اليوم العالمي لقبعات الزرق 2022 .. يحتفل العالم، اليوم الاثنين، باليوم العالمي للقبعات الزرقاء لتخليد مآثر عناصر قوات حفظ الطمأنينة الدولية القبعات الزرق نتيجة لـ المستوى الفريد لكفاءاتهم وتفانيهم وشجاعتهم وتخليدا لذكرى الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حفظ السكون حول العالم وخاصة في أنحاء التشاجر
اليوم العالمي لقبعات الزرق 2022
ويناط بعهدة قوة رعاية السلم العالمية أو القبعات الزرق حماية وحفظ الطمأنينة والأمن الدوليين تشييد على تعليمات صادرة من مجلس الأمن الدولي.
وتولي تونس اهتماما خاصّا بعمليات رعاية السكون الأممية وتساهم فيها بصورة نافذة منذ الإعتاق تعزيزا للأمن والسلم الدوليين وتثبيتا لشدة أواصر بلادنا بمنظمة منظمة الأمم المتحدة وبمختلف هياكلها وأجهزتها الخاصة.
و للقوات المسلحة التونسي مساهمة هائلة في نشاطات تخزين الأمان تونس و كان آخر واحد منها بعثة منظمة الأمم المتحدة بجمهورية الكنغو الديمقراطية ( قرابة خمسمائة عسكري بين قوات عسكرية وملاحظين وضباط زوايا).
مناصرة الجيش الوطني ودعمه للقضايا العربية
لقد شددت تونس منذ ما قبل الإعتاق عن وجهة نظرها المعروفة في الدفاع عن الأمة العربية إيمانا منها بقضاياها العادلة وبضرورة توحيد الصف العربي من أجل استرداد الحقوق المغتصبة، فعبّر القادة الوطنيون زمن الانتزاع عن مساندتهم للقرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية في شهر كانون الأول 1948 حول التصدي لتقسيم فلسطين ومد يد المعاونة المادية والعسكرية للفلسطينيين ليدافعوا عن بلادهم.
وفي ذاك النسق هبت جموع عدة من التونسيين للانضمام إلى قوات مسلحة التخليص المتألف من المتطوعين الذين قدموا من جل البلاد والمدن العربية لمد يد العون الشعب الفلسطيني، وفي تقرير بشأن رجوع المتطوعين التونسيين لحرب فلسطين بتاريخ 22 جويلية 1948 نجد أنه إلى حاجز يوم عشرين جويلية 1948، تم إسترداد 2238 تونسيا من الحدود الطرابلسية، بقرب 338 آخرين تم القبض عليهم في الجنوب التونسي قبل أن يتمكنوا من تخطى الأطراف الحدودية، وهذه الأرقام من شأنها أن تلقي قليل من الضوء على تعاطف التونسيين وتمسكهم بالوحدة العربية طوال هذه الموقعة الأولى العربية – الإسرائيلية.
منذ استحواذها على الإعتاق وإثر تكوين قوات الجيش الوطني، بدأت تونس تساهم بالفعل بجنودها بهدف حل القضايا العربية إذ تم تجهيز بعثة عسكرية وتجهيزها لدعم الصف العربي طوال المعركة العربية – الإسرائيلية الثالثة سنة 1967، بل إيقاف إطلاق النار ونهاية المعركة حالا دون وصول تلك الشدة العسكرية.
سنة 1973، ساهم الجيش الوطني بجوار مجموعات الجنود العربية في حربها الرابعة مقابل إسرائيل بفوجين:
* الفوج الـ8 مشاة قوامه حوالي 1000 جندي مجهز بكامل معداته وتجهيزاته وقد تمركز ببور فرحان ودمياط وقام بتكليف بمهمة دفاعية باتجاه البحر تأهبا لأي عملية إنزال بحري من قبل الجيش الإسرائيلي. وبداية من نوفمبر 1973 تم تعزيز الوحدة العسكرية التونسية ببعض الوحدات المصرية وقضت بمهمة حراسة بلدة بورسعيد والقاعدة اللوجستيكية الخلفية للقوات المصرية وتشعّبت وتوسعت سرايا الفوج لذا الغاية على جبهة طولها ستة كيلومترات على شاشة قناة السويس.
