دول أجنبية والتي ليست من مصلحتها أن تكون ليبيا جمهورية مدنية ذات اقتصاد صلب ومكانه مرموقة بالعالم حيث جميع المقومات متواجدة بها وهم لا يريدون خصم لهم في مكان البيع والشراء الاستثماري. تأمر أعلاها أبنائها بالسكوت والسلبية المفرطة وعدم الدفاع والمقاومة لمن قاموا بالتأمر على تلك الثورة وعلى ليبيا.

ثورة فبراير يدعون أنها حادثة وهم من أزلام الإطار المنصرم حيث أطلقوا تلك العبارة قبل موعد الاحتفال بالعيد الـ5 لهذه الثورة. إلا أن جزء من بينهم تظاهروا ضِمن قليل من المدن بليبيا رافعين العلم الأخضر وينددون بمن احتفلوا بهذه الثورة. يقولون إنها نكبة حيث تم تهجيرهم وابعادهم عن الوطن أذا صح التعبير. مصيبة لأنها نهضت بتهجير الليبيين في نطاق وخارج ليبيا وجعلت أيام الليبيين أسوء من أيام الحرب الإيطالية. أفادوا إنهم عازمون على الرجوع بحكم القذافي وأبعاد غول كارثة فبراير عن ليبيا. ثورة شباط لم تكن حادثة غير أن من جعلها نكبة هم نفسهم من يقولون انها مؤمرة ومعهم أزلام القذافي. تهجير الليبيين بداء بتهجير أهلنا بتاورغاء وهي وصمت عار على جبين كل ليبي وخصوصا بلدة مصراته وننتمي أن يقوموا بأصلاح ذاك الخطاء عما قريب. تهجير أهلنا بالمشاشية وككلاء هو نتيجة صراعات على مراكز الشدة والذي ترأسته الزنتان وعليهم إعادة نظر أنفسهم إذ ذلك ليس من شيمات أهل الجبل وهو حقد وثائر دفين وبال تكنه الزنتان لتلك الأنحاء. الزنتان تحصلوا على السلاح والعتاد وشعروا بأنهم أقوياء فأشعلوا نار الثائر المخبأ على المشاشية وككلاء. أم ممن كانوا مع القذافي ورحلوا أو هجروا من تلقاء انفسم ليحموا أنفسهم واموالهم، فسيكون في ليبيا يوما مصالحة وطنية وننتمي أن يرجعوا الى منازلهم وأهلهم ومناطقهم وليس هنالك أسوء من الغربة وأنني أعيشها مند 30 سنة.

ثورة فبراير ثورة حقيقية قادها الشعب الليبي ورسم مبدا لها وهو الإطاحة بحكم القذافي وزبانيته. هي ليست مؤمرة ولكن من تأمروا عليها هم من قفزوا في الباخرة طمعاً في المناصب أو الملكية وحالَما انفضحوا أطلقوا كلمة مؤمرة. الجميع يعرفهم وهم من صنعوا تلك المؤمرة على ليبيا بتأمرهم على هذه الثورة. ثورة فبراير لم ولن تكون مصيبة على الليبيين وليبيا. رفقاء القذافي وزبانيته أطلقوا تلك الدعايا حيث يعرفون أن الليبيين غير راضين لما يجري بليبيا ولن يسكتوا كثيرا إلا أن لن يسمحوا لبقايا النظام الماضي أن يقوموا بتوسيخ هذه الثورة ووصفها بالنكبة. وقتما تقوم جمهورية ليبيا وهي ليست ببعيدة سيحاسب كل من أخطاء في حق الليبيين سوء أشخاص أو جماعات أو مدن. العقاب الجماعي أنتهجه القذافي ولا نريده أن يتكرر بأي حال من الأحوالً في ليبيا. أيضاً لا نريد أن يرمي فشل هذه الثورة على الاخرين لأنها لم تفشل إلا أن من أفشلوها هم من صنعوا المؤمرة وأظهروا المصيبة وباعوا وطنهم للأجنبي طمعا في المناصب والمال.