مواليد تاريخ 16 شباط اي برج .. يتحكم في أقوال مولود برج الدلو وأفعاله عاملان أساسيان هما الفضول والتحدي . من ناحية يكسبه الفضول الاهتمام القوي بالأشخاص والحوادث والأمكنة والأزمنة دون أي استـثـناء , ومن ناحية أخرى يدفعه التحدي إلى التـــظاهر بالطرافـــة والغرابة وبالخروج عن الطريق السوي من وقت لآخر فقط لأجل أن يُاستقر أنه قادر على رفض الطقوس والتـقاليد . وكلا العاملان هبة من الكوكب ” أورانوس ” الذي يرعى برج الدلو . يتلذذ إنسان برج الدلو بعينيـن تـلوح فيها بوادر حلم مبهم يصعب على الآخرين إدراكه , ويوحي رأسه المائل باستمرار بأنه مشغول بحلّ موضوع أو بإيجاد رد على سؤال ما .

مواليد تاريخ 16 شباط اي برج

طريف ومتمسك بحريته واستقلاله . ليس في ذاك أدنى شك , غير أنه يوضح تارة صلفاً مغروراً وطوراً خجولا ً مسالماً . ومهما يكن من أمره يبق هدفه اللازم الصداقة , فهو يطمئن إلى الإنسانية عامة على الرغم من تعطشه إلى العزلة من حين لآخر .

إلا أن أصدقاءه المقربـين قلائل إعتباراً إلى اهتمامه بمعارفهم لا بنوعيتهم . إذا ثار ذاك الإنسان مقابل التـقاليد الموروثة فلاعتـقاده أن العالم بحاجة ماسة إلى التغيـير الجذري المطرد . ومن عادته العيش في المستقـبل بدلا ً من القائم مستبقاً الوقت عشرات السنوات على أقل تـقدير . لذا يصعب على الكثيرين فهمه وخصوصاً لأنه يتبع إلى صفوف العباقرة والمجانيـن وبين العبقرية والجنون خط واهٍ كما نعلم . شخصية مولود برج الدلو مزيج فلك من البرود والروح العملية وعدم الاستـقرار .

 

ميزته العجيبة تكمن في قدرته على تهدئة الأعصاب المتوترة سواء عند الأطفال أو البالغين . إضافة إلى هذا يستمتع بفكر نيّر وعقل راجح يحولان دون التسرع في إصدار القرارات . ثم إنه يعتبر جميع أشخاص البشر أشقاء مهما اختـلفت بيئتهم ومراكزهم الاجتماعية أو المادية . ورغم أنه يرفض العزلة فترة طويلة ويسعى للاحتكاك المستمر بالناس سوى أنه يأبى الارتباط بمواعيد محددة مُـفضلا ً ترك المسألة للظروف . إلا أنه إذا وعد وفى دون أي تردد .

يُصرّح مولود برج الدلو بآرائه دون أن يفرضها على الآخرين ليقينه أن لجميع واحد ظروفه المخصصة , وأن الفردية كلف لا غنى عنه في الحياة . من أكثر مثله العليا المساواة والأخوة والحرية والحب والحقيقة والتجربة والتأمل . إلا أن من النادر أن يُحارب بهدف أهدافه . إذا وجد ذاته في قلب الحرب مُرغماً ردّ بكيفية أعمى ودون أي تميـيـز , أو اختار الواقع إتمامً للمشكلة .

لذا السبب يتهمه البعض بالجُبن رغم أنه ليس أيضا . والبرهان على شجاعته تمسكه برأيه وعدم الانكماش عنه بين عشية وضحاها كما يفعل الآخرون . هذا الإنسان كثير المفآجات حتى فيما يتعلق إلى أصدقائه وأتباعه .

وعلة ذاك رفضه الإفصاح عن غاياته أو عن الطرق المؤدية إليها الشأن الذي يدفع القلة إلى كرهه ولومه بقسوة . وهو من جهته لا يعطي ثـقته للآخرين سوى حتى الآن تدقيق وتمحيص طويلين .

