أقوال اباء عن عيد التجلي … على منطقة جبلية طابور إتخاذ السيد المسيح ثلاثة من تلاميذه وتجلى أمامهم فقال له القديس بطرس جيد يارب ان نكون ههنا وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل باهظ منفردين.وتغيرت شكله الخارجي قدامهم واضاء وجهه كالشمس وأصبحت ثيابه بيضاء كالنور. واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه (مت 1:17-3). فما ابهج ان يسمو الانسان ويصعد ويحيا فى الحضرة الإلهيٌة ويعاين مجد الرب ويحيا مذاقة المجد الأتى، ان هؤلاء الطلاب يمثلوا الايمان والجهاد والمحبة فنحن لكى نعيش التجلى لابد لنا ان نحيا الإيمان العامل بالمحبه على مقدار طاقتنا، مثلما ان ظهور موسى وايليا يمثلان المنام والوداعة مع الغيرة والجهاد فنحن نحتاج الى رؤيا ووداعة موسى النبى إلا أن لا فى تراخى او كسل لكن فى غيرة نارية وعمل روحى دائم للانطلاق باتجاه السماء لنحيا أمجاد التجلي. ان الله فى محبته يرغب ان يجذبنا اليه لنعاين مجده ونسعد بلقياه ونشهد للاهوته ونحيا مذاقة الملكوت ونحن على الارض لنعبده بالروح والحق ونعد نفوسنا بالتوبه والأيمان والفضيلة للحياة معه والوجود فى حضرته كل حين.n-today.com

+ التجلّي اذا هو دخول بالنفس إلى تذوّق الحياة الأخرويّة، لترى مجد ربها والهها مقبلًا في ملكوته، معلنًا لها أمجاده بالقدر الذي يمكن لها أن تحتمله وهي حتى الآن في الجسم. هذا العمل الإلهي الذي تحقّق بكيفية محسوسة على جبل طابور ويتحقّق بصورة أو أخرى في نطاق القلب من حين إلى آخر، لأجل أن يجذب الله نفوسنا باتجاه العُرس الأبدي لكي نشتاق إلى الانطلاق باتجاه الحياة الإبدية، ويمنحنا دفعة روحيّة صلبّة تسندنا في حمل الصليب والشهادة للسيّد المسيح.ان الله يدعونا معا لمعاينة مجده داخلنا ولا يقولون هوذا ههنا او هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم (لو 17 : 21).ولكى يحل المسيح بالايمان فى قلوبنا يلزم نسمو ونتطهر من الخطايا والصغائر ونفتح له القلب بالإيمان وندعوه ليصير منبع سعادتنا وفرحنا فى محبة صادقة وتبعية أمينه وتطمح فى سكون فى إنجيله فسياتى الينا ولا يبطئ.

+ التجلّي هو نشر وترويج للملكوت السماوى الواسع فوق كل حواجز الوقت، تتذوقه النفس الإنسانيّة التي قبلت أن تكون جيد ومحفزّة وعاملة مع المسيح بحمل الصليب وتبعيتها للمسيح، والدخول معه إلى الهلاك يوميًا للتمتّع بقوة قيامته. إنه يمثّل دفعه ذو بأسّة يمنحها الملك المسيّا لجنوده الروحيّين للجهاد المطرد في مواجهةّ إبليس وأعماله، ليهب لهم الحنين نحو الثواب الأبديّة والتمتّع بشركة الأمجاد السماويّة. فالتجلّي الذي تحقّق مرّة في حياة ثلاثة من التلاميذ، أصبح رصيدًا قدّمه السيّد لحساب الكنيسة كلها، تسحب منه كل يوم فيتزايد. تطلبه فتجده خبرة متكرر كل يومّة تقويّة، يعيشها المؤمن عن طريق المحبة وطاعة الوصية سواء في عبادته الجماعيّة أو العائليّة أو الشخصيّة، مثلما يتذوّقها خلال جهاده او تأمله وصلواته أو في تعامله مع الأتقياء مثلما مع الأشرار. إنه مؤتمر متواصل مع ربّنا يسوع المسيح على الدوام، فيه يكشف أمجاده جديدة في مختلف لحظة من لحظات حياتنا، حتى نلتقي به وجهًا لوجه في مجيئه الأخير.

