اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري 2022 … في اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري.. لهذا لا يزال المقدسيون بعيدين عن الاحتفال به

في الزمن الذي يحتفل فيه العالم بالقضاء على المفاضلة العرقي ما يزال المقدسيون يتكبدون على نحو يومي من سياسات المفاضلة التي يؤديها ويقوم بها الاحتلال بحقهم في مختلف ذروته الحياة

اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري 2022

رغم مرور 13 عاما على واحدة من أهم قصص العرقية في الأرض المحتلة إيلاما فإن بطلتها ما زالت ترفض ما آلت إليه عمرها في أعقاب إخلائها من منزلها بالشدة وإحلال المستوطنين مقرها في حي الشيخ جراح بالقدس.

فوزية المعروفة باسم “أم كامل الكرد” لا تسأم من سرد قصتها لكل طارق لبابها، وحالَما علمت أن المحفل ستنشر بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري نشرت للجزيرة نت أرشيفا ضخما حرصت على تركيبه طوال رحلة ألمها التي كان ترحيلها من منزلها أمتن فصولها.

طلبت أم كامل أن يكون اللقاء في رحاب المسجد الأقصى المبارك، واستهلته بقولها إن المرأة المقدسية تتعرض لتدابير عنصرية يومية في المدينة، وإن “الاحتلال يقمع السيدات ويسعى لتجهيلهن وتطويعهن بكافة الوسائط لأنهن يقفن في صف الحماية الأول عن الأرض المحتلة والمقدسات”.

أما عن مشوارها الشائك مع المستوطنين والمحاكم فقالت إنه بدأ عام 1999 عندما توجهت إلى البلدية لتطلب إضافة تشييد لمنزلها وسُمح لها بهذا، لتتفاجأ بعد أشهر بتسليمها ورقة لحضور محكمة انتهت بقول القاضي لزوجها وأبنائها “تفاهموا مع المستوطنين”.

كان وقع تلك الجملة على الأسرة كالصاعقة، ولم تكن أم كامل تعلم أن استقرارها في بيتها سيتزعزع لحظيا إذ أقفل البناء المضاف حديثا لبرهة 4 سنوات متتالية، وطوال غيابها عن بيتها لزيارة الطبيب دخل المستوطنون واحتلوه وأصبح الغرباء جيرانها.

نفيتُ وسكن الغرباء مملكتي

وتقول “هل هنالك أبشع من ذلك التصرف العنصري؟ أُبعد أولادي عن حي الشيخ جراح بقرار احتلالي، وشاركني المستوطنون نصف منزلي بادعاء أنهم عندهم الأرض”.

قارعت أم كامل وزوجها المسن المستوطنين لوقت 5 أعوام، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2008 طوقت قوة ضخمة من العساكر والقوات المختصة والمخابرات الحي بأكمله، وكبلت أم كامل وألقتها في الشارع.

وعن ذاك اليوم تقول “كنت أعيش هادئة مطمئنة في مملكتي، ولا يمكنني نعت وصور الوجع والرعب الذي عشته في ذاك اليوم الذي أنزلوني به عن عرش مملكتي بالشدة”.

رفضت أم كامل ذاك التصرف العنصري، وعاشت بالقرب من منزلها في خيمة لفترة عام، وما تزال تواظب على زيارة بيتها 3 مرات كل أسبوع، وترفض منظور تخليها عن الموضع الذي احتضنها وعائلتها على مدار 4 عقود.

رحلة الألم ذاتها

يتشارك المقدسي أحمد حجازي مع أم كامل في سفرية الوجع وإن اختلفت تفاصيلها، فهو أجدد من عصف بهم الإجراء العرقي المتمثل بالهدم الذاتي لمنزله في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.

وقبل أيام، إيقاف حجازي متفرجا على الجرافة التي دمرت بيته، وأُجبر على صرف تكليفات عملها تجنبا لهدم البيت بآليات البلدية التي تكلفه ثمنا باهظا.

ويقول حجازي للجزيرة نت “حاولت كل ما بوسعي للدفاع عن بيتي من الهدم، وسعيت لاستصدار التراخيص، ودفعت لتأجيل الهدم مبالغ طائلة للبلدية كمخالفات، لكن لمن أشكو لو أنه غريمي القاضي؟”.

دمر البيت الذي كان يؤوي 14 فردا من أسرته، ولا يزال تائها لا يدري كيف سيكون مصيرهم في المستقبل القريب، إلا أن حجازي يقول “أفخر وأعتز أنني تحملت كل تلك الأعباء النقدية والنفسية في طريق المكوث في القدس والرباط بها، ولن أرحل منها مهما كلفني ذاك”.

ويختم حجازي حواره بالقول إن “المنشآت التي استولى أعلاها المستوطنون في سلوان -سواء المسربة أو تلك التي أخليت بالشدة بحجج متباينة- عامتها غير مرخصة، وها هم يعيشون فيها وتدعمهم إدارة الدولة الإسرائيلية ولا تخليهم منها، إلا أن تجري الترميمات والتوسيعات لها، ونحن أصحاب الحق والأرض نجبر على هدم منازلنا بأيدينا، هذا هو المفاضلة العرقي بعينه”.