لكنه متى وافق عن فرد منحه حبه وثـقته الكاملين , ودافع عنه دفاع الأبطال . من ناحية أخرى تبدو ذاكرته واهنة نسبياً بسبب قلة انتباهه وعدم ميله لحفظ ما هو تافه وغير لازم . ومع هذا يستمتع بحسّ مُرهف قلما يتوفر لغيره من مواليد الأبراج الأخرى . لكن أن حاسة سادسة تجعله يسمع أو يشاهد الأمور قبل حدوثها . وبصرف النظر عن هذا يرفض المعتقدات الخرافية ما لم يجد فيها مبرراً علمياً يتـقبله عقله .

ذاك الإنسان مثالي يكره الكذب والخداع والرياء , ويتمسك بكلمة الشرف إلى حاجزّ الاستماتة في سبيلها , ويكره ايضاً الديون والقروض على اختلاف أنواعها , ويُميزة أعلاها الحرمان أو العطاء دون مقابل . بل مثاليته من صنف خاص إذ تجعله يتخلـّى عن القضايا الخاسرة . يُضاف إلى هذا أنه متحرر فكرياً وجسدياً , ولهذا التبرير يصعب على أي كان ربطه أو أسره فترة ولو وجيزة .
إن مولود برج الدلو بحكم تأثره بالكوكب أورانوس رمز التغـيير والحركة والتحدي يتبع إلى الآدمية بأجمعها , ويُمثـل تطلعاتها وآمالها ومثلها العليا

من 19 الى 29 شباط

 

برج الحوت

 

ما هو الأسهل فيما يتعلق إلى سمكة عادية : السباحة مع التـيار أم الصعود عكسه ؟ مجاراة التيار هي الأسهل بالتأكيدً لا لسمك المحيطات وبحسب بل لمواليد برج الحوت الذيـن هم من عائلة الأسماك ولو اسماً فحسب . في مجاراة تيار الحياة يجد الإنسان الوليد في برج الحوت والذي يرعاه إله البحار نبتـون سعادته وراحته النفسية فيما يُعتبر السير في اتجاه معاكس أمراً شـاقاً لا تقوى عليه طبيعته الكسولة وحبه للحياة السهلة . ” أريد أن أعيش ” هو المبدأ الذي يُؤمن به ويُنشد الشغل به قدر المُسـتطاع .

مواليد تاريخ 16 شباط اي برج

ولو قيل لذا الإنسان إن العالم يتداعى أو إن المجاعة يسودّ بالأرض أو أن التـلوث سوف يقضي على الإنسانية بعد وقت قريبً لما ردّ بأكثر من الضحك أو التـثاؤب . فهو راض ٍ بحاضره عديم الانتباه بغده , لا يهدف إلى مال أو سلطة , ولا يطمح من دنياه أكثر من حلاوتها . وبما أنه بسيط الطمع والجشع لا شيء يسيره إلى الحركة أو العنف .

إن ما يفعله رداً على التحدي والإثارة سلاطة اللسان ومرارة الكلام . غضبه سطحي قصير الأمد يُشبه دوائر الماء عند رمي صخر فيه إذ سرعان ما تـتلاشى ويستعيد سطح الماء سكونه وصفاءه .

