موعد بداية العام الهجري عند الشيعة 1443 .. يتباين المسلمون مستديمًا على تحديد مطلع شهر رمضان، وأول أيام الأعياد، ووقفة عرفة، وغيرها من الأيام، كما يختلفون على تحديد رأس السنّة الهجرية، إلا أن المتفق فوقه بين المسلمين، هو أن الأول من محرم هو طليعة للسنة الهجرية، لدى السنّة والشيعة.

موعد بداية العام الهجري عند الشيعة 1443

في فترة حكم أمير المؤمنين عمر بن الخطبة رضي الله عنه، أراد المسلمون أن يحددوا لأنفسهم تغييرًا خاصًا يميزهم عن غيرهم، فاختلفوا على أبرز حدث جائز أن يكون مطلع لعام خاصة بالمسلمين، فمنهم من أفاد نبدأ بولادة الرسول صل الله أعلاه وسلم، ومن بينهم من اقترح طليعة العام بوفاء الرسول صل الله فوق منه وسلم وانقطاع الوحى، لكن الجمع استقر حتّى تكون الهجرة هي بداية عام المسلمين، فهي نقطة فاصلة فى تبدل الإسلام من عبادات وشعائر فردية إلى جمهورية ومؤسسات تقيم الدين وتنشره فى ربوع الارض، وكانت في عام 1هـ، المتزامن مع لـ 622م.

احتفال الدول الإسلامية بمطلع العام الهجري

تتباين أشكال احتفال المسلمون بمطلع العام الهجري، إذ يستقبله أهل السنة بالفرح وتقديم الحلوة وتبادل التبريكات، والصلاة بالبركة والخير لأنه مناسبة تذكرهم بهجرة الرسول صل الله أعلاه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، فى حين أن الشيعة يعتبرون «محرم» هو شهر الحزن والأسى لتزامن الذكرى مع موقعة كربلاء في عام 60 هجرية، التي نال الشهادة فيها سيدنا الحسين عليه السلام، نتيجة الموقعة التي دارت بينه وبين أنصار الخليفة يزيد بن معاوية الذي كان متسلطاً على الحكم ومن كان يمثله، حيث

شهد ذاك اليوم خيانة من يقولون على أنفسهم شيعة، فلم ينصرون سيدنا الحسين عليه أفضل السلام.

خيانة الشيعة لسيدنا الحسين

ورغم مسؤوليتهم الكبرى على استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام، إلا أنهم اعتادوا على مورد رزق مجالس العزاء تخليداً لهذه الذكرى من مستهل محرم حتى اليوم الـ10ً وأحيانًا في عدد محدود من البلاد يتواصل العزاء الى 20 من شهر صفر الذي هو ذكرى الأربعين، حيث علق نشطاء على تلك الممارسات متعجبين بالقول: “قتلوا الحسين بخيانتهم، ويقيمون العزاء في ذكرى استشهاده، ويتوافد الكثير من الشيعة في تلك الذكرى لكربلاء لزيارة ضريح سيدنا الحسين عليه أفضل السلام وهو برئ من بينهم، إذ يتوشح الشيعة بالسواد فى رأس السنة الهجرية، ويحرمون ما أحل الله ويجعلون من تلك الأيام موسم للحزن.

قصة الخيانة

عقب موت معاوية رضي الله سبحانه وتعالى عنه سنة 60هـ توالت مراسلات ورسل أهل دولة العراق على الحسين بن علي رضي الله عنه تفيض حماسة وعطفًا وقالوا له: إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر يوم الجمعة مع الحاكم فأقدم علينا، وأسفل إلحاحهم عزم الحسين إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الحالة فخرج مسلم في شوال سنة 60هـ.

وما أن علم بوصوله أهل دولة العراق حتى جاءوه فأخذ من بينهم البيعة للحسين، فقيل بايعه اثني عشر ألفا، ثم بعث إلى الحسين ببيعة أهل الكوفة

وأن الشأن على ما يرام.

وللأسف خدع الحسين بهم، وسار إليهم بعدما حذره عدد كبير من المقربين إليه من الخروج لما يعرفون من خيانة شيعة دولة العراق، حتى صرح له ابن عباس رضي الله سبحانه وتعالى عنه “أتسير إلى أناس قد تم قتلهم أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم، فإن كانوا قد فعلوا ذلك أوضح إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر، وعماله تجبى بلادهم فإنما دعوك إلى الموقعة والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك، ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونون أقوى الناس عليك”.

وبالفعل إتضح غدر شيعة أهل الكوفة برغم مراسلاتهم للحسين حتى قبل أن يبلغ إليهم فإن الحاكم الأموي عبيد الله بن زياد لما علم بأمر مسلم بن عقيل، وما يأخذ من البيعة للحسين جاء فقتله وقتل مضيفه هانئ بن عروة المرادي، كل ذلك وشيعة الكوفة لم يتحرك لهم مقيم، بل تنكروا لوعودهم للحسينt واشترى بن زياد زممهم بالأموال.

فلما خرج الحسي،t وكان في أهله وقلة من أصحابه عددهم نحو سبعين رجلاً، وبعد مراسلات وعروض، تدخل ابن زياد في إفسادها دار القتال فاستشهد الحسين رضي الله عنه واستشهد مختلَف أصحابه، وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح: “اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا”.

استشهاد سيدنا الحسين “كربلاء” والتطبير

وفي مرأى تمثيلي في مواجهة الحشود يقوم القلة بتمثيل مناسبة مقتل الحسين وما جرى بها من فعاليات أدت إلي مقتله وهو ما يطلقون عليه اسم “ركاب الحسين”، إذ ينهي حمل السيوف والدروع كما يقومون بـ”التطبير” أي إسالة الدم مواساةً للحسين،

بالإضافة الي تجزئة الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء واشعال النار للدلالة على سخونة الصحراء مثلما يقوم القلة بلطم أنفسهم بالسلاسل.

عادات السيدات

يضبط ويرتب السيدات أنفسهن في ذاك اليوم بالوقوف في حلقات، وينشدن الترانيم حول الحسين ويوم كربلاء، ومع تأدية الترانيم يتحركن في مظهر دائري ويتأرجحن ناشرات لشعورهن، ويستمرون باللطم أكثر فأكثر وبطراز مخيف.