طوال شهر جانفي 1974 تم تعويض الفوج الـ8 مشاة بفوج الطلائع الذي يعتبر بحوالي 1100 جندي، وحال وصوله تمركز بالضفة الشرقية لقناة السويس على جبهة طولها نحو 20 كيلومترا من بور فؤاد إلى الكلم 28 – شادر عزام –وكان في اجتماع على الفور مع الجيوش الإسرائيلية التي لا تبعد في قليل من المناطق إلا نحو ثلاثة كيلومترات.
وقد أنهت الوحدات التونسية مهمتها بشكل كامل وكانت متجر مراعاة وتقدير من قبل الريادة المصرية السياسية والعسكرية وقد أسند الرئيس الراكب محمد أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية إلى البعثة العسكرية التونسية وساما ما زال معروضا بإحدى حجرات المتحف العسكري الوطني.
وكانت عودة البعثة التونسية إلى أرض الوطن على دفعتين متّجهتين لمدينة الكاف بلغت الأولى يوم 27 جانفي 1974 والثانية يوم 10 فيفري 1974.
في ما يتعلق بالجبهة السورية، أوفدت تونس بعثة طبية أولى وصلت إلى دمشق السورية يوم الاثنين 08 تشرين الأول 1973 وتتركب من 08 أطباء و37 ممرضا وكانت أول بعثة من نوعها تبلغ الأراضي السورية. أما الثانية فقد وصلت يوم يوم الاربعاء 17 أكتوبر وتتكون من 05 أطباء جراحيين و15 ممرضا مختصا إلى جانب كميات من العقاقير وأدوات الجراحة ومستلزماتها.
المساهمة في إيقاف إطلاق الرصاص بين مجموعات الجنود الأردنية والفلسطينيين
في شهر جوان 1970 تأزم الشأن بين المملكة الأردنية الهاشمية واللاجئين الفلسطينيين جراء الضغط النفسي المتواصل الذي كان يسود البلاد من جهة وتفكك دواليب الجمهورية جراء تطاول بعض الفدائيين الفلسطينيين الذين كانوا يريدون الإطاحة بالنظم السجل في الأردن من ناحية ثانية. وقد ارتفع الحال تأزما عندما اتهمت السلطات الأردنية آنذاك الريادة الفلسطينية بمحاولة اغتيال العاهل الأردني. وتزامن ذلك الحدث مع قيام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتغيير إتجاه طائرة أردنية. وفي 17 سبتمبر 1970 وصل التشاحن المسلح بين الطرفين أوجه بقصف مخيمات المشردين الفلسطينيين من قبل مجموعات الجنود الأردنية.
وفي ذلك الظرف، هبت تونس التي كانت تتابع الحال بانشغال كامِل لتصليح ذات البين والعمل كخطوة أولى على وقف إطلاق الرصاص وحقن الدماء بين الأشقاء فدعت إلى تم عقده ذروة عربية طارئة، تكونت بسببها يوم 22 أيلول 1970 لجنة توفيقية بين طرفي الصراع برئاسة تونس في فرد وزيرها الأضخم آنذاك، وقد توصلت تلك اللجنة إلى إقناع الطرفين الأردني والفلسطيني بتوقيع اتفاق يوم 08 تشرين الأول 1970 تم توقيعه بمقر سفارة تونس بعمان ويضبط ذلك الاتفاق صلة الطرفين على دشن متينة ودائمة تعتمد التبجيل والثقة المتبادلة.
تواصلت هذه التجارب الحميدة من قبل تونس التي بعثت فقط مثل بقية دول الوطن العربي عدد من المراقبين العسكريين لمراقبة عملية وقف إطلاق الرصاص بين طرفي النزاع.
مشاركة كتائب الجيش التونسية في عملية – إرجاع الأمل- بالصومال
عرفت الصومال في أوائل التسعينات محنة اجتماعية واقتصادية حادة توعدت البلاد بانتشار المجاعة والآفات، تلتها أزمة سياسية على إثر الإطاحة بنظام الرئيس زياد بري من قبل رجل الممارسات علي مهدي محمد والجنرال محمد فرح عيديد، ثم نشر وترويج ذلك الأخير الانفصال عن الرئيس علي مهدي محمد، الشأن الذي جعل البلاد تدخل في معركة أهلية أفقدتها أدنى مقومات الدولة. وانقسم المجتمع الصومالي إلى فصائل وزعامات متناحرة، كل منها طامعة في الاستيلاء على السلطة بالصومال أو على قسم من البلد.