يجد مولود برج الحوت الراحة والانتعاش في شرب السوائل كالماء وغيره , يشاهد العالم عن طريق منظار وردي يرسم له جميع الأشياء جميلا ً رائعاً . ولا يقصد ذلك أنه يجهل واقع الحياة بألمه ومرارته , إلا أنه يُخصوصية الهروب إلى الحلم والوهم مُقـنعاً نفـسه بأن موقفه ذلك هو عين الصواب . وبكلام فسر يتجاذب مولود برج الحوت سؤالان أو فكرتان فوقه أن يفاضل بينهما . فهو مضطر إمّا إلى العوم على سطح الماء ومعرفة واقع الدنيا أو الغوص إلى الأعماق بعيداً عن أهدافه اللازمة . والحقيقة أنه غالباً يتردد لعدم استطاعته المشاهدة بوضوح مثـله في هذا مثـل السمكة التي تـنظر إلى جانبيها بدلا ً من البصر إلى الأمام

يرمز مولود برج الحوت ? الذي هو أجدد الأبراج كما نعلم ? إلى الهلاك والخلود في حين يرمز برج الحمل ? أول الأبراج ? إلى الإنجاب . ويمكن القول أن هذا البرج الأخيـر هو خلاصة لما سبقه من أبراج , أي أن الإنسان الوليد فيه يتصف في بعض الأحيانً بمعرفة العذراء , وبلاغ قضائي الميزان , وسرور المرض الخبيث , وكرم القوس , وصراحة الأسد , وشعور الجدي بالواجب , واندفاع الحمل , وقوة فحص الدلو , وكسل الثور , وسرعة الجوزاء , كل ذاك أو بعضه في آن ٍ واحد .

 

إضافة إلى ذلك هذا تبقى عند مولود الحوت حركة متواصلة وقابلية للتحوّل الذاتي . هذه الميزة المختصة التي حُرمتها الأبراج الأخرى إستطاعته من الانسلاخ عن ذاته ومن ثم استعراض الفائت والقائم والمستـقـبل دفعة واحدة الموضوع الذي يُفسّر إلى حدٍ ما طريقة تـنبئه بالأشياء قبل وقوعها . إنه في فكرة البعض أصدق برهان على فلسفة التـقمّص التي يُؤمن بها الكثيرون .

في منظور ذاك الإنسان أنه خالد ممّا يدفعه إلى إهمال سلامته وراحته في سبيل الآخرين . من الأشياء التي كان سببا في له الضرر الجسيم المسكنات والمهيجات والإرهاق ومشاكل الغير التي تلاحقه دوماً وعدد محدود من الطقوس السيئة في المأكل والمشرب . ما قد يعوّضه من ضعفه الجسدي تلك القوة الخارقة التي يستمدها من الإيحاء الذاتي . فهو يستطيع إقناع ذاته بأنّ لا رهاب عليه من أي كلف أو فرد .
بصرف النظر عن خجله الغريزي ينجح مولود برج الحوت في التمثـيل المسرحي وإن كان ضعيفاً فوري التأثر في مواجهة الإنتقاد . ويستمتع بذاكرة مُذهلة ومزاج مُرهف وحس جمالي يُمكنه من ولوج باب الكتابة والتأليف نثراً وشعراً .

وبما أن عنده ملكة هائلة تـُميّـز الخير من الشر ويمكنها قوى معارضة جميع أشكال الإغراء ينفع في أن يكون رجل دين أو متصوفاً يُشار إليه بالبنان . وهو في كل الظروف مندفع في طريق المرضى والفقراء والمعوزين لا يفرق بين شخص وآخر ولا يُقاضي أو يحاسب أحداً . مزاجه سلاح خفي يستعمله لدى الاحتياج . يضحك أحياناً ليُداري دموعه أو يُضحك الآخريـن دون أن يفـتر ثـغره عن الابتسام . لا مبالاته ستار لضعفه , وطراز التعذيب يملك قشرة خارجية لا أكثر .

طبيعة هذا الإنسان بعيدة المنال , تقوم على الخيال والتهرب من الواقع . من الشاق أن يدركها أحد غيره ما لم يستخدم العدد الكبير من الوهم وما لم يعرف سلفاً أن رمزه الماء بخضرته ورطوبته ووحله وتحركه المتواصل , وأن سرّه العميق مدفون في قاع المحيط إذ لا يعرف به سوى كوكبه نبتون .