عيد التحرير لدولة الكويت معلومات واحداث .. مرت 30 سنة على بدء حملة جوية لتحرير الكويت من غزو النظام العراقي بقيادة الرئيس الراحل مواجهة حسين لها عام 1990، في موقعة غيرت المرأى تماماً بداخل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
غيرت هذه الحرب التي أحدثت هزة عربية ضخمة وجه المنطقة، تخللها حضور مئات آلاف الجنود العرب والأجانب، وفتحت الطريق في مواجهة إستمر ممتدا انتشار القوات الأمريكية في الخليج، وهو الذي حمل انعكاسات على الفور على المكان والإقليم.
وأثّرت الموقعة على الأواصر العربية، لا سيما الشعبية، في خطوة يعدها كثيرون لم تكن في منفعة البلدين، ينشد الدهر أن يمحو آثارها شيئاً فشيئاً.
عيد التحرير لدولة الكويت معلومات واحداث
وفي رجوع إلى تاريخ الوقائع، يوضح أن التصعيد السياسي بصوته المرتفع بدأ في أعقاب الأوج العربية التي عُقدت في العاصمة العراقية بغداد (28 أيار 1990)، إذ اتهمت السُّلطة العراقية نظيرتها الكويتية ببدء وإطلاق معركة اقتصادية فوقها عبر زيادة إنتاج النفط عن الحصة المقررة لها من طرف ممنهجة “أوبك”، وهو الذي يترك تأثيره على اقتصاد العراق ويخفض أسعار النفط (وهو ما نفته الكويت)، وضمن ذاك تقدمت بغداد بشكوى حكومية إلى الجامعة العربية في يوليو من ذات العام.
وأدت السجالات بين الجانبين إلى تدخل السعودية وملكها آنذاك، فهد بن عبد العزيز، بدعوة الطرفين لمباحثات في جدة لحلّ الخلافات، بل الاجتماعات ومساعي الرياض لم يحالفها الفوز في تخفيف حاجزّة الضغط النفسي والتصعيد بين البلدين.
وفجر 2 آب 1990، اجتاحت القوات العراقية الحدود الكويتية من 4 محاور، وبعد ساعات تمكنت من فرض السيطرة على العاصمة الكويت مقواه بالقوات الجوية العراقي؛ حيث استيقظ الكويتيون في ذلك اليوم على وقع أساليب وطرق عمل جمهورية العراق العسكرية وقد أصبحت في شوارع البلاد.
وطوال يومين أطبق القوات المسلحة العراقي سيطرته على البلاد، معلناً “إستقلال الكويت من حكم آل الفجر”، ثم نصب حكومة جديدة موالية لبغداد بقيادة العقيد الكويتي علاء حسين الخفاجي.
تسببت تلك الوقائع بضجة سياسية عربية وعالمية، إذ انعقد مجلس الأمن العالمي على نحو طارئ، وأصدر قراراً يطالب بانسحاب القوات العراقية من الكويت “بلا قيد أو شرط”، ثم أتبع ذلك بجلسة أخرى رضيّ فيها عقوبات اقتصادية شاملة على دولة العراق، ثم تتابعت القرارات الأممية بعد ذاك لتشديد الخناق على العراق.
وفي 9 آب 1990، ورداً على تلك التحركات العالمية، أفصح العراق ضم الكويت إلى محافظاته الـ18، وأغلق جميع السفارات الحاضرة فيها، وأطلق اسماً جديداً على العاصمة الكويت هو “كاظمة”.
في المقابل أسس أمير الكويت حينها، الشيخ جابر الأحمد الغداة، حكومة منفى في مدينة الطائف بالسعودية، ضمت ولي العهد الكويتي وقتها سعد العبد الله الفجر، وعدداً من الوزراء وقيادات كتائب الجيش، عملت بنشاط دبلوماسي فضفاض كحكومة مشروعية للبلاد المحتلة.
واستمرت الإنذارات العربية والدولية تتوالى إلى النظام العراقي، وقررت الجامعة العربية، بتأييد من 12 جمهورية، إرسال قوات لتحرير الكويت، وأثناء أيام بلغت قوات مصرية وسورية للإسهام في عملية استرجاع الكويت.
وفي 25 آب من ذات العام، نشر مجلس الأمن العالمي قراراً يحكم بفرض حصار بحري على جمهورية العراق والسماح للقوات البحرية العالمية بتنفيذ “التدابير اللازمة”، تلاه عقب شهر مرسوم بفرض حصار جوي فوقه، مخولاً الدول المشاركة في المجلس اتخاذ “جميع الممارسات الضرورية لضمان نفاذه وتأثيره”.
مثلما شكلت الولايات المتحدة تحالفاً من أهم من 38 دولة يحق له استعمال كل الوسائل، ومنها القوة العسكرية مقابل دولة العراق، ما لم يسحب قواته من الكويت، نال مشروعية عالمية واعتمده مجلس الأمن في 29 نوفمبر 1990، وحدد يوم 15 كانون الثاني 1991 أحدث موعد للانسحاب
حرب التحرير
أرسل الاتحاد الدولي لتحرير الكويت صوب 750 ألف جندي (75% من بينهم أمريكيون، أي قرابة خمسمائة 1000 جندي يمثلون القوات البرية والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية، و30 ألف إنجليزي، و13 ألف فرنسي، يضاف إليهم نحو 200 1000 عنصر يشكلون الوحدات العربية التي انضمت إلى الاتحاد).
وضمت الشدة العسكرية 3600 دبابة، و1800 طائرة، و150 قطعة بحرية، استخدمت كلها لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت.
وفي 17 كانون الثاني 1991، أفصح عن المعركة باسم “عاصفة الصحراء”، فيما أطلق فوقها الرئيس مواجهة حسين “أم المعارك”، وبدأت أولى فصولها بمبادرة جوية مكثفة شملت كل الأراضي العراقية.
في 24 شباط، توغلت القوات العربية المشتركة فجراً في الأراضي الكويتية والعراقية، وقسم الجيش البري إلى 3 مجاميع أساسية؛ حيث توجهت المجموعة الأولى لتحرير بلدة الكويت، والثانية لمحاصرة جناح القوات المسلحة العراقي غربي الكويت، أما المجموعة الثالثة فكانت مهمتها التحرك في أقصى الغرب والدخول اتجاه جنوب الأراضي العراقية لقطع كل الإمدادات عن الجيش العراقي.