بناء مسجد هو أول عمل يقوم به المسلمون عند دخولهم أرضاً جديدة، وقد بنى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة أول مسجد في الإسلام مسجد قباء.

وذلك لأن المسجد كان مقرًا وإداريًا بالإضافة إلى موقعه الديني، وتغيرت أشكال المساجد عبر التاريخ الإسلامي، ولذا في هذا المقال سنجيب على سؤال أين بنيت المئذنة الأولى في الإسلام.

مكانة المسجد عبر التاريخ الإسلامي

سنلخص مكانة المسجد عبر التاريخ الإسلامي في النقاط التالية:

  • عندما أقيمت أول دولة إسلامية في المدينة المنورة وتم بناء المسجد النبوي، كان المسجد يمثل مكان الحكم وصنع القرار والقتال ومكان الشورى بين المسلمين.
    • بالإضافة إلى كونه مكانًا للعبادة والصلاة، كان المسجد أيضًا مكانًا لاستقبال الوفود القادمة إلى المدينة المنورة، وقد قام بهذا الدور في عهد الخلفاء الراشدين.
  • مع مرور الوقت وانتشار الدولة الإسلامية، بدأت مكانة المسجد في التدهور، خاصة عندما بدأ تشييد قصور الخلفاء.
    • بصرف النظر عن المباني الحكومية والحكومية، حيث اقتصرت مكانة المسجد على إرسال الصلوات والصلاة وعقد دائرة التثقيف القانوني.
    • كان المسجد المقر الرئيسي الذي انبثق منه فقهاء الأمة الإسلامية وأئمةها.
  • بالإضافة إلى ذلك، مع التقدم الحضاري الذي شهدته الدولة الإسلامية، تطور فن العمارة بشكل ملحوظ، حيث انعكس ذلك في بناء المساجد.
    • كان للمساجد شكلها المميز وطابعها المعماري، لذلك أنشأ المسلمون ما يسمى بمئذنة المسجد، والتي أعطت المسجد أسلوبًا مميزًا.
    • بالإضافة إلى ذلك، أصبحت المئذنة مكانًا مخصصًا للآذان، يمكن من خلاله أن يصل صوت المؤذن إلى أعلى مكان ممكن.

شاهدي أيضاً: لماذا سمي المسجد الحرام بذلك؟

أين أول مئذنة بنيت في الإسلام؟

في هذه الفقرة سنتحدث عن بناء المئذنة وكيف تطور فن بنائها عبر التاريخ الإسلامي:

  • بعد بناء المسجد النبوي، وتشريع الأذان لدعوة المسلمين للصلاة.
    • لم يكن للمسجد مئذنة، لذلك كان سيدنا بلال الحبشي يصعد إلى أعلى سقف بجوار المسجد ليقوم بإذن الأذان.
  • مع تطور فن العمارة الإسلامية، أصبحت المئذنة جزءًا مهمًا من المسجد.
    • وذلك حتى يتمكن المؤذن من الصعود إليها عندما يريد رفع الأذان، وأصبحت المآذن جزءًا حضريًا مميزًا من المدينة كمدينة إسلامية.
  • أما عن تاريخ بناء المئذنة الأولى في العصر الإسلامي، فقد اختلف المؤرخون في آرائهم، وكان لهم عدة آراء:
  • وذكر البلاذري في كتابه “فتوح البلادان” أن أول مئذنة بنيت لمسجد في البصرة.
    • أمر ببنائها حاكم العراق آنذاك زياد بن أبيح في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
  • أما المقريزي فيذكر أن أول مئذنة في العصر الإسلامي شيدت لمسجد عمرو بن العاص في مصر.
    • وكان في السنة الثالثة والخمسين للهجرة، وأمر ببناء مسلمة بن محلد، وهو والي معاوية بن أبي سفيان، وابنه وحفيده على مصر.
  • أصبح بناء المآذن فنًا مميزًا لدى المهندسين عبر التاريخ الإسلامي، حيث أن لكل مكان طابعه المعماري الخاص من حيث شكل المئذنة وزخرفتها.
    • اختلفت مآذن مساجد بلاد الشام عن شكلها في العراق.
    • حيث دعا أهل العراق ومصر المنارات.
    • حيث توضع المصابيح لتوجيه الغريب الذي يقود البلاد في طريقه إلى المسجد.
    • في البلدان المغاربية يطلق عليهم صوامع.

