ما معنى قهر الرجال … إذ لا يبقى إحساس أصعب من قهر الرجال إذ أنه يقع مستديمًا على الضعيف، وقد حذر الله والنبي عليه السلام من قهر الرجال وسيادة الدين أيضا

حيث إنهم يكونون بلاء على المرء وبأس خشناً لا يمكن له التخلص منهم إلا من أخلص وجهه لله عز وجل ودعاه للتخلص من ذلك الشقاء واستعان به على هذا.

ما معنى قهر الرجال

لقد استعاذ الحبيب المصطفى عليه السلام من قهر الرجال وذلك لأنه يكون بلاء يُصيب المرء في صدره ويكون هذا البلاء مصدر ضيق ومشقة وتعباً في الحياة

وقهر الرجال يُعد هو استعلاؤهم على الأشخاص بدون وجه حق لذا إذ أنه لا يوجد أي حق للمرء إلى أن يستعلي على غيره، حيث قال مالك تحفة الأحوذي عن قهر الرجال في فيض القدير “ضلع الدين وقهر الرجال قرينتين فإن استعلاء الغير إن كان بحق فضلع الدين أو بباطل فقهر الرجال”، وقهر الرجال على الأرجح أن يصل بالمرء إلى أنه لا يستطيع جذب المنفعة لنفسه ولغيره ولا يمكنه أن يدفع الضرر عنه أو عن أهله، مثلما أن قهر الرجال قد يقطع صلة الرحم ومجافاتهم.
علاج قهر الرجال

قهر الرجال ليس بمرض جسدي يفتقر إلى تدخل الأطباء لوصف العلاج لكي يشطب تجريم قهر الرجال ولكن هو عبارة عن مرحلة تصيب المرء ويفقد في وجودها الدفاع عن ذاته أو مجيء الخير له، ومن الممكن أن يشطب دواء قهر الرجال بقوة الإرادة للمرء وصحة يقينه بذاك، وأن يتعلق المرء بالله عز وجل، لأن الله سيقويه على ذاك القهر ويهون فوقه جميع الأشياء.

ويجب لجوء المرء إلى الله تعالى لكي يرفع عنه ذلك البلاء، إذ أفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم “من كانت الدنيا همَّه ولى دبرهَّق اللهُ فوقه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينيْه، ولم يأتهِ من الدنيا سوى ما كُتب له، ومن كانتِ يوم القيامةُ نيتَهُ جمع اللهُ له قضىَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل اللهُ فقرَه بين عينيه، وولى دبرهَّق عليه شملَه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له”.

أحاديث الرسول عليه أفضل السلام في قهر الرجال

كما ذُكر عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال “ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ: اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أنْ نتعلَّمَ هذه الكلماتِ؟ قال: (أجَلْ، ينبغي لِمَن سمِعهنَّ أنْ يتعلَّمَهنَّ”.

وقال أيضًا عليه أفضل السلام لمواجهة القهر بالصلاة “اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ ومنبعِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ”، وكان عليه السلام يقول حين يحتدم الشقاء أعلاه “لا إلهَ سوى اللهُ الكبيرُ الحليمُ، لا إلهَ سوى اللهُ ربُّ العرشِ الضخمِ، لا إلهَ سوى اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ، وربُّ العرشِ الكريمِ”.