تفاصيل حول سوق الغنم عيد الاضحى 2022 في ليبيا … ذات واحدة من متاجر بنغازي في شرق ليبيا، يشكو أحمد عامر من شجع أحد أصحاب متاجر الأغنام نتيجة لـ اشتراطه البيع بالصكوك والبطاقات المصرفية بأثمان تجتاز الدفع نقدا.

وينتظر ذوو الكسب المقيد في بنغازي -حتى ساعات متأخرة من ليلة العيد- هبوط أسعار الأضاحي، إذ يضطر عدد محدود من التجار للتخفيض في التكاليف لما تبقى من مواشيهم.

تفاصيل حول سوق الغنم عيد الاضحى 2022 في ليبيا

يقول عامر للجزيرة نت “اشترينا اليوم من واحد من أصحاب التجارة ثلاثة خرفان بسعر 1200 دينار ليبي للخروف الشخص (باتجاه 266 دولارا بقيمة السوق الغير رسمية) واضطررنا للدفع بالصكوك لعدم توفر السيولة المادية في مصارف بنغازي”.

ووصف عامر أسعار الخروف المحلي بالمرتفعة مقارنة بالسنين الفائتة، حيث وصل قيمة الخروف الأهلي إلى 2000 دينار (صوب 444 دولارا) في حين بلغ سعر الخروف المنتج بالخارج نحو 800 دينار (نحو 170 دولارا).

وطالب عامر السلطات بتحديد سعر موحد لأضاحي العيد لمحاربة جشع البائعين الذين يحددون الأسعار وفقا لرغباتهم.

وكانت معالم عيد موسم الحج في بنغازي تبدأ بانتشار الباعة المتجولين الذين يركنون لوازم الشواء والذبح على الطريق إيذانا باقتراب أيام العيد.

وباتت هذه العادات نادرة بسبب الطوارئ المتكررة في بنغازي وانشغال الناس بالحرب، فضلا على ذلك اقتران هذه الأعراف بما كان أعلاه الشأن قبل المعركة من انتعاش في المتاجر التجارية وتتيح السيولة المالية والاستقرار الأمني.

نقص السيولة
ويرى عضو المجلس الأعلى للجمهورية كمال الجطلاوي أن التصرف بالصكوك والبطاقات المصرفية يعاود انعدام السيولة في المصارف التجارية شرق ليبيا وانعدام الثقة بين أصحاب التجارة والحكومة.

واعتبر الجطلاوي أثناء حديثه للجزيرة نت أن الرسم المفروض على الدولار في البنوك التجارية ساهم بشكل كبير في تقليل الفارق الهائل بين البيع نقدا والبيع بالصكوك.

وشدد الجطلاوي أن من أجود إنجازات المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق فرض رسوم على بيع العملة الأجنبية لتلبية وإنجاز توازن نسبي وهبوط في التكاليف.

وواصل أن إدارة الدولة فتحت اعتمادات لتوريد الأضاحي دون إعفاء من الضرائب حتى تستفيد الخزانة العامة للجمهورية وتحقيق مسابقة وانخفاض في الأسعار في السوق والتقليل من تهريب الأضاحي إلى الخارج.

واعتبر أن المراقبة من قبل حكومة الوفاق كانت هذا العام بضمان صحة الأضاحي المستوردة وفتح الاعتمادات لكل أصحاب التجارة دون استثناء بتكلفة رسم التحصيل نفسه المفروض من قبل حكومة الوفاق ومصرف ليبيا المركزي.

عزوف عن الشراء
وعزف مواطنون عن شراء ملابس العيد لعائلاتهم حيث اقترنت مع شراء الأضحية في وجود نقص السيولة النقدية والحالة الاستثمارية والطموح المتدهورة جراء الحرب على تخوم طرابلس.

ويقول عيسى علي الذي التقته الجزيرة نت في السوق “مرتبي الضماني الذي يصل بحوالي أربعمائة دينار (نحو 90 دولارا) لم ينخفض منذ 3 شهور وهو لا يكفي لشراء خروف اليوم الوطني إعتبارا لتزايد سعره ذاك العام”.

وأفاد عيسى -وهو معاق ينتقل مشيا على عكازين- بأن أطفاله السبعة حرموا ذاك العام من شراء ملابس العيد بسبب المصاريف العارمة التي أصبحت تثقل كاهل العائلات الليبية في كل عيد.

وأردف والحزن يملأ عينيه “لن نكون سعداء في تلك العيد جراء الاشتباكات في طرابلس التي فقدت فيها قليل من أقاربي وهم خيرة شباب مصراتة جراء الحرب على العاصمة”.

واختتم بقوله “نحن سوف ننتصر في هذه الحرب وفي أيام العيد سوف نفرح مع أطفالنا وأقاربنا على الرغم من الوجع”.