إقرأ أيضاً: أين مسجد عمر بن الخطاب؟

خصائص عمارة العصر الإسلامي

تتميز العمارة الإسلامية عبر التاريخ الإسلامي بمجموعة من الصفات التي تميزها عن غيرها، ومن هذه الخصائص:

  • التعقيد: اتسم تطور المدن في العصر الإسلامي بالتعقيد.
    • تضمنت جميع الفوائد التي يتمتع بها الناس في حياتهم اليومية.
  • الخصوصية: أخذ تطور المدن في العصر الإسلامي بعين الاعتبار خصوصية الناس من منظور الرجال والنساء.
    • اختلف بناء المرأة عن بناء الرجل، في حين أن الحضارات الأخرى لم تأخذ ذلك في الحسبان.
  • علم البيئة: تميزت عمارة العصر الإسلامي بالبيئة.
    • حيث استخدم مواد يمكن إعادة تدويرها بحيث لا تسبب أي ضرر للبيئة.
    • على عكس الحضارة الغربية التي استخدمت مواد ضارة بالبيئة مثل النفايات البلاستيكية والكيميائية.
  • الوظيفية: حيث اتسم فن العمارة في العصر الإسلامي بالاحتراف والالتزام بالقواعد القانونية فلا ضرر ولا تعويض.
    • حيث يتم بناء المرافق لمنفعة شخصية أو عامة.
    • في حال أضر البناء بأي قطاع يلغى فوراً مهما كانت مصلحته.
  • الجماليات: تتميز العمارة الإسلامية بجمالياتها المتميزة وزخارفها المميزة، مع وجوب عدم رسم صور أو تجسيد تماثيل لأشخاص أو حيوانات.
    • خاصة أثناء بناء المساجد والمحاكم والمباني العامة الأخرى.
    • بينما حدثت بعض التجاوزات القانونية أثناء بناء القصور.
  • عدم المبالغة في الإسراف: كانت الأبنية في بداية العصر الإسلامي مبانٍ بسيطة تتميز بالزهد ولا تبالغ في الإسراف.
    • وهذا نتيجة اعتقاد المسلمين أن هذا العالم سريع الزوال، ولكن في أواخر العصر الإسلامي، وخاصة في الأندلس.
    • سادت ثروة كبيرة على القصور والمساجد مثل قصر الحمراء، الذي كان ولا يزال تحفة معمارية خالدة.

أنواع العمارة في العصر الإسلامي

تعددت أنواع المباني في الحضارة الإسلامية نتيجة الأغراض والوظائف العديدة لكل مبنى. من بين أنواع العمارة في التاريخ الإسلامي ما يلي:

  • المساجد: تميز العصر الإسلامي بالبناء الضخم للمساجد، وتميزت المساجد بطابع معماري خاص، حيث تم الاهتمام ببناء المساجد.
    • خاصة في فترات القوة عندما تم بناء مساجد كبيرة وفاخرة مثل الجامع الأموي بدمشق، وجامع الأزهر في مصر، وجامع الزيتون في تونس.
  • المدارس: في العصر الإسلامي، بنى الخلفاء المدارس التي كانت تهدف في الأصل إلى تدريس العلوم الدينية.
    • ثم تطورت مبانيها وتوسعت لتشمل جميع العلوم، بما في ذلك الطب والهندسة والرياضيات وعلم الفلك، حيث كانت المدن الإسلامية في ذلك الوقت هي المدن الوحيدة في العالم التي كان بها مدارس وجامعات.
  • المآذن: وهي من الأبنية التي ميزت المدن الإسلامية، وقد شيدت لعدة أغراض.
    • هذا هو المكان المناسب لرفع الأذان للوصول إلى أقصى حد ممكن.
    • كما تم استخدامه، كما ذكرنا سابقًا، لتمكين أي شخص غير مألوف بالمدينة من تحديد مكان المسجد، لأنه يمر من خلاله من جهات أربعة.
  • الزخارف الإسلامية: صممت الحلي الإسلامية الخاصة لتزيين المساجد والقصور وحتى المنازل، وكان هناك عدة أنواع من هذه الزخارف.
    • أحدهم كان يسمى أبلاك، وهو ما يعني استخدام الأحجار الملونة في صنع الزخارف المختلفة.
    • ومنها الزخرفة الجزئية التي كانت تستخدم لتزيين أجزاء معينة فقط من القصور والمساجد، بينما شملت الزخرفة الكاملة المسجد بكامله.
  • الأضرحة: لم يكن بناء الأضرحة شائعاً في العصر الإسلامي المبكر.
    • لأنه اعتبر مخالفة شرعية حرمها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن بدأ بناء المزارات في أواخر العصر العباسي.

نرى من هنا: الأزهر الشريف (المسجد الأثري والقلعة التاريخية في مصر)

لذلك في هذا المقال، أوضحنا أين بنيت المئذنة الأولى في الإسلام، كما تحدثنا عن العمارة في العصور الإسلامية المختلفة، وكذلك عن أنواع المباني التي كانت شائعة في زمن الدولة الإسلامية.