اليوم العالمي للمرأة في المغرب 2022 .. شكلت المرأة على درب العصور نقطة الأساس في نطاق الأسرة، لما تمثله من دور فاعل في استمرار الآدمية وتعاقب أجيالها، وإذا كانت المرأة في الجاهلية الأولى، وعلى الرغم ذاك الدور مهمشة
لا تراعى لها تحريم ولا تكتسب أي اعتبار، بحيث وصل المسألة إلى وأدها وهي لما تزل ضئيلة مخافة العار، فقد جاء الإسلام وعزز مكانتها وحفظ لها بالتالي مستحقاتها كاملة غير منقوصة.
اليوم العالمي للمرأة في المغرب 2022
وبالتزامن مع تقدم المجتمعات، واضطرار المرأة إلى الخروج إلى معترك الحياة إما عاملة أو متسوقة أو لقضاء مآرب شتى، خسر باتت المرأة والوضعية هاته، معرضة للكثير من الإكراهات، والتي قد تتناقض وطبيعتها الأنثوية، مثل التحرشات اللاأخلاقية والعنف وهلم جرا. ولعل ذلك ما لم تقبله المرأة بطبيعة الشأن، ومن هنا بدأ الاحتجاج والتصدي لكل أنواع البغي.
وإن شئنا أن ننبش في التاريخ، فيمكن القول إن استجابة الحريم قد بدأ منذ زمن بعيد، وتحديدا في 1857 إذ خرج آلاف الحريم للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على الجهد تحتها
وتحت ضغط النضالات والمسيرات المتواصلة، نجحت السيدات في صرف المسؤولين السياسيين إلى الالتفات إلى إشكالية المرأة التي تعمل.
وفي الثامن من مارس من سنة 1908 رجعت الآلاف من النساء العاملات للتظاهر من جديد في شوارع بلدة نيويورك إذ طالبت المسيرة هذه المرة بتقليل ساعات المجهود ووقف تشغيل الأطفال ومنح السيدات حق الاقتراع
وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم للمرأة الأمريكية تخليدا لخروج مسيرات نيويورك سنة 1909، وقد أسهمت الإناث الأمريكيات في صرف الدول الأوربية إلى تخصيص الـ8 من آذار كيوم للمرأة
وقد تبنى فكرة مطروحة الوفد الأمريكي بتخصيص يوم فرد في السنة للاحتفال بالمرأة على جنوب مصر الدولي عقب تفوق المسعى ضِمن الولايات المتحدة.
غير أن تخصيص يوم الـ8 من آذار كعيد عالمي للمرأة لم يشطب إلا سنين طويلة عقب ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم تقر تبني تلك الواقعة إلا سنة 1977 حالَما عرضت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة.
فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس. وتَبدل بالتالي هذا اليوم إلى رمز لنضال المرأة تطلع فيه الحريم عبر العالم في مسيرات للمطالبة بحقوقهن.
ونحن المغاربة إسوة بدول العالم نحيي ذلك اليوم الدولي كل سنة، نحتفل فيه بالمرأة المغربية، وهي واقعة للالتفات إلى العنصر النسوي وتفقد أحواله وتصويب كل الاختلالات التي تعرقل مساهمة نسائنا في قطار التنمية
ليس بالشعارات فحسب مثلما دأبت على ذاك قليل من الجمعيات التي نصبت ذاتها مدافعة عن المرأة، وإنما بالنضال المستمرمن أمهل أن تتبوأ المرأة المرتبة التي تستحقها في المجتمع، من دون تمييز ولا تبخيس لأدوارها الطلائعية.
لهذا أشاهد أن الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هو مناسبة لتعميق الحوار في الكمية الوفيرة من القضايا التي تقف قاعة عثرة في مواجهة المرأة وتحرمها من الإسهام المُجدية في إنماء الدولة.من هذه القضايا:
1ــ تسخير اليوم الدولي للمرأة للقيام بحملة قومية واسعة للتنديد باستغلال صورة المرأة في الإشهار الذي يبرزها في دور الإغراء والمشجع على الاستهلاك من دون عناء ولا تضحية. ولو كان هناك من إشهار يظهرها في صورة التي تعمل المجدة المجتهدة فنحن لسنا إزاءه، لكن نباركه ونشجع أعلاه.
2ــ القضية الثانية تتمثل في آفة الأمية في نطاق الإناث، ومغادرة الإناث للمدرسة في عام قبل الأوَان،ليعززن طابور الحريم الأميات. فحق التعليم لكل الإناث هو تحد لا مفر من رفعه من قبل المدافعات على الإناث.
ويزداد إلحاحنا على تلك القضية، خاصة إذا علمنا أن المرأة الأمية هي فريسة مبسطة لجميع الأوبئة الاجتماعية، من شعوذة ودعارة ……..
3 ــ هناك قضية خطيرة مسكوت عنها في المجتمع المغربي خاصة عند بعض الأنحاء وهي مسألة الإرث، إذ تحجب المرأة من ميراثها القانوني، إما لجهلها بذاك،أو لظلم مسلط فوقها.
4 ــ الالتفات إلى المرأة التي تعمل، وتعميق الجدال حول سن التقاعد، أملا في تخفيف ذاك العمر ما أمكن. اهتمام لظروفها، وكثرة مشاغلها داخل البيت .
5 ــ وفي النهاية لا من الممكن أن يغيب عنا ما تعانيه المرأة القروية من تهميش وحرمان وقسوة طبيعة، مع قلة ذات اليد،لذلك حان الزمن للانكباب بجدية على موضوع المرأة القروية، والتخفيف من معاناتها.
تلك قليل من القضايا التي آثرت طرحها في هذا اليوم الدولي للمرأة، وكل عام ونساؤنا بخير.