أين قام الغزنويون دولتهم في العصر العباسي الثاني … هذه البلد التي اتسعت على مساحاتٍ واسعةٍ وكشفت الإسلام في أنحاء بعيدة لم يكُ قد وصل إليها بعد، إذ سيتطرق موقع جديد اليوم على يد المقال اللاحق إلى موضوع أين وقف على قدميه الغزنويون دولتهم في العصر العباسي الـ2 مرورًا بعرض أكثر أهمية البيانات بخصوص تاريخ تأسيس البلد الغزنوية وحتى سقوطها في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي.

الدولة الغزنوية

البلد الغزنوية هي دولة تركية مسلمة تأسست عام 977 م في العصر العباسي الثاني الذي يبدأ بخلافة المتوكل سنة 847 م، وينتهي بنهاية الجمهورية العباسية

وقد نشأت الجمهورية الغزنوية بداخل منطقةٍ كانت خاضعةً لحكم السامانيين الإيرانيين، إلا أن انتشار الأتراك في هذه المكان أثر كثيرًا على ثقافتها وتوجهاتها السياسية مثلما أفضى إلى ذوبان الأتراك مع الفارسيين في بوتقةٍ واحدةٍ بانقضاء الوقت

ويرجع الفضل في إستحداث البلد الغزنوية الأولى إلى “ألب تكين” واحد من قواد الجيش الساماني الذي انتقل إلى أفغانستان مع بداية تسرب التضاؤل إلى الجمهورية السامانية ليؤسس هنالك الدولة الغزنوية متخذًا من بلدة “غزنة” عاصمةً لها

ومع تعاظم قوة الجمهورية الغزنوية وقف على قدميه حكامها ببسط سيطرتهم على أنحاءٍ واسعةٍ بلغت إلى الهند حيث بدأوا بنشر الإسلام بين سكانها، ولكن التدهور لم يلبث أن تسلل إلى مفاصل الجمهورية وبدأ نفوذها بالتراجع حتى سقط حوسرف ماليك أجدد حكام الغزنويين في أسر الغوريين سنة 1186 م، والذي اعتبر تاريخًا لنهاية الدولة الغزنوية

أين قام الغزنويون دولتهم في العصر العباسي الثاني

قام الغزنويون دولتهم في العصر العباسي الثاني في بلاد ما وراء النهر وشمال الهند وخراسان، أو على أجزاءٍ مما يعرف اليوم بـ (أفغانستان، وكازاخستان، وأوزبكستان، والهند، وباكستان، وإيران، وطاجيكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان)، وجعلوا من مدينة “غزنة” التي تقع اليوم في إطار حدود جمهورية أفغانستان عاصمةً لهم، وذلك في الفترة الممتدة بين عامي 977 م

وحتى 1186 م، وجدير بالذكر إلى جمهورية الغزنويين ظلت تدين بالولاء للجمهورية السامانية حتى وصل سبكتكين إلى حكم الدولة عام 997 م بعد أن تم اختياره من قبل القواد والنبلاء الأتراك

إذ تصرف سبكتيكين ظاهريًا بأنه يدين بالولاء للسامانيين غير أنه وضع حجر أساس إلى دولة الغزنويين المستقلة، وطوال عهد سبكتيكين اتسعت حواجز الدولة الغزنوية وهُزم شاه الهند الذي كان عائقًا هائلًا في وجه أصدر الإسلام، ومع هزيمة سبكتيكين وابنه محمود الغزنوي للمتمردين وقف على قدميه أمير السامانيين بافتتاح لقب سيف البلد على محمد الغزنوي مانحًا إياه قيادة الجيش.

علاقة الغزنويين بخلفاء العصر العباسي الثاني

عمت العلاقة التي جمعت بين حكام الجمهورية الغزنوية وخلفاء العصر العباسي الـ2 أجواء من الود والإجلال المتبادل بدأت باعتراف الخليفة العباسي أبو العباس أحمد القادر بالله بالبلد الغزنوية وبالسلطان محمود الغزنوي كخليفةٍ لها، في الزمان الذي رفضت فيه الجمهورية السامانية الإيرانية الاعتراف بذاك واعتبرتها واحد من أعمالها

وكتقديرٍ لجهود حاكم البلد الغزنوية في أصدر الإسلام وحروبه في أرض الهند الذين كانوا يعبدون الأصنام في ذلك الزمان قام الخليفة العباسي أبو العباس بإرسال الكمية الوفيرة من الهدايا إلى السلطان محمود مانحًا إياه عددًا من الألقاب الرنّانة، وبدوره قام السلطان محمود الغزنوي بإرسال الكمية الوفيرة من الهدايا الثمن إلى بغداد عاصمة الجمهورية العباسية حتى الآن الحروب التي كان ينتصر فيها.