حديث التجلى …n-today.com

 

+ لقد فرح التلاميذ بالتجلى وارادوا ان يحيوا فى الحضرة الإلهيٌة حيث مجد الابن الوحيد معلن لهم وأصل سعادتهم، بل السيد المسيح اراد ان ينشر لهم مجد الوهيته حتى لا يعثروا او يشكوا فيه حالَما يرونه يسلم الى ايدى الناس ويهان ويصلب، لهذا تبين معه موسي وايليا وكان حديثهم مع المخلص عن الفداء الذى سيتم فى اورشليم واذا رجلان يتكلمان بصحبته وهما موسى وايليا.اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم( لو ثلاثين:9-31). لقد وضح فى التجلى موسى النبى الذى يمثل الشريعة وايليا ممثلا للانبياء ليعلن لنا السيد نفسه انه غرض الشريعة ومركز النبؤات وله سلطان على الهلاك والحياة، وأنه المدبِّر في الأعالي وعلى الإرض، لذلك جلب موسى الذى وافته المنية منذ مايذيد عن الف وثلثمائة عام، ومن لم يُعاني من الموت وانتقل حيا وهو ايليا النبى .n-today.com

+ان التجلّي يرتبط بأحداث ذو البأس والقيامة، فإنه لا يمكن للمؤمن أن يصعد على جبل التجلّي ليرى حُسن السيّد ما لم يقبل صليبه ويدخل برفقته آلامه ليختبر قوّة قيامته فيه، فيُعلن الرب أمجاده له. ومن جانب آخر ما كان يمكن للتلاميذ أن يتقبّلوا آلامه ويُدركوا سرّ قيامته ما لم يريهم مجد التجلّي. إذ تحدّث الرب كثيرًا عن المجازفات الخطيرة التي تنتظره وآلامه وموته، وعن وفاة الطلاب والتجارب القاسية التي تلحق بهم في الحياة، كما حدثهم عن شؤون صالحة كثيرة يترجّونها، من أجلها يخسرون حياتهم لكي يجدوها، وإنه سيأتي في مجد أبيه ويهبنا الإجراء التأديبي، لهذا أراد أن يُوضح لهم ما سوف يكون أعلاه مجده عند ظهوره، فيروا بأعينهم ويفهموا مقدار ما يستطيعون، لهذا أظهر لهم هذا فى تجليه .n-today.com

+ لقد ظللت االسحابة النيٌرة منطقة جبلية طابور وهي تُشير إلى الحضرة الإلهيّة، هذه التي كانت تملأ جبل شبه جزيرة سيناء حين قدّم الرب الناموس لموسى (خر 24: 15)، وقد كانت يسود خيمة الاجتماع حالَما كان الله يتحدّث مع موسى، وسيأتي السيّد المسيح في مجيئه الأخير فى سحابة نيٌرة، فإن السحابة هنا إعلانًا عن عمل التجلّي في حياة المؤمنين بينما هو يقول ذاك كانت سحابة فظللتهم فخافوا حالَما دخلوا في السحابة. وأمسى صوت من السحابة قائلا ذلك هو ابني الحبيب له اسمعوا (لو 34:9-35). فالنفس إذ تتقابل بالسيّد وتتعرَّف على أسراره قدر ما تحتمل، تستنير أكثر فأكثر بإعلانات سماويّة داخليّة. فتسمع صوت الآب: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت له اسمعوا. ذلك هو أعظم إشعار علني يتقبّله الإنسان من الله في أعماق مهجته، وهو إدراك بنوّة المسيح للأب كنور من نور، فتذوب ذاته داخليًا طوال اتّحادها بالابن الوحيد، وتحس بدفء الحب الإلهي، وتتلمّس رضا الله الآب لها في الابن، فتسمع لصوت الآب، وتخضع لعمل المسيح فيها بكونه رأسها، ولا يطلب المسيحي دعايات محسوسة يفخر بها، إنّما ذاك هو صميم إشعار علني الآب للنفس الآدمية ان تؤمن بالابن الكلمة المتجسد من اجل خلاصنا .

+ لقد تمتّعت القدّيسة مريم بالسحابة النيِّرة في أجلَى صورها، بأسلوب مميزة كلما حلّ فوقها الروح الأرض المحتلة ليظلِّلها بالقوّة الإلهيّة الفائقة. الروح فلسطين يحلّ عليك وقوَّة العليّ تظلِّلك. تلك السحابة النيِّرة، أو الروح أرض الأقصى الناري يهب المؤمنين استنارة للبصيرة الداخليّة لمعاينة المجد الإلهي للابن الأوحد، ويفتح الأذن لسماع صوت الآب، الذي يكشف لنا “سرّ المسيح” الذي أمسى فينا بالمعموديّة، فنحرص بالروح أن نبقى في موقف توبة مستمرّة وطاعة، لننعم بسرور الآب ونسمع صوته الأبوي.n-today.com

+ لقد أحس بالخوف التلاميذ وسقطوا على وجوههم غير أن السيد المسيح بدد خوفهم وقد كان هو سلامهم ولما سمع الطلاب سقطوا على وجوههم وخافوا جدا.فجاء يسوع ولمسهم وتحدث قوموا ولا تخافوا.فرفعوا اعينهم ولم يروا احدا الا يسوع وحده (مت 6:17-8). سقوط الطلاب على وجوههم وخوفهم يذكرنا بما وقع على جبل سيناء حينما حل الرب بمجده على الجبل وقد كان جميع الشعب يشاهدون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخن ولما راى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى تكلم انت معنا فنسمع ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت. فقال موسى للشعب لا تخافوا لان الله انما جاء لأجل أن يمتحنكم ولكي تكون مخافته في مُواجهة وجوهكم حتى لا تخطئوا.فوقف الشعب من بعيد واما موسى فاقترب الى الغشاوة إذ كان الله (خر18:20-21).ان سقوط التلاميذ على وجوههم يُعلن عن عجز الآدمية الالتقاء مع الله، حيث صرت وجوههم في التراب ساقطة، لا تقدر على معاينة الأمجاد السماويّة. وحلول الرهبة الشديد فيهم يُشير إلى فُقدان الاطمئنان الحقيقي فى الذهاب بعيدا عن الله، لذا جاءهم يسوع دلالة إلى نزوله إلينا، ومدّ يده مؤكِّدًا تجسّده. أمّا لمسه إيّاهم، فهو علامة حلوله في وسطنا كواحد منّا، يقدر أن يمدّ لنا يده فنقبلها. أخيرًا بسلطان أقامهم ونزع الرهبة عنهم. حقًا لقد ظهرت قصّة وقوع الإنسان وقيامه أثناء عمل الله الخلاصي بديهية على منطقة جبلية التجلّي. وكأن سرّ التجلّي إنّما هو سرّ نشر وترويج الله المستديم فينا، بكونه ابن الله المتجسّد المصلوب والحاضر من الأموات، من أجلنا أتى ليقيمنا ونبتهج بعمله فينا. وحيث كان التلاميذ ساقطين منطرحين على الأرض وغير بِاستطاعتهم أن القيام تحدّث بصحبتهم بوداعة ولمسهم. فبلمسه إيّاهم انصرف الخوف عنهم وقواهم.

 

أقوال اباء عن عيد التجلي n-today.com

+ العلاّمة أوريجينوس: أن السيّد أفصح لاهوته للذين صعدوا على الجبل العالي، أمّا للذين هم أدنى فظهر لهم في شكل العبد. إنه يسأل من يشتاق أن يتعرّف على حقيقة السيّد ويتجلّى قدامه أن يرتفع مع يسوع خلال الأناجيل المقدّسة على جبل الحكمة طوال الشغل والقول.
+ القدّيس يوحنا الذهبي الفم : حيث تحدّث الرب عديدًا عن المخاطر التي تنتظره وآلامه وموته، وعن موت الطلاب والتجارب القاسية التي تلحق بهم في الحياة… مثلما حدثهم عن شؤون صالحة وفيرة يترجّونها، من أجلها يخسرون حياتهم لكي يجدوها، وإنه سيأتي في مجد أبيه ويهبنا العقوبة، لذلك أراد أن يُوضح لهم ما سوف يكون أعلاه مجده عند ظهوره، فيروا بأعينهم ويفهموا مقدار ما يمكنهم، لذلك أظهر لهم هذا في الحياة المتواجدة بالتجلي.